علاقة غرامية داخل فرن!
بعد اكتشافهم وجود علاقة عاطفية بين زوجة شقيقهم وزميلها في العمل، قرّر الشقيقان وابن عمهما تأديب “الحبيب” على طريقتهم. انتظروا حتى قرابة منتصف الليل، انطلقوا بسيارتهم، دخلوا مكان عمله معرّفين عن أنفسهم أنّهم من “أمن الدولة” والى منزلهم اصطحبوه لتلقينه درساً لن ينساه.
الساعة الحادية عشر والنصف ليلاً، حضر الشقيقان محمد أحمد رجب (35 عاما) وعبد المالك رجب (22 عاما) ومعهما قريبهم السوري محمد زكريا رجب (21 عاما) الى مخبز في محلة الدامور، حيث يعمل “محمد.أ” وطلبوا من الأخير مرافقتهم مدّعين أنّهم رجال أمن.
والى منزلهم في المحلّة عينها اقتادوه، وفيه أقدموا على ضربه ضرباً مبرحاً، وتهديده فيما إذا تواصل مجدّداً مع المدعوة “نغم.ص” زوجة “محمود” شقيق محمد أحمد رجب وعبد رجب، والتي تعمل في المخبز ذاته وبعد حوالي الساعة أعادوه الى مكان عمله بسيارتهم.
أثناء التحقيق مع “محمد.أ” أفاد بأنّه كان يتحادث مع “نغم” زميلته في العمل عبر “فايسبوك” وتطوّرت العلاقة بينهما الى حبّ دون أي علاقة جسدية.
أما “عبد المالك” فأفاد أنّ زوجة شقيقه تقطن معهم في المنزل نفسه، وهي تعمل بدوام ليلي من الساعة السادسة مساءً ولغاية السادسة والنصف صباحاً، وأنّها في 8 أيار الماضي تأخّرت بالعودة الى المنزل، وبمراجعة إدارة الفرن حيث تعمل، أعلموه أنّها تركت العمل فور إنتهاء دوامها. وأضاف أن زوجة شقيقه عادت عند الساعة التاسعة والنصف ولمّا سألها عن سبب تأخرها زعمت أنها كان لديها دواماً إضافيّاً، وبعد الضغط عليها قالت أنها كانت تتنزّه على شاطئ البحر.
ووفقاً لإفادة “عبدالمالك”، فإنّ شقيقه ( زوج نغم) الذي يعمل في فرن مجاورٍ أيضاً، عاد من شغله وبدأ يفتش في أغراض زوجته الى أن عثر بداخلها على ورقة مكتوب عليها رقم هاتف جوّال وعنوان على موقع “فايسبوك” للتواصل الاجتماعي، فدخل الى تلك الصفحة ليجد محادثات غرامية بين زوجته وشخص يدعى “محمد” يعمل معها في الفرن نفسه. عندها قصد هو – أي عبد المالك – مع شقيقه وابن عمّه، المخبز وسألوا عن شخص اسمه “محمد” يعمل في الفرن ولأنّ العمال لم يعرفوا من هو الشخص المقصود، قام “عبدالمالك” بالإتصال على رقم الهاتف المسجّل بالورقة وعندما رنّ هاتفه في المحل، طلبوا منه الخروج من الفرن للتحدّث معه، ثمّ اصطحبوه الى منزلهم وأنذروه بعدم التكلّم مع “نغم” مجدّدا أو التعرّض لها وأرجعوه الى الفرن بعد أن أفهموه أنّ الشرف ليس تسلية.
أما ابن عمهما فأفاد بإفادة مشابهة، مضيفاً أنّ المحادثات بين “نغم” وزميلها في العمل تبيّن وجود علاقة غرامية وجنسيّة بين الطرفين، وأنّه عندما خرجوا من الفرن برفقة “محمد.أ” اقترب منهم عمّال الفرن وسألوهم عن هويتهم فقالوا لهم أنّهم من الأمن لكي يتداركوا الموضوع ويتركوهم وشأنهم.
بدوره كشف محمد رجب أنهم أجبروا العامل في الفرن على خلع ملابسه متظاهرين بتصويره من أجل الضغط عليه وأعادوه الى الفرن بعد أن أخبروا الموظفين أنهم من “أمن الدولة”.
وأمام قاضي التحقيق نفى هؤلاء إنتحال صفة أمنية، وتبيّن أن جميعهم يقيمون في لبنان بصورة غير مشروعة.
محكمة الجنايات في جبل لبنان برئاسة القاضي ايلي الحلو أدانت المتهمين الثلاثة بجرم الخطف وحجز الحرية، وأصدرت حكمها غيابياً بحقهم (أوقفوا لمدة 6 أشهر قبل أن يخلى سبيلهم) وأنزلت بكلّ منهم عقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة وقضت بطردهم من البلاد فور تنفيذ العقوبة.
المصدر: لبنان 24