بروڤة حرب بين دمشق و تل أبيب.. خمس ساعاتٍ صاروخية
كامل صقر
مع بزوغ فجر الخميس توقفت الحرب بين دمشق وتل أبيب “مؤقتاً”، ولا شيء يمنع تجددها في أي وقت لأن أسبابها لازالت قائمة دون تغيير، اقتصرت المواجهة التي استمرت لأكثر من خمس ساعات متواصلة على سلاح الصواريخ فسجّلت دمشق نقاطاً كثيرة في عمق الشباك الإسرائيلية.
لعل ما جرى كان “بروڤة حية” لحرب واسعة النطاق قد تشهدها الجبهة السورية الاسرائيلية، كانت تلك حرباً محدودة نسبياً، لم تشأ تل أبيب أو حتى دمشق توسيعها حتى الآن على الأقل لجهة المواقع المستهدفة وحساسيتها وبقي الاشتباك ضمن مسارات غير واسعة، لكن أحداً لا يستطيع التكهن في بقاء هذه المواجهات ضمن تلك الحدود.
في هذه الاثناء كان السوريون على الأسطح وشرفات المنازل يتابعون مواجهات غير مسبوقة تضيء سماء بلادهم، ساعدتهم عتمة الليل في مشاهدة لهيب الصواريخ السورية المنطلقة لاعتراض أهدافها المعادية وشاهدوا بأم عينهم كيف أن بعضها كانت تصطاد صواريخاً إسرائيلية في أعالي السماء. أصوات المضادات الصاروخية كانت تكسر بقوة صمت الليل فتدوّي انطلاقاتها وانفجاراتها في السماء. في مقابل ذلك، كانت الملاجئ هي الوجهة الوحيدة للمستوطنين في الجولان المحتل والجليل وطبريا وغيرها.
المؤكد أن اسرائيل اختبرت وجعاً عسكرياً لم تعش مثله منذ سنوات طويلة، والمؤكد أيضاً أنها عاشت مكاسرة نارية لم تتعرض لها منذ زمن بعيد، إذاً ستحتاج تل أبيب لإعادة تقييم الوضع القتالي المستجد الذي أفرزته ساعات ليل الأربعاء.