حماس تتجه لإعادة العلاقات مع سوريّة وفتح مكتبٍ لها بقطاع غزّة
زهير أندراوس
كشف باسم نعيم، عضو مكتب العلاقات الدولية في حركة حماس، ورئيس حملة المقاطعة-فلسطين، عن آليات جديدة لمواجهة حملة التطبيع التي يقودها الاحتلال الإسرائيلي مع دول عربية، وعلاقات حركة حماس مع الاتحاد الأوروبي ودول عربية منها سورية. وقال نعيم، في حوار شامل مع “المركز الفلسطيني للإعلام”: إن الجميع يدرك خطورة التطبيع والهرولة الحاصلة مع الاحتلال من قيادات عربية رسمية، ومحاولتهم لدفع الأمور نحو تجاوز القضية الفلسطينية للتطبيع مباشرة دون أنْ يدفع الاحتلال حتى ثمنًا لهذا التطبيع، على حدّ تعبيره.
وأوضح القيادي بحماس أنّ حركته أجرت لقاءات واتصالات مستمرة، لمواجهة تطبيع الاحتلال مع الدول العربية، أكّدت خلالها على أنّ التطبيع مرفوض، وأنّ الاحتلال الفاشي العنصري ينتهك المقدسات ويرتكب الجرائم بحق شعبنا، وهو جريمة وخيانة للقضية والأمة ودماء الشهداء وأشلاء الجرحى، كما قال.
وكشف نعيم عن لقاءت جرت مع قياداتٍ خليجيّةٍ، لمناقشة التطبيع والتحذير من خطورته. وأضاف: في كل لقاءات وزيارات حماس لدول عربية وإسلامية إلا كان موضوع التطبيع حاضرًا وبقوّةٍ، لأنّ هذا أمر مرفوض، مُشيرًا في الوقت عينه إلى أنّ ما يجري هرولة غير مسبوقة على مستويات كثيرة، وأنّ قمة هذه الهرولة في لقاء وارسو الهادف إلى الإعلان الرسميّ عن التطبيع بين الكيان وبعض الدول العربية تحت حجة تشكيل تحالفات جديدة في المنطقة، مؤكّدًا على أنّ هذا الهدف للاستهلاك الإعلامي لمواجهة والحد من “التمدد الإيراني”، طبقًا لأقواله.
واستنكر نعيم وجود مبررات لعدد من الدول العربية، لوجود التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، منها: “محاولة إيجاد مخرج للمأزق الراهن في فلسطين، وتوقف التفاوض بعد الإعلان عن صفقة القرن، ورفض الطرف الفلسطيني الرسمي اللقاء مع الأمريكيين، فيما يبرره آخرون بالتهديدات التي تتعرض له دول المنطقة من إيران”.
وكشف نعيم، عن تشكيل هيئات محلية وفصائل وطنية فلسطينية، لجنة تحضيرية تعمل على تشكيل “التنسيقية الوطنية العليا لمناهضة التطبيع ومقاطعة الاحتلال”، تضم نوابًا في المجلس التشريعي الفلسطيني، وقيادات من الفصائل الوطنية الفلسطينية، وهيئات شبابية ومؤسسات المجتمع المدني في قطاع غزة.
وردًّا على سؤال عن المساعي التي تقودها حماس، بعد وصف اتخاذ الاتحاد الأوروبي قرارًا بوضعها على قوائم الإرهاب، أوضح أنّه لم يكن مستندًا إلى “أيّ حيثيات حقيقية وموضوعية، وإنمّا لبعض التقارير الإعلامية والأمنية من اللوبي والعدو الصهيوني على قيادة الاتحاد الأوروبي”، مؤكّدًا “وجود تواصل مع قيادات أوروبية رسمية أوْ قريبة من صناع القرار لتغيير هذا الموقف”.
وفيما يتعلق بالوفود الدولية والأوروبية التي تصل قطاع غزة خلال الفترة الأخيرة، أوضح نعيم بأن ما يناقش في تلك اللقاءات يدور حول الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، وإمكانية الوصول إلى تهدئة أو حل.
وعن علاقات حماس مع الجمهورية السورية، وفتح مكتب لها، قال نعيم لـ “المركز الفلسطيني للإعلام”: “الأمر مطروح للنقاش كبقية الملفات المفتوحة في المنطقة، وكما يقال لا يوجد في السياسة محرمات”.
وأضاف: “سورية بلد كبير وأصيل ومحوري في المنطقة، وإذا توافق الشعب السوري بشكل أو بآخر على شكل إدارة بلده، فوجودنا فيه ضروري ومهم، ونحن لن نكون طرفًا في أي خلاف في المنطقة، ولن نكون مع طرف على حساب طرف”.
يُشار إلى أنّ العلاقات بين الدولة السوريّة وبين حركة حماس مرّت في أزمةٍ بعد اندلاع الأزمة في بلاد الشام، وقيام قادة حركة حماس، الذين كانوا يُقيمون في دمشق بمُغادرة الأراضي السوريّة والانتقال إلى دولٍ أخرى، وفي مٌقدّمتها دولة قطر في الخليج العربيّ، الأمر الذي أغضب النظام الحاكِم في دمشق، الذي كان النظام العربيّ الوحيد، الذي وافق على استقبال قيادة الحركة في العام 1999 بعد طردها من المملكة الأردنيّة الهاشميّة.
رأي اليوم