الأربعاء , يناير 15 2025
شام تايمز

Notice: Trying to get property 'post_excerpt' of non-object in /home/shaamtimes/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

مجريات ” شهر العسل” السوري – الأردني تتسارع

شام تايمز

مجريات ” شهر العسل” السوري – الأردني تتسارع
ناظم عيد
لا تتردد السلطات والأجهزة الرسمية الأردنية هذه الأيام، في إعلاء النفحة البراغماتية الطاغية على طريقة تعاطيها مع ترميم ملف العلاقة الاقتصادية مع سورية..فثمة تصريحات تشبه حالة ” الحب من طرف واحد” يسارع التنفيذيون الأردنيون إلى إطلاقها مقابل صمت سوري لافت، و نأي رسمي عن الحديث في الموضوع..فهنا تجري الأمور تحت جناح قطاع الأعمال الذي يبدو تواقاً للخروج من عنق الزجاجة، بعيداً عن المواقف والسياسة و الاعتبارات المعنويّة التي لا تدخل عادة في حسابات “غلّة آخر النهار” التي على أساسها تتقرر أمسية صاحبها وطريقة نومه وحتى أحلامه وكوابيسه في الليل.
الموقف يثير الكثير من التساؤلات حول خلفيات القرار السوري بشأن العلاقة مع الجانب الأردني بدءاً من افتتاح معبر نصيب الحدودي مروراً بتبعاته واستتباعاته الإجرائية، ثم وصولاً إلى التفاصيل اللامنتهية في الأفق والقادمات من أيام ” العسل”، فهل هو قرار حكومي سلس، أم أنه قرار على مضض نزولاً عند رغبة قطاع الأعمال، و اختلاط الأوراق بين الاعتبار الوطني الخالص و الاعتبار النفعي الذي يبدو لرجل الأعمال الحصة الأكبر في حساباته النهائية ؟؟
الواقع أن تسارع الانفتاح على الجار الأردني بالطريقة التي جرت، لا تكتسب كفايتها من التأييد الشعبي، وقد جرى التطرّق لذلك بدقّة من قبل أعضاء مجلس الشعب خلال إحدى الجلسات منذ بضعة أيام، أي بعد افتتاح المعبر بفترة وجيزة، وكان التركيز على موضوع المعاملة بالمثل، فالأردني يدخل إلى سورية بدون تأشيرات، فيما السوري يحتاج إلى فيزا ومراجعة السفارة الأردنية بدمشق..و اسمحوا لنا أن نعبر عن وجهة نظرنا بأن السلطات الأردنية ليست مخطئة، بل نحن المخطؤون لأن إشراع أبوابنا أمام تدفق ” الأشقاء” هو الذي جرّعنا كؤوس المرارة في حربنا مع الإرهاب.
إن كانت السرعة مطلوبة في ترميم علاقاتنا مع الجوار، فهذا لا يعني مطلقاً أن نتسرّع، خصوصاً الجار الأردني لأن الأردن كبلد ومساحة هو المعبر الحقيقي، وليس نصيب، فهو مركز تجميع للبضائع التي تخدّم الأسواق الخليجية..فهنا ثمة مصلحة خليجيّة وليس مجرّد أردنية.
ما يعزز وجهة النظر هذه أن الأردن يسعى حالياً لإعادة إحياء المنطقة الحرّة السورية – الأردنيّة وفق تأكيدات مدير عام “شركة المنطقة الحرة السورية الأردنية” المشتركة، الذي رجّح عودتها للعمل مطلع العام المقبل على أبعد تقدير، و علينا أن نتخيّل أبعاد ذلك فهي شراكة اقتصادية بإعفاءات جمركية وتسهيلات لن يكون السوري صاحب النصيب الأوفى منها بكل تأكيد.
ن وأردنيون لإعادة تدشين المنطقة الحرة واستعادة نشاطها التجاري والصناعي والخدماتي، حيث كانت توفر فرص عمل لأكثر من 4 آلاف شخص من البلدين، وتضم 35 مصنعاً، وأكثر من 100 معرض سيارات وعشرات المحال التجارية.
قد يكون القلق غير مبرر، لكن التجارب السابقة هي التي تبرر ” النفخ في اللبن” بعد الاكتواء بلفح الحليب.
الخبير السوري

شام تايمز
شام تايمز
شام تايمز