السبت , نوفمبر 23 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

واشنطن وأهدافها المعدة للتخلص من طهران وبيونغ يانغ

واشنطن وأهدافها المعدة للتخلص من طهران وبيونغ يانغ

تحسين الحلبي

يبدو أن المستشارين في البيت الأبيض الأميركي أقنعوا الرئيس الأميركي دونالد ترامب بخطة تدعو إلى استمرار الاعتماد على أي مجموعات إسلاموية متشددة في منطقة الشرق الأوسط وتوظيفها في ساحة العمل الإرهابي ضد الدول المناهضة لسياسة الهيمنة الأميركية وخصوصاً ضد الدول التي انتصرت على هذه المجموعات الإرهابية، ولاحظ هؤلاء المستشارون أن الدولتين القادرتين على صناعة أسلحة صاروخية متنوعة المدى وعلى ابتكار تكنولوجيا تصد عمليات الإرهاب هما كوريا الديمقراطية وإيران اللتين تحولت إحداهما إلى دولة نووية والأخرى قابلة للتحول لكنها لا ترغب في هذه الظروف.
وكانت الدولتان من بين أهم الدول الإقليمية التي قدمت الدعم العسكري لسورية والمقاومة بشكل عام وإرسال السلاح والعتاد والصواريخ وتكنولوجيتها لا تخضع لقوانين التصدير الرسمي التجاري بين الدول، فواشنطن وتل أبيب أدركتا في وقت مبكر أن سورية عملت على إعداد مشروع لبناء مفاعل نووي بدعم من كوريا الديمقراطية وأن إيران استفادت كثيراً من تكنولوجيا الصواريخ الكورية ومن التقنية النووية وأن هذه العوامل لعبت دوراً في تقديم إيران دعماً عسكرياً لسورية أثناء حرب السنوات الثماني على الإرهاب، ولهذه الأسباب رأى المستشارون في البيت الأبيض أن التخلص من هذا الدور الذي تشكله إيران وكوريا الديمقراطية على المستوى الإقليمي في دعم كل القوى المناهضة للهيمنة الأميركية أصبح هدفاً مركزياً وملحاً في هذا الوقت لتحقيق عدد من الأهداف أهمها:
1- تجفيف مصادر الدعم العسكري وغير العسكري التي تتصرف بها طهران في المنطقة فأعلنت واشنطن حرب الحصار والعقوبات عليها لإضعاف دورها في مكافحة الخطط الإرهابية التي تنفذها واشنطن.
2- منع سورية من الحصول على أي أشكال من الدعم الاقتصادي أو المالي من طهران في مرحلة إعادة الإعمار وعرقلة الدور الإيراني في هذا الإعمار.
3- إبعاد كوريا الديمقراطية عن طهران ودمشق من خلال المفاوضات التي بادر إليها ترامب تجاه كوريا الديمقراطية وتحييد دورها كقوة إقليمية تتمتع بقدرة على تقديم الدعم العسكري والتكنولوجي الصاروخي للدول المناهضة للسياسة الأميركية.
وفي ظل هذه السياسة تريد واشنطن إنعاش المجموعات الإرهابية لاستئناف عملها ودورها في سورية وإيران ولبنان ودول عربية أخرى بعد تضييق كل طرق الدعم والإمداد العسكري أو تجفيفه من الدولتين المستهدفتين إيران وكوريا الديمقراطية.
فإيران تتهمها واشنطن وحلفاؤها بتقديم السلاح لحزب أنصار الله والجيش اليمني المتحالف معه في التصدي للحرب السعودية الأميركية على اليمن.
وكوريا الديمقراطية تتهمها واشنطن بتصدير خبرات صناعة الصواريخ والتكنولوجيا النووية لإيران وسورية فعزل هاتين الدولتين المستهدفتين من واشنطن يشكل للولايات المتحدة فرصة الاستفراد بكل منهما أيضاً وإبعادهما عن علاقاتهما الجيدة مع موسكو وبكين، فالولايات المتحدة تدرك أن موسكو لها مصالح وأهداف مشتركة مع قوى إقليمية في المنطقة مثل إيران وسورية وقد تلتحق العراق بمزيد من التقارب معهما فتتسع دائرة الدول المناهضة لسياسة الهيمنة الأميركية، كما تدرك واشنطن أن استمرار وجود كوريا الديمقراطية دولة نووية سيشكل رصيد قوة للصين في منطقة شبه جزيرة كوريا واليابان مثلما يشكل رصيداً لدور دولي لموسكو في تلك المنطقة، وحصار طهران وكوريا الديمقراطية سيوجه بنظر إدارة ترامب وسياستها الراهنة ضربة للأهداف المشتركة التي تجمع بين سياسة موسكو وطهران ودمشق في المنطقة وللأهداف الصينية الروسية الكورية الديمقراطية في منطقة بحر الصين وشبه الجزيرة الكورية، فإدارة ترامب تريد أن تكون إسرائيل هي القوة الإقليمية الكبرى في المنطقة وتعترف بأن قوى محور المقاومة من طهران إلى دمشق إلى المقاومة اللبنانية بدأت تشكل القوة الإقليمية الكبرى وتطيح بميزان القوى بينها وبين إسرائيل، وهذه الخطة الأميركية ظهرت بنسختها الإسرائيلية حين أوصى عدد من مراكز الأبحاث الإسرائيلية بضرورة ضرب علاقات طهران بموسكو وطهران بدمشق، وهذا ما ظهر على الأرض بمحاولات واشنطن وتل أبيب زعزعة الاستقرار الداخلي لإيران بهدف إنهاء دورها وقيمتها بصفتها قوة إقليمية عسكرية واقتصادية كبيرة، ولذلك يتوقع بعض المحللين في واشنطن أن تتحول المنطقة في ظل هذا الصراع الأميركي على الشرق الأوسط إلى كتلتين إحداهما محور المقاومة ومعه موسكو وبكين والأخرى كتلة السعودية ومعها واشنطن أما إسرائيل فسوف تبقى وحدها.
الوطن