روبرت فيسك: حرب عالميّة إلى الواجهة.. فهل تُطلقها روسيا في هذا العام؟
نشرت صحيفة “إندبندنت” البريطانيّة مقالاً للكاتب المعروف روبرت فيسك سأل فيه “لماذا يقارن السياسيون كلّ شيء بالحرب العالميّة الثانية؟”.
وقال فيسك في مقالته: “فيما يتجنّب الروس أي ذكر لحروبهم العالميّة التي خاضوها، ذكرت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أنّه منذ الحرب العالميّة هذه المرّة الأولى التي يُستخدم فيها غاز الأعصاب في أوروبا، وذلك غداة تسميم الجاسوس الروسي سيرغي سكريبال”.
وأضاف: “حتّى أنّ وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون شبَّه كأس العالم لكرة القدم في روسيا بأولمبياد برلين عام 1936 في عهد هتلر، والذي أُقيم قبل ثلاث سنوات من الغزو النازي لبولندا”. وسأل فيسك: “هل يعتقد جونسون اليوم أنّ روسيا ذاهبة إلى حرب عالميّة ثالثة في العام 2021؟”.
وتابع: “لدى الروس الكثير من الأسئلة التي عليهم الإجابة عنها حول تسميم الجاسوس سكريبال وابنته يوليا”. وعن غاز الأعصاب، قال الكاتب: “في الثلاثينيات، اكتشف النازيون أنّ بعض المبيدات الزراعية يُمكن أن تُستخدم في سلاح الأعصاب، وقام اليابانيون بتجارب على أنواع كثيرة من الغاز، وتوفي نتيجتها عدد من السجناء الألمان واليابانيين”. وبرأي الكاتب، فإنّ موسكو لن تُحاول اغتيال مواطن روسي في بريطانيا.
وقال فيسك: “ينتشر تشبيه الحرب العالميّة بالوضع القائم اليوم، وحتى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قارن بين مواجهة حملة الدردنيل العسكرية التي شنتها قوات بريطانية وفرنسية مشتركة خلال الحرب العالمية الأولى بهدف احتلال إسطنبول، بـ”القتال ضد الإرهاب” في عفرين السوريّة”.
وفي ظلّ الحديث العالمي عن الحرب، أشار الكاتب إلى أنّ الروس تجنّبوا أي تذكير بحروبهم، وسأل “لماذا يُقتل الروس فقط في بريطانيا؟ لماذا لا توجد أي صورة للجاسوس وابنته في المستشفى (مثلما حصل حين سُمّم الروسي ألكسندر لاتفيننكو وكان يموت في مستشفى بريطاني في العام 2006)؟”.
(إندبندنت – لبنان 24)