بعد تخلي ترامب عنها.. “قسد” تطرق باب “ماكرون”
محمود عبد اللطيف
المُفاجأة التي خلقها القرارُ الأمريكيّ في كواليسِ “مجلس سورية الديمقراطيّة”، فرضت قواعدَ جديدةً للعبةِ في المنطقةِ الشرقيّة، إذْ تقولُ مصادرُ كرديّةٌ فضّلت عدم الكشف عن هويّتها: “إنَّ شخصيّاتٍ من المجلسِ تقيمُ في أوروبا ستلتقي يوم غدٍ الجمعة الرئيس الفرنسي أمانويل ماكرون في قصرِ الإليزيه بهدفِ بحث القرارِ الأمريكيّ، وسبل أنْ تكونَ القوّاتُ الفرنسيّة بديلاً عن القوّاتِ الأمريكيّة في المنطقةِ الشرقيّة من سورية.”
وتُؤكّدُ المصادرُ ذاتها أنَّ الشخصيّات الكرديّة البارزة في المعارَضة، بدأت بالتواصل مع أعضاء من الكونغرس الأمريكيّ بهدفِ إقناعِهم بتشكيلِ حملةٍ مُضادّةٍ للقرارِ الأمريكي، على أنْ يكونَ الهدفُ هو إقناعُ الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” بالتراجعِ عن قرارِهِ أو تأجيله لأطولِ فترةٍ ممكنة لحين تأمين بدائلَ لسدِّ “الفراغ العسكريّ” الذي سيشكّلهُ الانسحابُ الأمريكيّ من المنطقة.
وتقولُ معلوماتٌ لم تتمكّن “وكالة أنباء آسيا”، التأكّد منها عبر مصدرٍ مستقلّ: “إنَّ واشنطن طرحت إنشاءَ منطقتين منزوعتي السّلاح في سورية، الأُولى في مدينة “تل أبيض” بريفِ الرقة الشماليّ ومحيطها بعمقِ 40 كم نحو الجنوب، فيما الثانية على امتدادِ “نهر دجلة” المشكّلِ لمثلّث الحدود ما بينَ سورية والعراق وتركيا بأقصى ريفِ محافظة الحسكة الشماليّ الشرقيّ، على أنْ يكونَ عمق هذه المنطقة ما يُقارِبُ الـ20 كم، وتخضعُ لرقابةٍ من مجموعاتٍ من “بيشمركة كردستان العراق”، إضافةً لـ”بيشمركة روج آفا” التابعة للمجلسِ الوطنيّ الكرديّ الذي يُعدُّ بدورِهِ جزءاً من الائتلافِ المُعارِض الذي تتحكّمُ به تركيا، الأمرُ الذي رحّبت به أنقرة وترفضه إلى الآن “قوّات سورية الديمقراطيّة” بسببِ الخلافاتِ الشديدةِ التي تجمعها مع حكومةِ إقليم كردستان من جهة، والمجلس الوطنيّ الكرديّ من جهةٍ ثانيّة.
وفي السّياق، أكّدت مصادرُ محلّيّةٌ في مدينة “منبج” بريفِ حلب الشرقيّ، أنَّ الدوريّات الأمريكيّة تحرّكت اليوم، الخميس، بشكلٍ اعتياديّ في كامل المناطق الواقعةِ جنوب نهر الساجور الذي يُشكّلُ الحدَّ الفاصلَ بين مناطق انتشار “قسد” و”درع الفرات” المدعومة من أنقرة، كما أشارت المصادرُ إلى أنَّ “قسد” عمدت إلى دخول نقاط جديدةٍ في المنطقةِ القريبة من القاعدةِ الأمريكيّة في قرية “عون الدادات”، وبدأت بعمليّةِ تحصينِ هذه النقاط بهدفِ مواجهةِ أيّ تقدّمٍ تركيٍّ مُحتمَل عبر محاور شمال منبج.
يُشارُ إلى أنَّ الرئيسَ الأمريكيّ “دونالد ترامب” كانَ قد أكّدَ يوم أمس عزمه على سحبِ قوّاتِ بلاده من الأراضي السوريّة بشكلٍ “سريع”، بزعمِهِ أنَّ هذه القوّات تمكّنت من القضاءِ على تنظيمِ داعش.
أسيا