الجمعة , نوفمبر 22 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

ما الذي تعرفونه عن سوق المناخلية بدمشق؟

ما الذي تعرفونه عن سوق المناخلية بدمشق؟

يقع سوق المناخلية ضمن سور دمشق الأثري، ويعود تاريخه إلى أكثر من 1800 عام؛ أي ما يقارب تاريخ بناء الجامع الأموي وقلعة دمشق.. يحده من الشرق حي العمارة، ومن الغرب قلعة دمشق، ومن الجنوب أحد فروع نهر بردى الذي يفصله عن سوق العصرونية، ومن الشمال شارع الملك فيصل.

يعتبر من اهم الاسواق في مدينة دمشق حيث تختص محلاتها ببيع مواد البناء والاكساء والخرداوات.

ويعود سبب تسمية السوق “المناخلية” إلى العمل الذي امتهنه أهالي الحي وهو صناعة المناخل والغرابيل، وتوسع نشاط السوق حتى شمل بيع مواد البناء والخرداوات، حتى إنه سمي يابان دمشق لجودة السلع المنتجة فيه ورخصها، وتعد عائلات السمان والطباع والأيوبي من كبرى العائلات العاملة في هذا المجال.

كان جميع أصحاب المحلات يعيشون في السوق كأسرة واحدة، حتى إن هناك تقليدا شائعا بين جميع أصحاب المحلات، وهو عندما يفتح الجميع دكاكينه ويأتي لأحدهم زبون في الصباح، فيشتري ما يريد، فإن صاحب الدكان الذي باع الزبون لا يقبل أن يبيع لزبون آخر حتى يستفتح جاره، ويبيع، وبالتالي يرسل الزبون الآخر لجاره قائلا له: “أنا استفتحت ببيعة، اذهب إلى جاري واشتر من عنده حتى يستفتح” .

السوق تضم مباني تاريخية جميلة ومهمة، ومنها: جامع سنان باشا، الذي يضم قبر الوالي العثماني سنان، الذي أمر ببناء هذا الجامع والمتميز بعمارته الجميلة وبظاهرة قديمة ما زالت تحير الزائرين والباحثين، وهي وجود حجرين في محراب الجامع يعالجان مرض اليرقان من خلال قيام المريض بمد لسانه ولحس واحدة من الحجرين، ولذلك كان الكثير من الزائرين، خاصة من الهند وباكستان وبلدان أخرى، يأتون خصوصا للجامع، ليمدوا ألسنتهم ويلحسوا الحجر، ليشفوا من مرض الريقان (اليرقان). هذه معلومة شعبية قديمة ومنقولة بالتواتر الشفهي ، ولا يعرف مدى دقتها وصحتها وتفسيرها العلمي، ولكن ما يدل على وجود هذه الظاهرة القديمة هو وجود علامات ألسن الزائرين على الحجرين ظاهرة للعيان حتى الآن.

كذلك في محراب الجامع هناك أحجار أخرى تتميز برائحة خاصة (لا يستطيع الداخل للجامع شمها) ولكنها تطرد البراغيث والناموس والبق ولو فتحت النوافذ فلا تدخل هذه الحشرات المزعجة على الرغم من وجود أحد أفرع نهر بردى بجوار نوافذ الجامع، ووجود البراغيث والبق بكثرة في النهر الملاصق للنوافذ ظاهرة غريبة لم يجد لها المهتمون أي تفسير.

ومن معالم السوق التاريخية أيضا هناك باب الفرج، إحدى بوابات دمشق السبع، وسمي كذلك لأنه كان الفرج للمدينة، وما زال الباب موجودا وبجانبه مسجد مكتمل مع مئذنته لهما نفس الاسم, وهناك الأقواس الحجرية التي تزين واجهات دكاكين السوق.