تفاهم أولي يقضي بحل «جيش الإسلام» وعودة مؤسسات الدولة إلى دوما
على بعد أيام قليلة يلفظ ملف دوما أنفاسه الأخيرة، معلناً دخول الغوطة الشرقية بكاملها مرحلة ما بعد الإرهاب، وعودة الدولة إليها من جديد، وعلى حين حاولت الميليشيات المسيطرة على دوما ممارسة أقصى درجات «الابتزاز» عبر استخدامها لورقة المخطوفين، كانت تدرك جيداً بأن كل مراكبها احترقت ولا بديل عن قبول التسوية وفقاً لشروط الواقع الميداني الجديد.
«الوطن» علمت من مصادر مطلعة على ملف المصالحات بأن الجانب الروسي توصل مساء أمس إلى تفاهم أولي مع ميليشيا «جيش الإسلام»، الذي يتحصن في دوما، بشأن تسوية الوضع في المدينة، بعد أن سيطر الجيش العربي السوري على الأغلبية العظمى من مساحة المنطقة.
وبحسب المعلومات فإن هذا التفاهم تم بعد مفاوضات مكثفة بين الجانبين، من دون أن يتم توقيعه من أي طرف، على أن يعرضه الجانب الروسي على الحكومة السورية، على حين تقوم الميليشيا بدراسته.
وتفيد المعلومات المتوافرة، بأن جميع الأطراف ستقوم بدراسة مضمون التفاهم في مدة ثلاثة أيام وفي حال التوافق عليه يصار إلى تحويله إلى اتفاق يجري التوقيع عليه، مع الإشارة إلى وجود بنود تحتاج إلى دراسة متعمقة، وقد يجري تعديل عليها.
إلى ذلك، وفي تصريح لـ«الوطن»، اعتبر عضو مجلس الشعب عن مدينة دوما محمد خير سريول أن مسلحي ميليشيا «جيش الإسلام» يكابرون حين يقولون إنهم لن يذهبوا باتجاه التسوية وتسليم المدينة إلى الدولة السورية، وهم يعانون اليوم من أزمة كبيرة بعد الإنجازات الميدانية للجيش العربي السوري، وفقدانهم البيئة الشعبية الحاضنة داخل دوما.
ولفت إلى المفاوضات المكثفة عبر الوسيط الروسي مع «جيش الإسلام» وأنها قد تفضي إلى التوصل إلى اتفاق، يقضي بحل ميليشيا «جيش الإسلام»، وتسليم الأسلحة الثقيلة، وعودة مؤسسات الدولة إلى العمل داخل المدينة، ورفع علم الجمهورية العربية السورية.
وأكد سريول أن المسلحين يستخدمون ورقة «المخطوفين» لديهم في سجن «التوبة» كورقة ابتزاز، وذلك عبر مطالبتهم بإطلاق سراح عدد من سجنائهم لدى الدولة مقابل الإفراج عن جميع المخطوفين لديهم.
وأشار سريول إلى أن أهالي دوما، بدؤوا يضيقون ذرعاً بما يجري في مدينتهم، وخرجت عدة تظاهرات تطالب بدخول الدولة السورية وخروج «جيش الإسلام» من المدينة، وجرى قمعها بشدة، مع وعود بالذهاب إلى التفاوض والتسوية.
ما يجري من تطورات مرتبطة بملف مدينة دوما، جاء بالتزامن مع استمرار خروج الحافلات التي تقل الإرهابيين وعائلاتهم من الغوطة الشرقية باتجاه إدلب، حيث ذكرت «سانا» أن 71 حافلة تقل 4844 من المسلحين وعائلاتهم خرجت مساء أمس من البلدات المقرر إخلاؤها عبر معبر عربين.
في الأثناء أعلن وزير الإدارة المحلية والبيئة حسين مخلوف، عن الرؤية الإستراتيجية للدولة السورية فيما يتعلق بموضوع الغوطة الشرقية، موضحاً أنها تتضمن إعادة النظر في التخطيط العمراني عبر هيئة التخطيط الإقليمي.
وفي تصريح خاص لـ«الوطن» بين مخلوف: أن الخطة تتضمن إيجاد رؤية عمرانية وبصرية جديدة، تأخذ بالحسبان الحفاظ على هوية الغوطة، ولاسيما أننا ندرك أهميتها الزراعية، معتبراً أنها سلة غذائية لدمشق وجنوبي سورية، وسيتم مراعاة هذا الموضوع.
وكشف مخلوف عن رؤية لإحداث مدينة حرفية في المنطقة باعتبار أنها كانت تشتهر بصناعة الموبيليا والمفروشات، موضحاً أنه كان قد تم وضع مخطط تنظيمي لها في بلدة «أوتايا» وذلك قبل تصاعد الأحداث في المنطقة في عام 2011.
الوطن