طالبة طب تُمنع من إتمام دراستها.. والحجة أنها “سورية”
بعد أن تفوقا في الثانوية… الجامعة تمنع “زين وعلي” من متابعة دراستهما
سنوات من التميّز الدراسي في مدارس إقليم كردستان العراق، توجّتها الطالبة السورية “زين بسام مرعي” بتفوق في الشهادة الثانوية قبل أن تصطدم بحاجز جنسيتها الذي منعها من متابعة دراسة الطب البشري في الجامعة!.
ابتسامة “زين” وأفراحها والتهاني التي تلقتها من أهلها في مدينة القامشلي وربوعها تبدلت إلى دموع وحزن عميق، عن قصتها الأليمة، تتحدّث لـ سناك سوري: «من الصف السابع وأنا أدرس في مدارس الإقليم، بجميع السنوات متفوقة، حتى بنيل الشهادة الثانوية، حصلت على مجموع (97،8 من 100 ) أهلتني لدخول كلّية الطب البشري، وكرمتُ من اتحاد الطلبة لتفوقي، داومتُ بالكلية لشهر وأكثر، بشكل مفاجئ استدعتني الكلية، واعتذرت مني لعدم إكمال الدوام، أنا سورية ولا يُسمح لي إكمال مشوار الحلم، مرّت أيام طويلة جالسة في المنزل أنتظر الفرج كون الطلاب يداومون وكل ذلك يؤثر سلباً عليّ»
لم يبق باب إلا وتمّ طرقه في الإقليم، من قبل أسرة “زين”، يأس وقهر وتشبث بالأمل، تلك المحاولات يشرحها لـ سناك سوري والد الطالبة السورية “بسام مرعي”: «هل يُعقل أن تدرس ابنتي 6 سنوات في مدارس الإقليم، وبعد الثانوية تقدم على المفاضلة ويقبل طلبها، ومن ثم تداوم بالكلية، وبعد شهر يتوقف دوامها، بحجة أن القانون لا يسمح لها، إلا بعد دفع 10 آلاف دولار بنظام التعليم المفتوح، هل يملك لاجئ هذا المبلغ في الإقليم؟، راجعتُ وزارة التعليم العالي وكلية الطب ومؤسسات رسمية، دون نتيجة حتّى الآن».
“زين” ليست الوحيدة فالطالب السوري الآخر “علي دمر” ابن مدينة عين العرب، تفوق أيضاً في الشهادة الثانوية بالإقليم، وشارك زميلته “زين” الدوام في كلية الطب، قبل أن يطلب منه التوقف عن الدارسة والانتقال إلى التعليم المأجور.
تخيل أنك بدأت بتحقيق حلمك والتحقت بكلية الطب وجلست على مقاعد الداسة، وفجأة يقال لك لا يمكنك متابعة دراستك، أي شعور هذا، وأي خيبة تلك التي يشعر بها هؤلاء الطلبة المتفوقون يقول والد “زين”.
هذه الحادثة لاقت سخط وسائل إعلام محلية طالبت السلطات بالسماح لهم بالدراسة في الجامعة ولو لم تكن جنسيتهم عراقية، خصوصاً وأنهم طلبة متفوقون، ويجب على الجامعات أن تعطيهم منحاً بشكل مباشر نظراً لتفوقهم.
سلطات إقليم كردستان العراق كانت قد سمحت العام الماضي للطلاب السوريين بالتسجيل في الجامعات مجاناً بعد أن حصلت على منحة من المنظمات الدولية، لكنها هذا العام لم تمنح موافقات للطلاب الجدد، وعلى مايبدو أنها تريد من المنظمات الدولية أن تدفع لها عنهم.
تنظر “زين” ومعها “علي” منحة لاستكمال دراستهم في كلية الطب بإقليم كردستان العراق الذي وضع جنسيتهما حاجزاً في طريق حلمهما، لكن المنحة الأكبر تكون بعودة سوريا قوية معافاة وعودة جميع أبنائها إلى حضنها.
سناك سوري – عبد العظيم العبد الله