هل ستوقف منظومة “إس-300” الاعتداءات الاسرائيلية على الأراضي السورية؟
موسكو سترسل في غضون أسبوعين حوالي 4 كتائب من منظومة صواريخ “إس-300” للدفاع الجوي إلى سوريا، وذلك حسب مصدر مطلع على هذه التطورات. وأيضا بدأت وزارة الدفاع الروسية تعزيز مجموعة وسائل الحرب الإلكترونية في سوريا على خلفية حادث إسقاط طائرة “إيل-20” الروسية في أجواء هذا البلد.
ونقلت صحيفة “كومرسانت” الروسية أن منظومة صواريخ الدفاع الجوي “إس-300” التي أعلنت موسكو أمس الاثنين أنها سترسلها إلى سوريا، ستغطي المنشآت الموجودة في الساحل السوري، وستراقب الحدود السورية مع الكيان الاسرائيلي، وكذلك مع الأردن والعراق ولبنان.
وأوضح المصدر أن عدد كتائب المنظومة الصاروخية “إس-300” التي سترسل إلى سوريا يمكن أن يرتفع إلى 6 أو 8 كتائب، وذلك حسب تطورات الأوضاع وما تقتضيه الحاجة.
هل ستوقف منظومة “إس-300” الاعتداءات الاسرائيلية على الأراضي السورية؟
رد الفعل الاسرائيلي
بعد اعلان القرار الروسي بتزويد سوريا بمنظومة الدفاع الجوي “إس-300” أعربت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن قلقها الشديد إزاء تسليم سوريا منظومة الدفاع الجوي الروسية “إس-300″، حيث أكدت صحيفة جيروساليم بوست، أن مثل هذا القرار يمثل تهديدًا خطيرًا لجيش إسرائيل لأن الأسلحة الروسية أكثر فعالية من وسائل الدفاع الجوي المتوفرة في سوريا حاليا.
وأشارت الصحيفة إلى أن “إس-300” ستؤثر بشكل كبير على الدفاع الجوي السوري لأنها قادرة على ضرب الأهداف على بعد 300 كيلومترا.
وأفادت قناة “القناة التاسعة” الإسرائيلية بأن “كابوس ينتظر إسرائيل في غضون أسبوعين”.
الكابنيت الإسرائيلي يبحث تداعيات الأزمة مع روسيا وقرارها تزويد سوريا بمنظومة إس 300
واجتمع المجلس الوزاري المصغر بإسرائيل (الكابنيت) اليوم الثلاثاء، لبحث تطورات الأزمة مع روسيا، وعزم موسكو تسليم الجيش السوري منظومة إس 300، عقب تحميلها جيش إسرائيل مسؤولية إسقاط طائرة إيل-20.
وجاء هذا الاجتماع العاجل قبيل توجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى نيويورك للمشاركة في مداولات الجمعية العامة للأمم المتحدة. ولم ترد توضيحات عما تمخض عنه هذا الاجتماع.
وأثار قرار روسيا تزويد سوريا بمنظومة إس 300 للدفاع الجوي، استنفارا على كل المستويات.
هل ستوقف منظومة “إس-300” الاعتداءات الاسرائيلية على الأراضي السورية؟
«فعالية المنظومة» ستتضح حين وصولها إلى يد الجيش السوري
التصريحات الروسية أجمعت على وضع هذا الإجراء في سياق تأمين القوات الروسية العاملة في سوريا، إذ شرح شويغو أنه «سيتم تزويد مراكز التحكم ووحدات الدفاع الجوي السوري بمنظومة تحكم أوتوماتيكية (سلمت فقط إلى الجيش الروسي). وهو ما سيتيح تحكماً مركزياً بكل قوات وإمكانات الدفاع الجوي السورية، ومراقبة الأجواء، وضمان الإصدار الفعال للأوامر. والأهم، ستمكّن من تعريف جميع الطائرات الروسية على جميع أنظمة الدفاع الجوية السورية».
وأكد أنه «سوف يتم التشويش على أنظمة الملاحة عبر الأقمار الاصطناعية ورادارات وأنظمة اتصالات الطائرات الحربية التي تهاجم أهدافاً أرضية من الأجواء المحاذية لسوريا فوق البحر المتوسط». الحديث الروسي عن تسليم المنظومة وتطوير قدرة الدفاعات الجوية السورية والتشويش على الطائرات التي تستهدف المنطقة الساحلية، يشير بوضوح إلى أن النشاط العسكري الإسرائيلي وغيره فوق بعض المناطق السورية قد يصبح محدوداً وخطراً. غير أنه يثير في المقابل تساؤلات حول عدد تلك المنظومات والمناطق التي ستغطيها من السماء السورية وجوارها، وآلية تشغيلها ومركز قرارات تنشيطها واستهداف طائرات أو صواريخ معادية. وهي كلها تفاصيل من شأنها رسم تصور عن حجم الردع الذي قد تشكّله تلك المنظومة حين تصل الأراضي السورية، خاصة أن موسكو سبق أن توعدت في مناسبات عدة بتسليم المنظومة إلى سوريا، في سياق كباشها مع الولايات المتحدة الأميركية. ولهذا، لم تقتصر ردود الفعل على الجانب الإسرائيلي، بل امتدت إلى واشنطن، حيث قال مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون إن “هذه الخطوة الخاطئة تشكّل تصعيداً خطيراً”.
التعليقات الأولية من الجانب السوري لم تكن جازمة حول تلك التساؤلات المطروحة، إذ اعتبر مصدر عسكري سوري، أن «تسلّم سوريا المنظومة أثار حنق الإسرائيليين، لأنها ستؤثّر بشكل واضح على حرية حركة طائراتهم في الأجواء السورية. إلا أن ثمة العديد من المحدّدات، التي تتعلق بعدد وحداتها وانتشارها ونوع الذخائر، والتي من المهم الاطلاع عليها قبل الحديث عن قدرة المنظومة وفاعليتها». وذكّر في هذا السياق بأن «الاتحاد السوفياتي عندما زوّد الجيش السوري بمنظومة «S-200»، أبقى قرار تفعيلها بأيدي ضباطه، وهذا ما جعلها مقيّدة إلى حد كبير، قبل أن تصبح لاحقاً خاضعة بشكل كامل لأوامر الجيش السوري». وأكد أن تحديد «السقف الذي يضعه الروسي بخصوص تفعيل المنظومات الجديدة» يمكن بيانه «فقط عقب وصول السلاح الى يد الجيش». وبالتوازي، أشار مصدر في القوات الحليفة لدمشق معلقا على الإعلان الروسي المستجد، أن «القرار الروسي يصبّ في مصلحة المقاومة… ويبقى أن ننتظر وصول المنظومة إلى الجيش السوري، وهو ما يبدو جدّياً وقريباً جداً، وفق ما أبلغنا ضبّاط كبار في الجيش السوري».
هل ستكون منظومة اس 300 رادعا للاعتداءات الاسرائيلية؟
اللافت في حديث المصدر كان تأكيده في شأن تأثير القرار الروسي على الصراع مع إسرائيل، على أنه «لا يمكننا الركون إلى الوعود الروسية حتى وإن أصبحت خطوات فعلية، إذ نعتقد أن روسيا غير معنية بالصراع مع إسرائيل، وهي تحاول لعب دور الوسيط في المنطقة بين إسرائيل وأعدائها»، مضيفاً في الوقت نفسه أن «لروسيا مصالحها الخاصة التي يمكن أن نلتقي معها في الكثير من الأحيان، إلا أننا نملك وجهات نظر متباينة بوضوح في الشأن الإسرائيلي». كما أكد أن المنظومة الروسية يمكنها «حسب مواقع نشرها» تغطية عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة، غير أن «التجربة أثبتت أن روسيا تدرس كل خطوة يمكن أن تؤثر على أمن إسرائيل. ويجب علينا أن نفكر بخط منفصل لترسيخ معادلة جوية جديدة». ورغم «التفاؤل» الذي يبديه المصدر، فإنه أوضح أن «العمل جار بالتنسيق مع الجيش السوري لتطوير وبناء قدرات دفاعية متقدّمة، بمعزل عن الإجراءات الروسية الجديدة»، لافتاً إلى أن «اتفاقية التعاون العسكري الموقّعة أخيراً بين إيران وسوريا تتضمن بنودها العمل على تطوير القدرات الصاروخية لدى الجيش السوري، وحماية مصانع هذه الصواريخ ومخازنها، عبر أنظمة دفاع جوي إيرانية». وشدد على أن “قرار بناء قدرات دفاعية تسهم في تضييق هامش سلاح الجو الإسرائيلي، اتخذ منذ مدة، ولكن دونه عقبات كثيرة تقنية وأمنية وغيرها.”
الجدير بالذكر أن قناة العالم الفضائية أجرت استطلاعا للرأي على صفحاتها بمواقع التواصل الاجتماعية حول اذا ما كان “تسليم منظومة “إس-300″ لدمشق سيردع الكيان الاسرائيلي عن العدوان على الأراضي السورية؟” حيث أجاب حوالي 57% من المشاركين في الاستطلاع بـ”لا”.