صفقة القرن وسر معاقبة الرياض للأردن.. هل تطلب عمّان مساعدة سورية وحلفائها؟
علي مخلوف
هجر النشامى مناسفهم, وامتلأت ساحاتهم بمحتجين، ارتعش العرش، وتسربلت كل توسلات مدّعي الهاشمية باللكنة الإنجليزية فهل من مغيث؟! لم تسعف علاقات الأردن الموزعة ما بين الأمريكي والإسرائيلي من جهة وبين الخليجي من جهة أخرى في منع الاحتجاجات، لقد أدرك الملك متأخراً أن كل البيض الأردني كان في السلة الأمريكية والخليجية ولا بد من نقل البعض منه إلى السلة الروسية ـ السورية. تشهد العاصمة الأردنية وبقية مدن المملكة مظاهرات واحتجاجات رفضاً لمشروع قانون ضريبة الدخل والسياسة الاقتصادية للحكومة، ومن ضمن المطالبات استقالة الحكومة، لكن اللافت أن هناك صدامات بين المتظاهرين وقوات الأمن والاستخبارات الأردنية وهو ما يوحي بأن الحراك ليس معيشياً اقتصادياً كما هو معلن، لا سيما وأن هناك فيديوهات مسربة عن احتجاجات تُردد فيها شعارات ضد الملك شخصياً.
وقد تطورت الاحتجاجات إلى إغلاق الطرق وإشعال الإطارات، كما حدث في البلقاء، هذا الحراك يتجه ليتحول من اقتصادي إلى سياسي، على اعتبار أن السياسية مرتبطة بكل شيء في حياة المواطن العربي. لكن كيف خرجت تلك المظاهرات فجأة، فالمواطن الأردني يعيش أزمة اقتصادية خانقة لا تستطيع حكومة مملكته أن تخفيها، بل تستغل ملف اللاجئين في كل مناسبة من أجل تسول المساعدات من الأوروبي والعربي. مصادر خاصة شديدة الاطلاع من قبل العاصمة عمّان قالت بأن ما يحدث ليس حراكاً احتجاجياً على المعيشة والاقتصاد، بل هذه الأمور شماعة وذرائع لا أكثر، فالأردن كانت قد أعلنت نيتها بإعادة علاقاتها مع دمشق الأمر الذي أثار مخاوف كل من السعودي والأمريكي. فالسعودي يريد أن يبقى الأردن خزاناً جهادياً وأرضاً لغرف العمليات ومعسكرات التدريب للإرهابيين، أما الأمريكي فإنه سيعتبر قاعدة التنف بحكم المتوقفة في حال عادت العلاقات السورية ـ الأردنية،إذ ستطلب دمشق قبل عودة العلاقات بإغلاق القاعدة وطرد إرهابيي جيش سورية الجديد الذي تدربه واشنطن هناك.
فيما اعتبر رئيس الوزراء القطري السابق، حمد بن جاسم آل ثاني، أن دولاً “قريبة” من الأردن قد تقف وراء الاحتجاجات العارمة في البلاد للضغط عليها من أجل قبولها بـ”صفقة القرن الخاصة بفلسطين، وهو ما أكدته المصادر ذاتها من العاصمة، مضيفةً بالقول أن رفض الأردن لتلك الصفقة سيحرج السعودية ويعرقل مشروعها الذي تشرف عليه بإعلان تطبيع الخليج والعرب مع إسرائيل بعد توقيع الصفقة الفلسطينية من أجل التفرغ لإيران بحلف إسلامي “سني” مع إسرائيل ضد طهران كذلك فقد تم تسريب معلومات غير مؤكدة تقول بأن السعودية وبالتنسيق مع الأمريكي والإسرائيلي عمدوا إلى خطة أو اتفاق أسموه بصفقة القرن ومن ضمن بنوده البديلة أن جزءاً من الأردن للفلسطينيين مقابل مساعدات سنوية دائمة للملك عبد الله، لكن الأخير رفض لما في ذلك من تهديد على أمن نظامه. مع هذا المشهد المرتبك يتم الحديث عن خطط بديلة لدى الملك عبد الله من أجل مواجهة أي تطورات خطيرة قد تنزلق إليها بلاده بسبب التظاهرات ومنها الاستعانة بسورية وحلفائها الروس من أجل مواجهة تحديات الداخل.
ولفتت المصادر بالقول إلى أن بعض مستشاري الملك نبهوه إلى أنه إن استجاب بسلاسة للطلب السعودي والأمريكي في مسألة صفقة القرن وعدم فتح علاقات مع سورية تفيد الأردن اقتصادياً فإن ذلك سيشجع كل من الرياض وواشنطن على معاودة الكرة في كل قرار أو صفقة يُراد للأردن الموافقة عليها، وستتحول المظاهرات الداخلية كورقة ابتزاز وتهديد سعودي ـ أمريكي لحكم الملك عبد الله، وبالتالي عليه أن لا يضع جميع البيض في سلة الأمريكي والسعودي بل عليه أن يفتح قنوات اتصال مع الروسي والسوري، خصوصاً وأن لسورية وحلفائها خبرة في الخروج من مشكلة كادت أن تطيح بالحكم وفق ما روجت له الكثير من الأنظمة ووسائل الإعلام. وقد أكدت تلك المصادر أن الملك عبد الله اقتنع بما قاله مستشاروه، وأوعز لهم ولبعض مساعديه الموثوقين ببدء وضع الخطة البديلة والتي بدأت فعلياً باتصالات مع موسكو، وكان رئيس الحكومة الأردنية المقال قد صرح بأن إعادة العلاقات مع سورية سيفيد الأردن وينعشه اقتصادياً وهنا مربط الفرس.
عاجل
Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73