ما علاقة الصين بمعركة إدلب.. هل يجر “الأويغور” بكين إلى القتال إلى الحرب السورية ؟
كمال خلف
لماذا الصين تحشر أنفها بمعركة إدلب عنونت صحيفة “بني شفق” التركية، مستندة إلى حديث السفير الصيني في دمشق لإحدى الصحف السورية المحلية، إذ قال السفير “تشي تشيانجين”، يوم الأربعاء الماضي أن جيش بلاده مستعد للمشاركة مع الجيش العربي السوري في معركة إدلب أو أي مكان آخر في سورية لمكافحة الإرهابيين وخاصة «الإيغور» القادمين من الصين، في حين اعتبر الملحق العسكري والبحري والجوي الصيني بدمشق “وانغ روي تشنغ” أن الأمر يحتاج إلى قرار سياسي.
السفير ” تشيانجين” أكد أنّ بلاده تعتبر مكافحة “الإرهابيين” في سوريا لا يصب في مصلحة الشعب السوري فحسب؛ بل في مصلحة الشعب الصيني وشعوب العالم. وشدد على أن الجيش الصيني يتعاون عسكريًّا لتحييد “الإرهابيين” من أقلية الإيغور الذين قدموا من الصين للمشاركة في الحرب السورية، لا شك أن عنوان الصحيفة المقربة من الرئيس أردوغان ، تعكس قلق تركيا من الحماس الصيني لفتح معركة المصير في ادلب . خاصة أن بكين ارسلت قبل أسبوع موفدا خاصا إلى دمشق عقد اجتماعات مع مستو عال في القيادة السورية.
الصين كانت على خط الاتصالات بشكل كثيف خلال الأيام الماضية فيما يخص ملف إدلب، حيث تشعر الصين بقلق من تنامي قوّة المقاتلين الإيغوريين في سوريا واحتمالات عودة هؤلاء إلى الصين، لذلك تتابع الصين التفاهمات الدولية في ملف أصبح ساخنا على الطاولة ويناقش مصير المقاتلين الأجانب في سوريا ، وطريقة التخلص منهم . ولذلك قامت الصين مؤخرا بزيادة دعمها العسكري لدمشق ، فضلا عن الدعم الأقتصادي خلال الأعوام الماضية .
وبدأ مقاتلو “الإيغور” الصينيون بالتوافد إلى سوريا منذ عام 2012 عبر الحدود التركية ، مشكلين ما يسمى بالحزب الإسلامي التركستاني . وقاتل الإيغور في الأعوام الماضية تحت لواء جبهة النصرة و تنظيم الدولة الإسلامية، بسبب انسجامهما مع فكر “الإيغور” المتأثرين بايديلوجيا تنظيم القاعدة بأفغانستان ، حيث شارك الإيغور بالحرب مع القاعدة سابقا هناك وتتمركز قيادتهم التاريخية هناك ، بينما اوفد إلى سوريا قيادات جديدة .
وتزايدت المؤشرات على نية الجيش السوري التوجه لحسم آخر المعارك المصيرية في ادلب، وعزز الجيش السوري قواته في محيط إدلب إيذانا ببدء القتال ، على الرغم من وضع أنقرة خطوطا حمراء لذلك ، وسعت خلال الأيام القليلة الماضية بالقيام بإجراءات ، تمنع الجيش السوري من حسم الملف، وعمدت أنقرة إلى توحيد الفصائل التابعة لها مباشرة تحت اسم الجبهة الوطنية للتحرير ، بينما أجرت اتصالات مكثفة مع هيئة تحرير الشام لإقناعها بحل نفسها ، إلا أن هذه المساعي فشلت حتى الآن.
الحزب الإسلامي التركستاني المعروف في روسيا باسم حركة تركستان الشرقية الإسلامية يسعى للقتال من أجل إقامة دولة إسلامية في شينجيانغ أو ما يمسى بسنجان. تقدر الصين عددهم في سوريا بخمسة آلاف مقاتل، وتعتبر منطقة جسر الشغور في ريف إدلب الغربي المعقل الرئيس لهم.
ويتهم أبناء أقلية «الأويغور» الصين، بقمع الهويات الثقافية والدينية والعرقية للغالبية الإسلامية، حيث اتخذت بكين موقفاً متشدداً من الهجمات المسلحة من” الأويغور”.
رأي اليوم