الجمعة , نوفمبر 22 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

هذا هو نصر الله .. بالعبرية

هذا هو نصر الله .. بالعبرية

مصطفى خازم

“نخصص هذا المساء لحسن نصر الله، ليس محبة به، إنه عدونا القاسي، والأكثر روعة من بين الجميع، حسن نصر الله الذي حوّل حزب الله الى إحدى منظمات “الإرهاب” الأقوى والأغنى في العالم. ليس هناك عدو عربي يشغل الجمهور في إسرائيل مثل حسن نصر الله. لقد حظي باهتمام منا لم يحصل عليه أي زعيم دولة عربية، ونحن الإسرائيليون نصغي له ونصدقه. الأمين العام لحزب الله يعلم هذا ويستغله بشكل ممتاز من أجل زرع الخشية فينا الى حد الرعب”. بهذه الكلمات قدّم “غاي زوهر” الوثائقي: “تحليل نصر الله”.

من مكان ما تحت الأرض، وعبر كاميرا محترفة، وانتقال ما بين الاستديو ومشاهد توثيقية تعرض للأمين العام لحزب الله وكلها في الهواء الطلق، عرضت القناة 11 العبرية ـ”كان” الوثائقي الذي طغى اللون الأسود والعتمة فيه على المتحدثين، مقابل اللقطات التاريخية للأمين العام لحزب الله والتي تنوعت في تواريخها وخلفياتها ومناسباتها، واختيار المقاطع التي تظهر ـ بعكس ما أراد معدو الوثائقي ـ الشجاعة والقوة وصلابة الموقف وتكشف مدى رسوخ كلمات سماحته ومواقفه في وعي الصهاينة.

إيهود أولمرت، ايهود باراك، موشيه يعالون، متخصصون في الشأن الإعلامي وخبراء عسكريون وأمنيون كلهم أجمعوا على أن السيد نصر الله يعرف أدق التفاصيل في كيانهم الغاصب، ويستخدم الأحداث للاستدلال على صوابية رأيه ومنطقه، مستعيناً باقتباسات من المتحدثين أنفسهم في التحقيق.

أولمرت والسقوط في فخ نصر الله

أول المتحدثين بعد المقدمة كان رئيس وزراء العدو الأسبق إيهود اولمرت الخاسر الأبرز في حرب لبنان الثانية، والسجين على خلفية الفساد، قال: “لقد سقطنا في فخ نصر الله الاعلامي وقد أخطأنا ببث خطاباته أثناء حرب ٢٠٠٦ وكأنه وزير خارجيتنا ورئيس حكومتنا ما سمح له بزرع الشك لدينا”.

هذه العبارة تأتي بعد استطلاعات عدة أجريت في كيان العدو أكد المشاركون فيها أنهم يصدقون السيد نصر الله أكثر من قادة الكيان لأنه يقول الحقيقة دائماً.

أيضاً تحدث اولمرت عن متابعة السيد نصر الله لمجريات الأحداث مستدلاً بخطاب السيد في التحرير في العام 2000 في مدينة بنت جبيل والمشهور بخطاب بيت العنكبوت، يقول أولمرت: “طريقة الانسحاب المرتبكة والمتخبطة من لبنان عام ٢٠٠٠ كانت أساس خطاب بيت العنكبوت الذي ألقاه (السيد) نصر الله”.

وهنا يأتي تعليق أحد الخبراء المشاركين في التحقيق ليقول: “نصر الله نجح بالظهور عام ألفين كمن طرد الاحتلال من أرضه أمام العرب، وكان بذلك المنتصر الاكبر”.

باراك: لا يجب الاستخفاف بنصر الله

أما الخارج بأذيال الخيبة من لبنان في العام 2000 رئيس الحكومة السابق ووزير حرب الكيان إيهود باراك فعلق قائلا: “نصر الله، من دون أدنى شك، يمثل بالنسبة لإسرائيل نوعاً آخر من الأعداء. هو قائد لا يجب الاستخفاف به، مع موهبة سياسية لا بأس بها”.

ووافقه قائد الفيلق الشمالي سابقاً ايال بن رؤوفين: “انه عدو مر، قاس ويستحق التقدير.. انه رجل كتاب (مثقف) ويدرسنا ويعرفنا”.

يعالون.. ولبنانية السيد وحزب الله

وزير حرب العدو السابق موشيه يعالون تناول شخصية السيد نصر الله من ناحية الهوية والانتماء والفعل وركز على تحقيق السيد للمشروعية اللبنانية وكذلك الدولية لعمليات المقاومة في مواجهة “إسرائيل” والاستراتيجية التي استخدمها لتأكيد هذه الهوية حيث يقول: “نصر الله رسخ وصْم وجودنا في لبنان على انه احتلال وكان يستمر في ترداد هذه الصفة.. احتلال.. احتلال”.
كما أشار إلى القابليات الخاصة التي يتمتع بها سماحة السيد: “هو شخصية لا تعتمد فقط على مستشارين”، وتابع: “بالتأكيد، عندما كنا في الحزام الأمني ادركنا انه عدو يفهمنا اكثر من الآخرين، ذكي، يعرف الاستغلال لإيجابياته وسلبياتنا، ويعمل بطريقة تستحق التقدير، إنه ذكي في كل المجالات”.

ويتابع الخبراء الصهاينة بالتوالي الحديث عن إبداع السيد عبر توجيهاته للكثير من “الاساليب الإعلامية في نشر مشاهد القتال ولم يصل اي تنظيم الى المستوى الذي وصل إليه حزب الله في هذا المجال”.

أما النقطة التي أثيرت عن عدم ارسال نجله الشهيد السيد هادي إلى الجامعة والتي أُريد منها ان تكون مذمة، فقد انقلبت لصالح السيد حيث أكدوا زيف الشائعات عن عدم استشهاده في الميدان وقال أحد المعلقين “نصر الله ليس زعيما ارسل ابنه للجامعات الاجنبية إنما أرسله إلى ميدان القتال”.

ولم يكشف الخبراء الصهاينة جديداً عن معرفة السيد نصر الله بالكيان الغاصب وبنيته وطرائق تفكير قادته عندما كشف ما يسمى رئيس ساحة الإرهاب في شعبة العمليات العقيد احتياط رونن كوهين: “ليس هناك مَن درس العدو كما درسنا هو، لأنك اذا كنت تريد الانتصار، عليك معرفة نقاط الضعف ودراستها من كل الجوانب..”. وهنا التأكيد الثاني على أن ما يزعج الصهاينة هو تفوق عربي عليهم وهذا مغاير لصورة العربي في إعلام ووعي الصهاينة.

أما عن مستقبل الكيان الغاصب مع السيد نصر الله فيقول نائب قائد الفيلق الشمالي في الاحتياط تشيكو تامير: “نصر الله كان لديه فهم كبير بأن الانتصار لن ينجز في أودية جنوب لبنان، هذه الحرب سينتصر بها في الوعي”.

وعلى هذا المنوال تابع الخبراء عما يطلق عليه الإعلام المعادي فائض القوة لدى مجتمع المقاومة مؤكداً أنه “عمل على بناء مجتمع قوي وارتقى به”، كاشفين أنهم في الوقت الذي يعرف السيد عنهم كل شيء “لم نكن نعرف عن السيد نصر الله شيئا” ليضيف الكاتب والخبير في الشؤون العربية آفي يسسخاروف: “حسن نصر الله هو اكبر تهديد على إسرائيل اليوم في الشرق الأوسط”، ليختم مقدم البرنامج زوهر: “مع الوقت فهمنا قوة هذا الشخص!”.
العهد