اتصالات العرب بدمشق تتوالى .. هل هي التعويذة الروسية؟
علي مخلوف
يرن الهاتف في أروقة الخارجية السورية، ليطغى على صوت أغنية لفيروز هناك، اتصالات بلكنات عربية مختلفة ( إماراتية، مصرية، أردنية، كويتية، عمانية) فيما يبقى ضجيج الاتصالات بالقصر الرئاسي مقتصراً على جدرانه.
ليست المواقف العربية الأخيرة لا سيما خلال اجتماع الدورة 151 لمجلس وزراء الخارجية العرب سوى صدى لتلك الاتصالات مع دمشق، مصر سألت عبر وزير خارجيتها ألم يحن الأوان للعودة لمفاوضات جادة ونزيهة تفضي للتسوية السياسية الضرورية للأزمة في سورية الشقيقة، بما يحقق المطالب المشروعة للشعب السوري، ويستعيد بناء مؤسسات الدولة السورية، ويتيح مواجهة الإرهاب وعودة سورية إلى مكانها الطبيعي بين أشقائها العرب؟ فيما أكد وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد آل نهيان على ضرورة القضاء نهائياً على الإرهاب في سورية، وإعادة سيادة الدولة السورية على جميع أراضيها، أما وزير الخارجية الكويتي فقد قال إن بدء العملية السياسية في سورية وعودتها إلى أسرتها العربية سيسعدنا كثيراً في دولة الكويت.
جولة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى الخليج لبحث الملف السوري مع دول تلك المنطقة، أتى بمواقف أرسلت رسائل إيجابية نحو الملف السوري، مع عدم إنكار الواقع الذي يقول أن بعض تلك الدول وعلى رأسها السعودية تمانع حالياً عودةً مدوية لسورية إلى الجامعة أو عقد أي مصالحة، يؤكد ذلك لقاء لافروف برئيس ما تُسمى بهيئة التفاوض المعارضة التي يرأسها المدعو نصر الحريري، سورية أكدت أنها غير معنية بالعودة للجامعة بل الآخرون هم المعنيون بالعودة لسورية قبل الجامعة.
العلاقات السورية ـ الأردنية تشهد تحسناً محلوظاً، وآخر محطاتها زيارة رئيس مجلس الشعب السوري حمودة صباغ إلى اجتماعات البرلمان العربي في عمّان بدعوة رسمية من هناك، ويتم الحديث عن إعادة مقر البرلمان العربي إلى دمشق بمباركة من السعوديةً أيضاً، فيما أكدت مصادر خاصة بأن مقر البرلمان الذي كان في منطقة أبو رمانة بات الآن في منطقة العدوي مقابل مشفى الحياة وقد وُضعت لافتة على إحدى الأبنية هناك تحمل اسم البرلمان العربي.
فيما تستمر الاتصالات المصرية ـ السورية والتعاون الأمني فيما بينهما، بالعودة إلى جولة لافروف الخليجية، فقد تم التنسيق مع دمشق أثناء الترتيب لها، تلك الجولة ليست هرباً من برد روسيا السيبيري إلى حرارة صحراء العرب، بل من أجل إعداد الترتيبات لمصالحة العرب لسورية مستقبلاً.
مخاوف السعوديين والإماراتيين من التمدد التركي بالدرجة الأولى، سيدفع هؤلاء إلى التعايش مع فكرة العودة إلى سورية، وبالحديث عن تركيا فقد تم فتح معبر كسب أمام السوريين الذين يريدون العودة إلى بلادهم، روجت بعض المواقع المعارضة بأن الأمر تم من الجهة السورية فقط وتلك حماقة من هؤلاء، فترتيبات فتح معبر بين تركيا وسورية لأجل إعادة أعداد كبيرة من السوريين لا يتم إلا بتنسيق ووسيط روسي،وله دلالاته السياسية أيضاً، لعلها إحدى التعويذات الروسية الدبلوماسية التي أتت بمفعولها بعد الحديث عن شراء أنقرة لمنظومات إس400 ورغبتها بامتلاك الإس500.
مطار دمشق لن يكون هادئاً البتة، فكل الاتصالات المذكورة ستُترجم إلى زيارات وفود، كما أن إعادة الإعمار والاستثمار في مجال الصناعة والسياحة أيضاً يغري الكثيرين من العرب.
آسيا