دروس عسكرية ما بين وادي الحجير و وادي عين ترما
في وادي الحجير كان هناك مقاومين أشداء و تجهيز للمعركة ولكن لم يكن هناك خط بارليف كخطوط الدفاع عن الغوطة ولا مدينة تحت الأرض ولا عوائق ولا وسائط دفاع جوي مثل التي كانت مع المسلحين ولا غطاء دولي و لم يكن هناك اربع جلسات لمجلس الامن و أكثر من عشر جلسات من المشاورات فضلاً عن تهديد أمريكي بالعدوان على سورية, في وادي الحجير كان هناك دبابات ميركافا-4 التي وصفت بالأكثر تطوراً بالعالم مع أضخم تدريع يعلوه التدريع الديناميكي الفعال , وليس دبابات تي-55 عمرها ستون عاماً و بضع دبابات حديثة, و في وادي الحجير كان هناك تمهيد جوي لـ 16 يوماً شن فيه العدو غارات بالأسلحة الثقيلة المضادة للتحصينات و الاسلحة المحرمة دولياً و الاسلحة الذكية و الغبية و النتيجة أن جنود كيان الإحتلال هربوا يبكون كالأطفال أو بالأصح هربوا كهروب الارهابيين أمام القوات السورية في الغوطة الشرقية حيث كان أهم إستعراض عسكري لقوات الجيش العربي السوري خلال الأزمة السورية, حين قام الرئيس السوري بزيارة لخطوط النار في الغوطة في حين عجز جنرالات العدو من الإقتراب من الحدود اللبنانية خلال العدوان على لبنان و بحسب الاعلام الصهيوني كان قادة الاحتلال في ملاجيء تحت الارض خلال الحرب على لبنان, و ما بين المعركتين يظهر الفرق بين قوات العدو الصهيوني و بين المقاومة و الجيش السوري, أو بين محور المقاومة من جهة و محور عملاء أمريكا من جهة ثانية.
في وادي الحجير إستعمل العدو الصهيوني سياسة الأرض المحروقة في حين الجيش السوري أنقذ عشرات آلاف المدنيين, و هو ما يطرح معادلة لن يتجرأ إعلام العدو حتى على مناقشتها و هي هل يمكن لجيش الإحتلال إنقاذ المستوطنيين في الحرب القادمة بعد أن فشل في معارك الأرض المحروقة.؟ و طبعا هذا السؤال يأتي بعد سؤال هل سيتمكن العدو من شن حرب هجومية حين يكون في موقف الدفاع.؟
و الأكثر من ذلك و في ظل قيام إعلام العدو الصهيوني بشطب سورية عن الخريطة العسكرية و قيام محلليه “الفطاحل” بوصف قيام سورية بإسقاط طائرة اف-16 صهيونية على أنه صراع إيراني صهيوني ليوحي لجمهور المستعمرين بأنه لا وجود للجيش العربي السوري متجاهلاً ما يحدث على اراض و متجاهلاً أن فخر الصناعات الأمريكية تم إسقاطها في اليمن بصاروخ ار-27 عمره أكثر من ثلاثين سنة و الطائرة التي أسقطتها سورية لم يتم إسقاطها بصاروخ حديث كالصواريخ التي يمكن إستعمالها في حال وقوع الحرب الشاملة او حتى انها لم تستهدف بصاروخ إيراني حديث بل بصاروخ اثري تمكن من تحييد سلاح الجو الصهيوني في ظل إنشغال الجيش السوري بمرتزقة العدو الصهيوأمريكي, و لكن بعد معركة الغوطة الشرقية هل سيستمر محللي العدو بتجاهل الحقائق, و هل يتجرأ أي محلل عسكري صهيوني على شرح دروس هذه المعركة و مقارنة قدرات القوات السورية بقدرات جيش الإحتلال.؟ في ظل ان كل قطعه سلاح في سورية يملك العدو ثلاث أضعاف منها كما كان الارهابيون يملكون أسلحة بأضعاف أضعاف ما كان بيد مقاومي وادي الحجير, الذي إستخدوا صاروخ لكل نوع من الدبابات لتوفير الصواريخ.
بعد معركة عين ترما لا يمكن تشبيه أفيخاي ادرعي الا بمحمد علوش علماً بأن جنود علوش مرتزقة لدى الأمريكي حالهم كحال أفيخاي أدرعي و جيشه و هو ما يؤكده ظهور العدو الأصيل في كيان الإحتلال الصهيوني و في الشمال السوري فلو أن كيان الإحتلال الصهيوني قادر على تنفيذ المهام الموكلة إليه لما جاء الجيش الأمريكي الى كيان الإحتلال الصهيوني بحجة المناورات المشتركة, فحال العدو الصهيوني كحال داعش و النصرة و غيرهم من مرتزقة الجيش الأمريكي وهو ما دفع الامريكي الى الحضور شخصياً , نعم من معركة وادي الحجير تعلمنا درس أن كيان العدو يحميه الامريكي و بريطانيا و فرنسا و ليس قوة جيشه و من معركة وادي عين ترما تعلمنا درس آخر هو أن الأمريكي أصبح عاجز عن حماية مرتزقته, وعليه يجب البناء في حال إندلاع أي حرب كبرى في المنطقة و خصوصاً أن أهم مآثر معارك الغوطة أنه مع نهايتها تصبح جميع المعارك على الحدود و معركة الغوطة نموذج مصغر عن المعارك القادمة , علماً بأن سورية و على لسان رئيسها ترسم خريطة العالم بما فيها خريطة المنطقة.
و كذلك من مآثر معركة الغوطة أنه مع نهايتها يعود جون بولتون الذي نجح في العام 2006 بإصدار قرار من مجلس الأمن لحماية كيان العدو و هو ما فشلت به نيكي هيلي لحماية الصهاينة الذين كانوا يحتلون الغوطة و يقصفون دمشق.
جهينة نيوز – كفاح نصر