خمسة أشياء خطيرة في انتظار إيران بعد انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي!
أفصح ترامب عن خطته ضد إيران بقوله ” ان لم تفاوض إيران فان شيئا ما سيحدث لها”.
وفهمنا بان ترامب انسحب من الاتفاق النووي لأجل ان يفرض على إيران مفاوضات أخرى، مذلة، تنتهي باتفاق آخر يسلبها كل حقوقها في امتلاك سلاحها، وربما يفرض على النظام تغيير عقيدته. وما لم يكن مفهوما في قول ترامب هو هذا “الشئ الذي سيحدث لإيران” في حال ما إذا رفضت التفاوض.
“الأشياء” المتوقعة التي سيقدم ترامب على فعلها ضد إيران ترتبط أساسا بنوع السلاح الذي سيستعمله.
من المؤكد بان التدخل العسكري الامريكي في إيران لن يكون واقعيا. فكل ما يمكن ان يفعله الأمريكان هو قصف بعض المنشآت العسكرية داخل التراب الإيراني. الا ان هذا الخيار سيكون مكلفا جدا لترامب، ماليا وعسكريا، وستفتح عليه إيران، وعلى حلفائه، أبواب جهنم في كل مكان في العالم.
تبقى الأسلحة الممكن استعمالها، وهي شديدة الخطورة، أسلحة العقوبات الاقتصادية، في محاولة خنق النظام والشعب الإيراني معا، حتى يتحرك كلاهما ضد الاخر.
وعليه، فان هناك خمسة “أشياء” مرعبة تنتظر إيران، ولا شك بان النظام الإيراني قد اعد العدة لها.
الأول: ضرب المداخيل المالية من العملة الصعبة المتأتية من بيع النفط والغاز، وهو ما سيشل النظام عن توفير احتياجات الشعب. ويبقى هذا الاحتمال مرتبطا بمدى مصداقية الدول، المستوردة للنفط والغاز الإيرانيين، التي أعلنت التزامها بالاتفاق النووي، خاصة الصين والهند.
الثاني: ضرب الحركة التجارية مع الدول التي شاركت في الاتفاق النووي، خاصة المانيا وبريطانيا وفرنسا. وهذه قد تكون ضربة قوية في الخاصرة الإيرانية، ولها تأثير مباشر على الشعب. وإيران لا يمكنها التعويل على هذه الدول امام القرار الأمريكي، فهي مستعدة لخسارة ارتباطها مع إيران مقابل علاقاتها مع الامريكان. وبالرغم مما تظهره هذه الدول من انزعاج من قرار ترامب، الا ان انزعاجها من اجل شركاتها الكثيرة المنتصبة في إيران منذ 2015، والتي ستتعرض الى خسائر فادحة وليس من اجل إيران والسلام العالمي.
الثالث: العمل الحثيث على تحريك الشارع. والشارع قد يتحرك مضطرا بتأثير من التضييق الاقتصادي الخانق الذي ستفرضه أمريكا، الا ان هذا الأثر لن يظهر قبل ستة أشهر، لأنه حسب القانون الأمريكي لن تفعّل العقوبات قبل هذه المدة. او يتحرك بعد تعبئته باسم الديمقراطية والحرية، وربما تعود أجواء سنة 2009، واللعب على الصراع ما بين الإصلاحيين والمحافظين. ولو ان الإصلاحيين قد تبين لهم بانه لا يمكن التعويل على أمريكا بعد ان انسحب ترامب من الاتفاق النووي.
الرابع: ولمزيد من تسخين الوضع قد تلتجأ أمريكا الى احداث تفجيرات داخل الأراضي الإيرانية. لمزيد احراج النظام امام الشعب.
الخامس: احتمال ان تجرب أمريكا الانقلاب العسكري وتغيير النظام الايراني، باستعمال خونة إيرانيين. وقد ضبط النظام الإيراني مؤخرا كميات كبيرة من السلاح بصدد دخولها الى البلاد، وهو ما يفيد بان تحركات مسلحة غريبة تحدث داخل التراب الإيراني. وامريكا التي دعمت الانقلاب الفاشل ضد اردوغان فلن تتوانى على قيادته ضد نظام إيران.
هذه الاحتمالات الخمسة سيعمل عليها ترامب وفريقه، بتمويل من الصهاينة العرب، الا ان النظام الإيراني قد أعلن مبكرا بانه اخذ كل الاحتياطات لما قد يحدث من جراء انسحاب ترامب من الاتفاق النووي.
ومع ذلك يبقى الوضع الإيراني في غاية الصعوبة، وعلى النظام ان يصمد بإيجاد حلول كفيلة بتوفير حاجيات الشعب. والمؤكد بان الشعب الإيراني لن يخون دولته من اجل الصهاينة وامريكا.
د. محجوب احمد قاهري – راي اليوم