الإثنين , نوفمبر 25 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

لماذا لم يتمكن أحد من العثور على قبر جنكيز خان؟ ولماذا يتجنبون البحث عن رفاته؟

لماذا لم يتمكن أحد من العثور على قبر جنكيز خان؟ ولماذا يتجنبون البحث عن رفاته؟

يرتبط اسم جنكيز خان بأحد أكبر الأسرار، فهناك اليوم العديد من الروايات حول مكان ضريحه، إحداها يتجه نحو مدينة قراقورم، حيث يعتقد بعض المؤرخين، أن ضريح زعيم المغول العظيم، يقع في محيط هذه المدينة، ولكن لم يتم العثور على أي دليل على هذا الافتراض.

ولكن، طالما علماء الآثار ما يزالون حتى الآن يجدون مقابر قديمة غير منهوبة، فسيبقى أمل أن سر قبر جنكيز خان سينكشف في يوم من الأيام.

جنكيز خان واحد من أشهر أبناء منطقة ما وراء البايكال

ليس معروفاً بالضبط تاريخ ولادة جنكيز خان، ولكن البعض يقول إنه ولد سنة 1155م تقريباً، واسمه الحقيقي “تيموجين”. كان والده “يسوكاي بهادر” زعيماً لقبيلة مغولية تدعى “قيات”، وقد سمى ابنه “تيموجين”، ومعناه “الفولاذ القوي” تيمناً بمولده في يوم انتصاره على إحدى القبائل التترية التي كان يتحارب معها، وتمكن من القضاء على زعيمهم الذي يحمل نفس الاسم “تيموجين”.

بعد وفاة أبيه في عام 1175م، استغلت قبيلة “قيات” صغر سن تيموجين، كان عمره حينها 13 عاماً، فانفضت عنه وخرجت على طاعته. ولكن تيموجين دخل في صراع مرير معها، وتمكن في النهاية من إعادة ولاء قبيلته “قيات” كلها له، وهو دون العشرين من عمره. ثم بسط سيطرته على منطقة شاسعة من إقليم منغوليا، حتى امتدت إلى صحراء “جوبي”. وكان له حليف استراتيجي كبير هو “أونك خان” زعيم قبيلة “الكراييت”، إلا أن العلاقات ساءت بينهما من جراء خداع تيموجين له، وكثرة الوشايات والدسائس، فانقلب حلفاء الأمس إلى أعداء واحتكما للسيف، وكان النصر حليف تيموجين في عام 1203، واستولى على عاصمته “قرا قورم”، وتعني “الرمل الأسود”، وجعلها عاصمة لمملكته. بعد ذلك، أعلن زعماء القبائل الأخرى الطاعة له وأطلقوا عليه اسم الخان العظيم مع لقب “جنكيز” (من التركية “تنجيز” – البحر). بدأ جنكيز خان غزواته، في عام 1211م، بعد أن أمضى ثلاث سنوات في توطيد سلطته. توفي جنكيز خان، يوم 25 أغسطس/ آب عام 1227م، في مدينة “تسن جو” (بلدة بنج ليان الحالية في سنكيانج أو تركستان الشرقية بالصين).

المعلومات التي وردت في المخطوطات القديمة

المعلومات التي وردت في المخطوطات القديمة قليلة جداً، ومبعثرة في مصادر مختلفة وغير واضحة تماماً. حسب إحدى الفرضيات، حاصر المغول عاصمة التانغوت مدينة ينشوان، وأبدى الملك لي شيان وجيشه مقاومة شرسة أمام جيش المغول، مما جعل جنكيز خان يستشيط غضباً. ولكن في نهاية الأمر، أيقن الملك لي شيان بعدم وجود تكافؤ بين الطرفين، فوافق على الصلح وتسليم نفسه، بعد أن وعده جنكيز خان بالحفاظ على حياته. غير أن الخان العظيم شعر بقرب نهايته، فأمر قادة جيوشه بعدم نشر هذا الخبر في حال موته. كما أمرهم أيضاً بقتل الملك لي شيان، عندما يخرج من المدينة المحاصرة، وقتل أهلها جميعاً. مات جنكيز خان، بعد ثمانية أيام من المرض. وفي اليوم التالي لموته، تم قتل لي شيان وجميع سكان العاصمة.

في الطريق إلى المكان المنشود

لمنع انتشار الشائعات حول وفاة جنكيز خان، قامت القوات التي رافقت عربة الجثمان بقتل جميع الذين صادفوها في الطريق إلى منغوليا. استمرت مراسم الدفن بضعة أشهر، ولكن هل كان هناك ضريح …؟ هنا تبدأ الروايات…الشيء المؤكد أنه تم قتل جميع الأشخاص من العامة الذين شاركوا في الدفن، وبقي موضع الدفن سراً من الأسرار كما هي العادة عند المغول.

يصف رشيد الدين فضل الله الهمذاني، في كتابه “جامع التواريخ”، مكان دفن جنكيز خان أنه في محيط سلسلة جبال برخان خلدون، حيث يخرج منها نهر أونون وكورلين.

وحسب رواية أخرى، جنكيز خان نفسه قال إن مكان دفنه يجب أن يختاره ابنه المحبب تولوي، فأخذ الإبن وأعوانه الجثمان ودفنوه تحت شجرة قديمة في مسقط رأسه. مع الزمن غطت أشجار كثيفة المكان، ورغم أن المنطقة كان يحرسها آلاف المقاتلين من قبيلة “قيات”، فإنه بعد إزالة الحراسة بعدة سنوات لم يعد أحد يذكر بالضبط أين يقع القبر.

الرواية المنغولية

حسب هذه الرواية، يجب البحث عن قبر جنكيز خان في منطقة ولادته. يعتقد العلماء المنغول أن القبر لا شك موجود في منطقة جبال خنتي. ولكن، حتى الآن جميع عمليات البحث، التي تمت وفقاً للمخطوطات القديمة، لم تعط نتيجة.

جاء في المخطوطة القديمة “التاريخ السري للمغول” أن جثمان جنكيز خان نقل على عربة، ودفن في “غزنة” (الأرض الكبرى) عند جبل برخان خلدون.

في صيف عام 1991، قامت بعثة يابانية، مجهزة بأحدث المعدات، بالبحث عن قبر جنكيز خان، فاكتشفت 14 قبراً قديماً في هذه البقعة، ولكن على الأغلب، هذه القبور هي لحفيد جنكيز خان، قوبلاي خان الذي حكم الصين، ولأعوانه.

الرواية الصينية

تقول هذه الأسطورة، إنه عندما كانت العربة، وعليها جثمان جنكيز خان تمر عبر اوردوس (الصين الحديثة)، علقت في الوحل وتوقفت، فجاء واحد من صحابة خان إلى العربة، وقال لها: “بلدك، ووطنك هو ديليون بولدوك، أهلك المغول لا يزالون بعيدين” فمشت العربة. فوضعوا في المكان خيمة (يورت). وجود الخيمة مع بعض الأشياء التي تنتمي إلى الخان، حيث كل عام تتم الأضحيات، أصبحت أساساً للرواية الصينية.

روايات شعوب سيبيريا

في روسيا، أكثر الروايات شيوعاً هي رواية أونون، التي تقول أن جثمان جنكيز خان دفن في قاع نهر أونون بالقرب من كبوخاي.

ولكن هل من الضروري البحث عن قبر جنكيز خان؟

لا أحد يشك بأن مكان دفن جنكيز خان والعثور على بقاياه له قيمة علمية، ولكن الذي يدفع الكثير من الباحثين هو الكنز المتوقع أن يكون في المقبرة.

لكن الفكرة التي عبر عنها الدكتور هارا- داوان ايرندجين، تبدو معقولة جداً – إمبراطور معظم العالم القديم، الخان العظيم إلى نهاية حياته كان يكره البذخ والترف، وقد يكون دفن أيضاً بشكل متواضع، كما عاش متواضعاً.

هناك أيضاً افتراض جعل شيراب نيمبو تسيدينجابوف في كتاب “سر جنكيز خان”، يقول أن التطاول على مقبرة خان العظيم يمكن أن تجلب البؤس لشعوب بأكملها. وهناك مثال حي على ذلك – حذر الفاتح تيمورلنك أن “أي شخص يزعج هدوءه في الحياة أو في الآخرة، يجلب لنفسه العار والموت لا محالة”. ولكن بقرار من ستالين قام فريق من العلماء بفتح قبر تيمورلنك، حدث ذلك في 22 يونيو/ حزيران 1941، في موسكو، كانت عقارب الساعة تشير إلى 5 صباحاً (هل تذكرون…. بداية الهجوم الألماني على الاتحاد السوفييتي).

هل يمكن أن نضع نقطة في موضوع العثور على قبر جنكيز خان العظيم؟ ربما فقط نقطة بين النقاط. الأسرار الكبيرة لديها قدرة كبيرة على جذب العقول. من المؤكد، يمكن القول أن العلماء والباحثين عن الكنوز، سيحاولون مراراً وتكراراً العثور على القبر العظيم.

المصدر: سبوتنيك