سقوط الغوطة الشرقية من يد الإرهاب ورعاته
معن حمية
القصف الذي نفذته المجموعات الإرهابية، وأوقع عشرات الضحايا من المدنيين في جرمانا، أعاد تسليط الضوء على الخطر المحدق بالعاصمة دمشق انطلاقاً من منطقة الغوطة الشرقية. المنطقة التي لطالما شكلت على مدى خمس سنوات منصة لإطلاق القذائف والصواريخ على أحياء دمشق والتي تسبّبت باستشهاد وإصابة المئات من المدنيين أطفالاً ونساء ورجالاً.
استهداف جرمانا من قبل المجموعات الإرهابية المحاصرة في بعض بلدات الغوطة، استدعى تسريع الجيش السوري وحلفائه من وتيرة عملياته العسكرية المركزة والدقيقة، وذلك بالتوازي مع استمرار فتح الممرات لخروج المدنيين من مناطق سيطرة الإرهابيين، وقد نجح الجيش السوري من خلال استهدافه الدقيق لمواقع الإرهابيين، بأن يوصل رسالة مفادها، أنّ ورقة الغوطة الشرقية سقطت من أيدي الدول الراعية للمجموعات الإرهابية، وأنّ كلّ الضغوط الأميركية والغربية التي تمارس بهدف عرقلة مسار الحسم، لن تؤتي أكُلها، ولتثني الجيش عن مواصلة عمليته العسكرية، التي بدأ تقترب من خواتيمها، خصوصاً بعد تحرير أكثر من سبعين في المئة من جغرافية الغوطة الشرقية، على أن تحسم المساحة المتبقية خلال الأسابيع المقبلة.
ضغط الجيش السوري عسكرياً على الإرهابيين، والذي تكثف بعد استهداف المدنيين في جرمانا، أحدث حالة من الهلع والإرباك في صفوف المجموعات الإرهابية. وعلى خلفية هذا الضغط، بدا أنّ هناك نحو ألفي إرهابي سيغادرون مدينة حرستا مع عائلاتهم باتجاه إدلب، وهذه المغادرة لا شكّ في أنها ستعجّل كثيراً من عملية الحسم في دوما والبلدات المتبقية.
وللتذكير، فإنه منذ بدء العملية العسكرية لتحرير الغوطة الشرقية، لجأت الولايات المتحدة الأميركية وحليفتاها فرنسا وبريطانيا ودول أخرى، إلى استخدام كلّ وسائل الضغط وعلى المستويات كافة، لإعاقة الحسم، ولم تقتصر الضغوط الغربية على إطلاق المزاعم والأكاذيب وتلفيق التهم لدمشق باستخدام الأسلحة الكيميائية، بل كان هناك دعم غير محدود للمجموعات الإرهابية، جزء منه مالي، بحيث ضخّت بعض الدول الخليجية أموالاً إضافية بغية وقف الانهيار السريع للعناصر الإرهابية أمام تقدّم الجيش السوري.
لكن، رغم كلّ ما فعله رعاة الإرهاب، بات مؤكداً أنّ القاعدة الإرهابية في الغوطة الشرقية آيلة الى السقوط الكلي والنهائي بيد الجيش السوري، وبالتالي لم تعد هناك خاصرة رخوة تهدّد العاصمة السورية. وهذا ما بدا واضحاً من خلال الجولة الميدانية التي قام بها الرئيس السوري بشار الأسد في بلدات الغوطة الشرقية المحرّرة.
إنّ انشغال أميركا وحلفائها بالغوطة الشرقية والمحاولات التي قام بها الغرب في مجلس الأمن الدولي والتهديدات التي أطلقها للحؤول دون سقوطها بيد الجيش السوري، كلّ ذلك يؤكد كم كان الرهان الغربي كبيراً على الاحتفاظ بالغوطة قاعدة إرهابية متقدمة، في حين أنّ تحريرها وإعادتها الى حضن الدولة السورية والذي بات حتمياً، هو انتصار مدوٍّ لسورية، إذ إنّ هذه المنطقة بعد مدينة حلب تنطبق عليها معادلة: ما بعد الغوطة الشرقية ليس كما قبلها…
البناء