أمريكا إما أن تضع يدها على سوريا أو تعلن الحرب على روسيا
تحت العنوان أعلاه، كتب أنطون تشابلين، في “سفوبودنايا بريسا”، عن تعذر اتفاق روسيا وأمريكا وتركيا على سوريا ما بعد الحرب.
وجاء في المقال: في أستانا، بدأت جولة جديدة من مباحثات دولية، حيث يتم تقرير مصير سوريا. وقال سيرغي لافروف في مؤتمر صحفي مشترك مع مولود جاويش أوغلو: “لا يوجد سبب للشك في نوايا بعض ممثلي قيادة الولايات المتحدة … لتعزيز انهيار الجمهورية العربية السورية”. كما أعلن ذلك في المحادثات التي عقدت في كازاخستان والتي افتتحت في الـ 16 من مارس الجاري.
وكانت الممثلة الدائمة للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكي هالي قالت، في 13 مارس، إن واشنطن “مستعدة لاتخاذ إجراءات جديدة بشأن سوريا”. واعتبرت هيئة الأركان الروسية هذا الأمر تهديدًا بقصف منشآت حكومية في دمشق (على غرار هجوم الناتو على بلغراد في ربيع العام 1999، والذي أسفر عن مقتل ما لا يقل عن خمسة آلاف شخص).
وبالمقابل، هدد رئيس هيئة الأركان العامة الروسية، فاليري غيراسيموف، الأميركيين، بالقول: “في حال تهديد حياة جنودنا، سيتم اتخاذ إجراءات جوابية ضد الصواريخ والناقلات التي ستستخدمها”.
وأضاف كاتب المقال: موقف روسيا لقي دعما كاملا من تركيا، التي ذكّر وزير خارجيتها مولود جاويش أوغلو، في مؤتمر صحفي، بأن الأمريكيين يدعمون علانية الانفصاليين الأكراد، الذين ترى فيهم أنقرة منظمات إرهابية.
وفي الصدد، التقت “سفوبودنايا بريسا” الباحث في معهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، ميخائيل روشين، فقال، في الإجابة عن سؤال: هل هناك خطر حقيقي بنشوب حرب بين روسيا والولايات المتحدة؟
أعتقد أن الصراع على سوريا ما بعد الحرب مستمر. لدى روسيا والولايات المتحدة وتركيا منطقة مسؤوليات خاصة. ولن يتنازل أحد عنها طواعية. هنا، يتعالى الضجيج والحجج حول من هو أكثر قوة. لا أعتقد أن التصريحات المتبادلة الصارمة يمكن أن تثير نزاعًا مسلحًا بين القوى العظمى.. علاوة على ذلك، تجري اتصالات بين الجيش الروسي والأمريكي على مستوى عالٍ باستمرار.
دعمت تركيا موقف روسيا من المسألة السورية، وعارضت بشدة الولايات المتحدة. بماذا تأمل أنقرة؟
يبدو أن تركيا يقل اهتمامها في التعاون مع دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وفي هذه الحالة، تصبح روسيا حليفها الطبيعي لا محالة. وهكذا تتعزز اتصالاتنا السياسية والاقتصادية والعسكرية في الآونة الأخيرة. من الواضح أن هذا الاتجاه، لا سيما بعد انتصار دونالد ترامب في الولايات المتحدة، سيستمر في المستقبل المنظور.