كواليس قرار تركيا إطلاق سراح القس الأميركي.. هذا ما عليكم معرفته

كواليس قرار تركيا إطلاق سراح القس الأميركي.. هذا ما عليكم معرفته
تقف عوامل سياسية واقتصادية وراء قرار السلطات التركية إطلاق سراح القس الأميركي الذي كان محتجزاً لديها أندرو برانسون.
الأزمة الاقتصادية
تسببت أزمة القس الأميركي التي اندلعت منذ قرابة الشهرين إلى جانب بعض التفاصيل الاقتصادية الأخرى في تدهور الليرة التركية ووصولها إلى مستوى قياسي. فعقب رفض تركيا إطلاق سراح برانسون، فرضت واشنطن عقوبات اقتصادية على وزير المالية ووزير الداخلية التركيَّين، بالإضافة إلى ضرائب على الصلب والألومنيوم التركيَّين، قبل أن تردَّ أنقرة بالمثل.
هل توافَق الطرفان على القرار قبل أسابيع؟
كشفت صحيفة “واشنطن بوست” أنّ الطرفين التركي والأميركي مهَّدا لهذا الأمر قبل فترة ليس بعيدة، وبالتحديد في أثناء اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الفائت.
وقال مسؤولون أميركيون، الخميس 11 تشرين الأول 2018، إنه تم التفاوض على اتفاق بين الجانبين لإطلاق سراح القس برانسون، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقالوا المسؤولون إن الصفقة ستشمل رفع العقوبات الأميركية مقابل رسوم مخفضة.
هل انتهت الخلافات بين البلدين بشكل تام؟
رغم أن هذا القرار سيكون له انعكاس إيجابي على العلاقات بين واشنطن وأنقرة، فإن هناك العديد من الملفات الشائكة التي لم تُحَل، مثل صفقة التسلح الخاصة بطائرات الشبح الأميركي “إف-35″، التي ترغب تركيا في الحصول عليها، في حين يرفض الكونغرس حتى الآن.
ويمكن وضع صفقة الأنظمة الدفاعية الجوية الروسية “إس-400″، التي بدأت تركيا تزعج بها الولايات المتحدة، وترغب الأخيرة في أن وقفها، في هذا الإطار أيضاً.
ومن الملفات الشائكة أيضاً، النزاع في سوريا، فتركيا دوماً تتهم الولايات المتحدة بتسليح عناصر كردية تصنفها أنقرة بأنها “إرهابية”، في حين تصر أميركا على المضي في هذا الأمر، بحجة أنّ هذه الفصائل تقاتل تنظيم “داعش”.
في كل الأحوال، قد تشهد العلاقات بين أميركا وتركيا في الفترة القادمة هدواً نسبياً، والعودة تدريجياً للوضع السابق، مع تآكل التصادم في الملفات الشائكة بينهما، فكلا الطرفين يريد الإبقاء على الطرف الآخر دون أن يتغلب أحدهما على الآخر.
عربي بوست