بعد هزيمة الإرهاب في الغوطة ماذا تهيّئ واشنطن وحلفاؤها؟
معن حمية
بالمفهوم العسكري، سقطت الغوطة الشرقية كلها بيد الجيش السوري، وبالتدرّج بلدة بلدة ستُعلن منطقة محرّرة وآمنة.
بالأمس حرستا خالية من الإرهاب واليوم بلدات عدة ستغادرها العناصر الإرهابية بعد أن تلمّست المصير الذي ينتظرها في حال استمرّت بمواجهة الجيش السوري وحلفائه.
باستعادة الغوطة الشرقية إلى دائرة الأمان السوري، يكون الجيش السوري حقّق هدفين أساسيين: الأول، وأد الخطر الذي كان يتهدّد سكان العاصمة دمشق، حيث كانت المجموعات الإرهابية تقصف الأحياء المأهولة في دمشق وتقتل الأطفال والآمنين. والهدف الثاني، تفكيك قاعدة إرهابية أرادها رعاة الإرهاب، موقعاً متقدّماً ونقطة انطلاق لتنفيذ خطط وسيناريوات تستهدف أمن العاصمة دمشق في سياق مخطط استهداف سورية.
الانهيار السريع للمجموعات الإرهابية في منطقة الغوطة الشرقية، شكل صدمة مدوّية للدول التي راهنت على صمود الإرهابيين لفترة أطول، والإبقاء على معادلة استخدام المدنيين دروعاً بشرية، لتستخدمها ورقة ضغط على سورية بذريعة حماية المدنيين والدفاع عن حقوق الإنسان!
أما وقد خسر رعاة الإرهاب أميركا وفرنسا وبريطانيا وتركيا والسعودية وقطر ورقة الغوطة، فإنّ كلّ الضغوط السياسية التي مورست على دمشق، وكلّ التهديدات بشنّ عدوان عسكري غربي، تكون قد تهاوت مع تهاوي الذرائع وانهيار جبل الأكاذيب.
ومع اكتمال دائرة الأمان حول دمشق، فإنّ رعاة الإرهاب باتوا يواجهون مأزقاً صعباً، ذلك أنّ الذي يخسر في الميدان، يخسر في السياسة… فهل ستقبل أميركا وحلفاؤها بالخسارة أم أنّ في جعبة هؤلاء الرعاة أوراقاً إضافية للاستخدام؟
خلال اليومين الماضيين أعلنت الولايات المتحدة عن إقامة مركز تدريب في الأردن لمكافحة الإرهاب، ومن ثم لمّحت الى إمكانية تمدّد تنظيم «داعش» الإرهابي في مناطق شمال شرق سورية، بعد انتقال قوات «قسد» من هذه المناطق إلى عفرين. وتزامناً أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنّ قواته الغازية ستواصل عملياتها العسكرية داخل الأراضي السورية. وبين التلميح الأميركي باستعادة «داعش» للتمدّد مجدّداً في بعض المناطق السورية، وإعلان أردوغان بمواصلة عملياته العدوانية في الداخل السوري، يظهر التنسيق جلياً بين واشنطن وانقرة، بما يفضي إلى تخلّي أميركا عن قوات «قسد»، واستبدالها بـ «داعش»، وهذه خطوة تحقق لتركيا ما كانت تطلبه من الولايات المتحدة.
بعد هزيمة الإرهاب ورعاته في الغوطة الشرقية، واضح أنّ واشنطن وأنقرة بالتكافل والتضامن تهيّئان «داعش» مجدّداً لاشعال وإشغال جبهات جديدة، غير أنّ كلّ هذه المحاولات لن تنجح، طالما أنّ الجيش السوري قادر على حسم المعارك الكبرى، من حلب الشرقية الى الغوطة الشرقية.
البناء