خليك هون؟
محمد شبيب
“خليك هون”.. جملة قالها أحد جنود الجيش العربي السوري مخاطباً أحد الإرهابيين الراغبين بالرحيل من الغوطة الشرقية إلى إدلب.
فبعد صراع الجماعات الإرهابية المسلحة في الغوطة الشرقية مع الدولة السورية لعدة سنوات، ومعاناة العاصمة وسكانها من قذائف الحقد التي سقطت عليهم وأسفرت عن ضحايا وجرحى ورعب ودمار.
اليوم..
يعرض أحد جنود جيشنا العقائدي على أحد المسلحين تسوية وضعه والعودة لحضن الوطن.
حوار قصير جداً بين سوريين.. أحدهما يغادر مهزوماً إلى جحيم إدلب، والآخر المتضرر المنتصر يدعوه إلى تحكيم عقله وضميره والعودة إلى حضن الوطن.
مشهد يختصر فعلاً الحالة الوجدانية بين السوريين مع قسوتها وكل تناقضاتها.
أخاطب من خلالك كل من رفض التسوية وآثر الرحيل:
لماذا يا أيها المغرر به تقع في الحفرة مرتين؟
ألم تتعظ مما جرى لك من جراء تبعيتك لأعداء بلدك؟
ألم تتيقن أن الغرب وأدواته استخدموك حطباً لإحراق بلدك؟
ألا تدرك أن ما ينتظرك في إدلب هما خيارين..
إما أن تتحالف مع نظام أردوغان ضد أبناء بلدك، أو أن تنخرط في (جبهة النصرة) الإرهابية التي تقاتل جنود جيشنا العربي السوري الذين خاطبك أحدهم من أرض الغوطة وهو المنتصر وأنت على نافذة الباص الأخضر تنتظر الترحيل.. “خليك هون”؟
إلى متى ستبقى منوماً تحت تأثير مخدر (الثورة) أو المال؟
أما آن الأوان أن تصحو وتضع يدك بيد أخوك السوري لنقضي على أعدائه ونعيد إعمار بلدنا على أسس صحيحة، وسيعمل الجميع وليس صحيحاً جوابك للجندي السوري “ما في شغل”.
سورية أمنا، والدولة أب لكل المواطنيين، والعفو يشمل الجميع، لا تذهب إلى الجحيم والذل والمهانة..
“خليك هون”.. خليك في حضن الوطن، مع الحق والشرف والكرامة.
المصدر: دمشق الآن