الجمعة , نوفمبر 22 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

سوريا: «الحرب دمّرت الزراعة» لكن الأمل يعود

سوريا: «الحرب دمّرت الزراعة» لكن الأمل يعود
أثّرت الأزمة في سوريا بشكل سلبيّ على القطاع الزراعي الذي يعدّ من أبرز القطاعات الاقتصادية في البلاد، وخصوصاً إنتاج القمح، علماً بأنه كان لبعض العوامل المناخية تأثيرٌ إضافي أيضاً، وذلك وفق ما ذكر تقريرٌ مشترك صادر عن «منظمة الأغذية العالمية» و«منظمة الأغذية والزراعة» (الفاو) التابعة للأمم المتحدة.
ولعلّ أكثر الأرقام الصادمة التي وردت في التقرير، هي تلك التي أشارت إلى تسجيل محصول القمح السوري في عام 2018 أدنى مستوى له في 30 عاماً عند 1.2 مليون طن في ظل انخفاض الإنتاج نحو 30% بسبب الحرب والجفاف، منذ عام 1989. وقبل الأزمة، كان محصول القمح السوري 4.1 ملايين طن في المتوسط، وفق «فاو».
«الأزمة الحالية دمّرت قطاعاً زراعياً كان مزدهراً في السابق»، هكذا يرد في التقرير الذي يعدّد أبرز أسباب هذا التراجع، التي جمعها من مقابلات مع مزارعين ومن بيانات الأقمار الاصطناعية ومن بيانات الحكومة السورية أيضاً:
خسارة الأراضي الزراعية بفعل الحرب
نزوح المزارعين من الأراضي غير الآمنة
تدمير الآليات الزراعية ونظام الري
النقص في الوقود والمواد وغلاء أسعارها
الضرر الهائل في البنى التحتية ومصادر الكهرباء
في النتيجة، تراجعت قيمة عائدات القطاع الزراعي بين عامي 2011 و2015 إلى 6 مليارات دولار، مع وقف التصدير، أي بما يساوي 6,7 في المئة من الخسارة الإجمالية لمخزون رأس المال في البلاد خلال تلك المدة، علماً بأن تقديراً دقيقاً للضرر يصعب في ظلّ «الظروف الحالية»، وفق التقرير. ترافقُ الحرب مع موسم جفاف خلال السنوات السبع للحرب، كان سبباً إضافياً في تراجع إنتاج القمح، كلّ ذلك كان سبباً رئيساً في تهديد الأمن الغذائي للسوريين.
في مقابلاتٍ أجروها مع معدّي التقرير، أكّد المزارعون في محافظة الحسكة في شمال شرق سوريا، أنهم واجهوا هذا العام أسوأ موسم زراعي عرفته ذاكرتهم، علماً بأن الحسكة توفّر أكثر من نصف محصول القمح للبلاد.
في هذا الإطار، تؤكّد المديرة المحلية وممثلة «منظمة برنامج الأغذية العالمي» في سوريا، كورين فليشر، أن «النزاع السوري هدّد معيشة السوريين بشكل كبير وسبّب بطالة واسعة في البلاد»، ولذلك فإنّ «المساعدة الإنسانية الواسعة الانتشار لا تزال ضرورية للعائلات الأكثر هشاشةً لتفادي عدم وقوعهم في مزيد من الفقر والجوع». يترافق ذلك مع جهود المنظّمتين في خلق فرص عمل لـ«السوريين في سبيل تعافيهم وعملهم في إعادة بناء حياتهم وبلدهم».
يأتي هذا على الرغم من عودة المزيد من النازحين إلى بيوتهم وسهولة الوصول إلى بعض المناطق التي كان الوصول إليها صعباً في الماضي، إلّا أن التقرير يبيّن وجود حوالى 5.5 ملايين سوري«يعيشون في ظلّ أمن غذائي مهدّد، ويحتاجون إلى المساعدة الغذائية»، في انخفاض 20 في المئة عن العام الماضي.
عامان أساسيان للتعافي
يبرز تعافي القطاع الزراعي كعامل أساسي لمستقبل سوريا وحاضرها، وفق ما يقول ممثل «فاو» في سوريا، مايك روبسون. يتحقّق ذلك مع تحسّن الظروف الأمنية والاستقرار وإعادة فتح الطرق التجارية. وبالفعل، فإنّ تحقيق تلك العوامل أسهم في انخفاض أسعار الغذاء بنسبة 40 في المئة عن العام الماضي، لكنها تبقى مرتفعة سبع مرات أكثر ممّا كانت عليه قبل الحرب. هذا التعافي أسهمت فيه استعادة الحكومة السورية سيطرتها على معظم أراضي البلاد، ليبدأ العمل على ترميم الأضرار في مراكز توفير المياه وأنظمة الري، التي تحتاج إلى سنوات عدة لتنتهي.
وفق التقييم الذي توصّل إليه التقرير، تحسّن الأمن الغذائي قليلاً خلال العام الماضي، نتيجة تقدّم الوضع الأمني وزيادة القدرة على دخول الأسواق. الحفاظ على هذا التطور يقتضي، خلال العامين المقبلين، «دراسة خيارات عدة لاستكمال التعافي وتطوير شبكات الأمن القومي من خلال التركيز على الجماعات الأكثر هشاشةً، والاستثمار في نشاطات غذائية مدرسية وداخل الأحياء». دعم المبادرات الصغيرة الزراعية للنازحين السوريين في البلدان التي تستقبلهم مهم أيضاً، وفق التقرير.
الأخبار