تعتبر مدينة اللاذقية السورية واحدة من أقدم وأهم المدن التي كانت مركزاً تجارياً والمنفذ الأول لبلاد الشام على البحر المتوسط، بالإضافة لاعتبارها مركزاً سياحياً هاماً لغناها بالمواقع الأثريّة التي يرقى بعضها إلى العصر الفنيقي.
وبحسب الأبحاث التاريخية، فإن مدينة اللاذقية مأهولة بالسكن البشري منذ العصر الحجري، وشهدت ازدهاراً فنياً واقتصادياً وثقافياً نادراً، حيث انطلقت منها الأبجدية الأولى.
ولقبت المدينة بأسماء عديدة تطورت واختلفت بحسب المرحلة والحقبة التاريخية، حيث أطلق عليها الفينيقييون اسم “أوغاريت” لكونها الضاحية الجنوبية لمدينة أوغاريت الشهيرة، وكذلك “شمرا”.
وأقدم من هذين الاسمين هو اسم “ياريموتا” الذي ظهر في مراسلات تل العمارنة، ثم حوّل الاسم إلى “راميتا” ومعناه “المرتفعة” وسماها الفيلسوف والمؤرخ فيلون “راماثوس”، وهو اسم أحد الآلهة الفينيقية.
أما السكان المحليون فدعوها “مزبدا” التي تعني في العربية “زبد البحر”، بينما أطلق عليها الإمبراطور جوستيان اسم “تيودوريارس”.
وأكثر الأسماء شيوعاً، التي تعد أصل الاسم المتداول اليوم، فهو ما أطلقه عليها في القرن الرابع قبل الميلاد الإمبراطور سلوقس نيكاتور بعد أن جدد بناءها وهو “لاوديكيا” على اسم أمه.
وعلى مر العصور حُرِّفَ هذا الاسم ليصل إلى “اللاذقية” بمسماها الحالي، وعندما قامت الدولة الأموية في دمشق أطلق عليها اسم “لاذقية الشام” تمييزاً لها، أما عن لقبها فتوصف منذ القدم باسم “عروس الساحل”.
وفا أميري – تلفزيون الخبر