لسعة دبور قاتلة أنهت حياة جوليا… “عم موت” آخر ما قالته ابنة الثامنة
” عقصني دبور… عم موت” آخر ما قالته الفتاة جوليا الرياشي لوالديها، قبل ان تسقط ارضاً وتغيب عن الوعي، ليسارعا بنقلها الى المستشفى، ويحاول الاطباء كل ما في وسعهم لإنعاشها. أسبوع وهي معلقة بين الحياة والموت، الى ان استسلمت في النهاية ورحلت تاركة عائلتها وأقرباءها وجميع من عرفها في صدمة وحسرة على فراقها الذي حصل في غفلة.
لسعة قاتلة
قبل عشرة ايام “خطّ” دبور بلسعته فاجعة عائلة الرياشي، وبحسب ما شرحه الوالد جورج لـ”النهار”: “كانت جوليا (8 سنوات) تدرس في الغرفة لغة انكليزية، اذ كانت تتحضر للعام الدراسي الجديد وتعمل على تقوية نفسها كون لغتها الاساسية في المدرسة هي الفرنسية، اذ لم تكن تضيّع وقتها في اللعب، بل كانت فتاة مجتهدة، طلبت منها والدتها اغلاق باب الغرفة، واذ بها تصرخ (عقصني دبور… عم موت)، كانت اللسعة على مقربة من فمها، في ثوان بدأت بالازرقاق، سقطت ارضا، سارعت بها الى المستشفى، أطلعنا الاطباء ان قلبها توقف نتيجة اصابتها بـ Shock allergic، حاولوا اسعافها، ادخلت الى غرفة العناية الفائقة، اسبوع وهي على التنفس الاصطناعي، الى ان أُبلغنا ظهر الثلاثاء الماضي بموتها، على الرغم من ان لدي اعتقاداً أنه منذ وصولها الى المستشفى كانت قد فارقت الحياة، ومع ذلك لم استسلم، طلبت لها عدة اطباء في محاولة لانتشالها من الموت”.
“رسالة من الله”
كلمات الوالد المفجوع ابن بلدة التويتي اختلطت بالدموع، كرر مرات عدة انه لا يستوعب حتى اللحظة كيف ان لسعة دبور حرمته من صغيرته التي كانت تنتظر بفارغ الصبر ان تفتح المدرسة ابوابها وتشاهد زملاءها، حيث قال” اشترت حقيبة جديدة وقارورة مياه، كانت سعيدة جداً بهما”. يسكت قليلا ثم يتابع: “الامر العجيب انه قبل اسابيع بدأت طرح اسئلة على والدتها واشقائها عن الحياة والموت، وقبل وفاتها بأيام اصرّت على النوم إلى جانبي ومن ثم إلى جانب اشقائها وكأنها كانت تشعر بقرب رحيلها الأبدي”.
جورج مؤمن ان ما حصل مشيئة الله التي لا يمكنه الاعتراض عليها قائلا: “عاينها عدة اطباء، لكن كتب الله ان تكون نهايتها هكذا”، في حين قالت والدتها سماهر لـ”النهار”: “جفّت دموعي، هذا عمرها وقدرها، ربما تكون وفاتها رسالة من الله الى البشر، فنحن لم نكن نعلم انها تعاني من حساسية، لذلك ارجو ان تكون مصيبتنا درساً للأهل كي يكتشفوا إن كان اولادهم يعانون منها قبل ان تقع الكارثة”.
“صدمة الحساسية”
احد الاطباء الذين اطّلعوا على حالة جوليا كان طبيب الاعصاب ميشال الفرزلي الذي اكد في اتصال مع “النهار” ان “الفتاة كان لديها حساسية، تعرضها الى لسعة ادى الى اصابتها بـ”صدمة الحساسية” Shock allergic وتوقف قلبها”. ونصح الفرزلي “كل شخص يعاني من حساسية التوجه سريعاً الى المستشفى في حال تعرض لاي لسعة سواء من الدبور او البرغشة وغيرهما، لإعطائه الكورتيزون وإجراء اللازم له”. وعن المدى الزمني بين اللسعة وامكانية وفاة من يعاني من حساسية أجاب: “الامر يتوقف على مقدار الحساسية التي يعاني منها، فإن كان كبيراً قد لا يصل على قيد الحياة الى المستشفى”.
تفصيل طبي
الطبيب الشرعي علي سلمان الذي كشف على جوليا اكد لـ”النهار” ان “بلدة التويتي معروفة بتربية النحل، وبحسب تاريخ المريضة المتوفاة جوليا، فقد تعرضت قبل سنتين الى لسعة تسببت لها بحالة تحسّس قوية، حينها أحضرت الى المستشفى حيث تمكن الاطباء من انقاذ حياتها، لكن هذه المرة ادت لسعة الدبور او النحلة الى تحسس قوي جدا، Shock allergic، تسببت بتوقف قلبها، ادخلت الى غرفة العناية الفائقة في مستشفى تل شيحا في حالة موت دماغي، وضع لها الاطباء تنفسا اصطناعيا على امل ان تستعيد وعيها لكن لم يحصل ذلك”. وأضاف: “في الكشف الطبي تبين ان نسبة التحسّس التي يجب ان تكون 120 وصلت عندها الى 500، الأمر الذي ادى الى وفاتها”، لافتاً الى ان “اللسعة في اي بقعة من جسد من يعانون من حساسية تكون خطرة، لذلك أنصحهم بالاحتفاظ بالكورتيزون لأخذ جرعة منه في حال تعرضوا للسعة والتوجه بسرعة الى المستشفى لإجراء الاسعافات لهم”.
النهار