كيف اصبح الهلال والنجمة رمز الاسلام؟ والى ماذا يشير؟
يسود الاعتقاد بأن الهلال والنجمة هما رمز الإسلام المعترف بهما دوليًا، إذ يوجد هذا الرمز على أعلام بعض الدول الإسلامية، والشعار الرسمي للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر، والهلال الأحمر، بينما يرمز الصليب للمسيحية، ونجمة داوود لليهودية، أو ربما هذا اعتقاد شائع فحسب، والأمر أعقد من ذلك.
دلالة الرمز قبل الإسلام: يعود استخدام رمز الهلال والنجمة في الواقع، لما قبل الإسلام بآلاف السنين، إلا أنه من الصعب التأكيد على معلومات حول أصل هذا الرمز، ولكن معظم المصادر تقر باستخدام سكان آسيا الوسطى، وسيبيريا لهذه الرموز السماوية القديمة في عبادتهم للشمس، والقمر، وآلهة السماء، كما ويوجد تقارير تنص على أن استخدام الهلال، والنجمة لتمثيل آلهة قرطاج تانيت، وديانا الآلهة اليونانية. اتخذت مدينة بيزنطة (التي عرفت لاحقًا باسم القسطنطينية واسطنبول) الهلال رمزًا لها، واتخذوه بحسب أدلة تكريمًا للآلهة ديانا، بينما تشير أدلة أخرى أن الرمز يعود لمعركة هزم الرمانييون القوطيين فيها، في أول يوم من شهر قمري، وعلى أية حال كان الهلال موجودًا على علم المدينة، من قبل ميلاد المسيح.
المجتمع الإسلامي القديم: لم يمتلك المسلمون قديمًا، وفي زمن الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- أية رمز معروف، إذ استخدمت الجيوش الإسلامية أعلام بسيطة بلون واحد إما الأسود، أو الأبيض، أو الأخضر، لغايات التعريف، وتابعت الأجيال الإسلامية اللاحقة استخدام تلك الألوان البسيطة في أعلامهم، دون أي علامات، أو كتابات، أو رموز من أي نوع.
الامبراطورية العثمانية: ارتبط الهلال والنجمة بالعالم الإسلامي في عصر الإمبراطورية العثمانية، عندما غزا الأتراك القسطنطينية (اسطنبول) عام 1453 ميلادي، فاعتمدوا عندها علم ورمز المدينة الموجودين، وتقول الاسطورة بأن مؤسس الدولة العثمانية عثمان، كان يحلم بانتشار الهلال في كافة أنحاء الأرض. كما ويوجد تكهنات حول تمثيل رؤوس النجمة الخماسية لأركان الإسلام الخمسة، ولكن ما هي إلا تهكنات، إذ أن الرؤوس الخماسية تلك ليست ثابتة على أعلام الدولة العثمانية، وكما وليست ثابتة أيضًا على أعلام العديد من الدول الإسلامية في الوقت الحاضر.
حكمت الامبراطورية العثمانية العالم الإسلامي لمئات السنين، ومن المعقول ارتباط هذا رمز هذه الامبراطورية في عقول الأشخاص، بالعقيدة الإسلامية ككل، بعد قرون من الحرب مع العالم الأوروربي المسيحي، إلا أن تراث هذا الرمز في الواقع يرتبط بالدولة العثمانية، وليس العقيدة الإسلامية على وجه الخصوص.
هل هو رمز مقبول في الإسلام؟ يرفض العديد من المسلمين استنادًا للتاريخ، استخدام رمز الهلال كرمز للإسلام، إذ لم تمتلك العقيدة الإسلامية عبر التايخ أي رمز، ويرفض العديد من المسلمين استخدام هذا الرمز الذي يعتبرونه رمزًا للوثنية، ومن الواضح أنه ليس رمزًا موحدًا بين المسلمين، فيفضل آخرون استخدام الكعبة، أو كتابات بالخط العربي، أو رمز مسجد صغير للدلالة على العقيدة الإسلامية.