الأربعاء , أكتوبر 23 2024
شام تايمز

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

خالد العبود: لماذا دافعت “إيران” عن “الأخوان”؟!!!

شام تايمز

خالد العبود: لماذا دافعت “إيران” عن “الأخوان”؟!!!

شام تايمز

كتب خالد العبود

شام تايمز

-نؤكّد من جديد، وللمرة الألف، أنّ العلاقات السياسيّة، والمواقف منها، لا تحكمها عواطف أو مشاعر أو وجدانيات، وبالتالي فإنّ الموقف “الإيرانيّ” من تصنيف الإدارة الأمريكية لـ “لأخوان المسلمين” منظمة ارهابيّة لا يعني أبداً، والبتّة، أنّ “إيران” تدافع عن “الأخوان المسلمين”، كون أنّ هناك علاقات هامة تربطها بهم!!!..

-ونؤكّد من جديد، وللمرّة الألف، أنّ الصراع اليوم بين “الوهابيّة” و”الأخوان المسلمين” يتّسع أكثر، تخلّصاً من تهمة تلاحقهما على أنّهما كانا وراء المجزرة الكبرى التي حصلت على مستوى الاقليم والعالم، إذ أنّ كلّاً منهما يحاول تحميل الطرف الآخر وزر ذلك!!!..

-وهو ذاته السبب الذي كان وراء المواجهة “السعودية – القطريّة”، إذ أنّ “مملكة آل سعود” ترى أنّه بإمكان مشايخ الخليج التخلّص من تهمة الارهاب الذي ضرب المنطقة والعالم، من خلال تحميل ذلك لـ “لأخوان المسلمين”، وهو السبب ذاته الذي جعل “مملكة آل سعود” تقف إلى جانب “السيسي” ضدّ “أخوان” مصر، كذلك بالنسبة للمواجهة بين “أردوغان” و”مملكة آل سعود”، كلّها مشاهد جذرها في المواجهة بين “الوهابيّة” و”الأخوان”!!!..

-الإدارة الأمريكية أيضاً ليست بعيدة عن هذا الاستثمار، بعد أن استثمرت في كلّ من “الوهابيّة” و”الأخوان”، فإنّها اليوم تستثمر من جديد، في الصراع “الوهابيّ – الأخوانيّ”، وهي تدرك تماماً أنّ أدواتها التي استعملتها في العدوان على المنطقة تحاول الدفاع عن وجودها وذاتها أمام تقدّم وتضخّم واتساع رأي عام دوليّ، رسميّ وغير رسميّ، يعتقد تماماً أنّ قوى وتيارات “إسلاماوية” ظلاميّة كانت وراء فوضى القتل والذبح الذي لم يتعافَ العالم من موجتها حتى اليوم!!!..

-انتبهوا.. “الأمريكيّ” يستثمر في هذا الصراع، نعني الصراع “الوهابيّ – الأخوانيّ”، لهذا لم يحسمه بين “مملكة آل سعود” وبين “إمارة قطر”، فقد أبقاه مشتعلاً ودفع به بهذا الاتجاه، لماذا؟، لأنّه بحاجة إلى الاستثمار فيه، كذلك أبقاه مفتوجا على مصراعيه في مفصل المواجهة “التركية – السعودية”!!!..

-أوّل انجازات الاستثمار “الأمريكيّ” في هذا الصراع أنّ “المملكة” أضحت ضعيفة في وجه إملاءات ومطالب “الأمريكيّ”، لهذا عندما كان يصرخ “ترامب” في وجه “الملك سلمان”، قائلاً له: “إدفع”، كان يدرك جيّداً أنّ “الملك” غير قادر على قول لا، لماذ؟، لأنّ “ترامب” أوصل تهديده بفضل قنوات أخرى: “أن تهمة الارهاب تلاحقكم يا جلالة الملك، والأمر ينتظر كلمة منّا”!!!..

-نعتقد أنّ هذا الاستثمار من قبل “ترامب” سيتطوّر لاحقاً كي يشمل “قطر”، وسوف يستعمل معها ذات الطريقة التي يستعملها اليوم مع “السعوديّة”، بغية الحصول على مئات المليارات منها أيضاً!!!..

-يشعر “الإيرانيّ” أنّ “الأمريكيّ”، وهو العدو الرئيسيّ بالنسبة له باعتباره وراء التهديد الوجودي للمنطقة، وأنّه صاحب مشروع الهيمنة على الإقليم، يشعر أنّه استثمر طويلاً في مقولة “العدو الإيرانيّ” بالنسبة لدول الخليج، ونهب من هذه الدول مئات المليارات تحت هذا العنوان!!!..

-ويفهم “الإيرانيّ” جيّداً أنّ “الأمريكيّ” ذاهبٌ للاستثمار في الصراع “الوهابيّ – الأخوانيّ”، لأهداف النهب ذاتها، ويفهم أكثر أنّ كلّ الإرهاب الذي ضرب الإقليم والعالم لم تكن وراءه إلا الولايات المتحدة الأمريكية، ويفهم أنّ “الأمريكيّ” لم يكتفِ بذلك بل استثمر ويستثمر في أدوات هذا الارهاب حتى اللحظة!!!..

-لهذا يتطلّع “الإيرانيّ” إلى وصف الإدارة الأمريكية “الأخوان المسلمين” بالمنظمة الإرهابيّة، على أنّه موقفٌ يعني:

1-أنّ الإدارة الأمريكيّة تتنصّل من جريمتها التاريخية التي فعلتها على مستوى المنطقة، وتريد أن تخرج منها من خلال تحميلها “للأخوان المسلمين”!!!..

2-أنّ الإدارة الأمريكية تريد أن تبقي على فتيل حريق الإقليم مشتعلاً، أملاً في الاستثمار فيه لاحقاً، خاصة على مستوى الصراع الذي طالما كانت تدفع إليه هذه الإدارة، ونعني به: الصراع “السنيّ – الشيعيّ”!!!..

3-أنّ الإدارة الأمريكيّة تريد ضرب “الأخوان” في تركيا، بغية دفع العسكر للحكم، والعسكر لن يكونوا إلا رأس الحربة الأمريكية في وجه بعض القوى الصاعدة التي أفشلت الأهداف الأمريكية على مستوى الاقليم!!!..

4-أنّ الإدارة الأمريكية تريد تبرئة “الوهابيّة” التي كانت وراء كلّ المجازر التي حصلت على مستوى المنطقة، حيث ترى “إيران” أنّ “الأخوان” يشكّلون نسقاً سياسيّاً موجوداً وفاعلاً على مستوى العالم العربيّ، غير أنّ “الوهابيّة” لا تشكّل نسقاً سياسيّاً موضوعيّاً بالمعنى التنظيميّ، بمقدار ما هي مظلّة دينية “لمملكة آل سعود” وهي لا تتعدّى أن تكون غير ذلك!!!..

5-أن تنظيم “الأخوان المسلمين”، بالنسبة “لإيران” هو تنظيم حقيقيّ، بعيداً عن عقيدته الفكريّة، صحيح أنّه ساهمت في تشكيله قوى استعمار تاريخيّة، واستثمرت فيه قوى استعمارية لاحقة، لكنّه يبقى تنظيماً له وجوده وحضوره على مستوى العالم الإسلاميّ، وهي بالتالي قادرة على التعامل معه والاستفادة منه بدلا من الصراع المجاني معه، خاصة وأنّها ترى فيه التنظيم السياسيّ الأكبر الذي يمثّل الإسلام المذهبيّ الوحيد، الذي يمكن أن يكون حامل صراع طائفيّ في العالم الإسلاميّ!!!..

6-أنّ موقفها، نعني موقف “إيران”، هذا من “الأخوان” سوف يساعدها على تأمين دخول آمن لها باتجاه بعض الدول العربيّة التي طالما اشتغلت الإدارة الأمريكية على إخراجها منها تحت مقولة “إيران الشيعيّة”!!!..

7-أنّ الإدارة الأمريكية التي وضعت مجموعة مؤسسات “إيرانيّة” على قائمة الإرهاب، وقعت في المطب الكبير عندما وصلت لوضع “الأخوان” على هذه اللائحة، لإنّها تعتقد أن وقوفها إلى جانب “الأخوان” يعني وقوف “الأخوان” إلى جانبها، حيث ترى فيهم، هكذا ترى “إيران، مثقّلاً سياسيّاً هاماً يساهم في تمتين الجدار الذي يقف أمام الضغط الأمريكي على المنطقة!!!..

-لهذا وغيره أيضاً دافعت “إيران” عن “الأخوان”!!!…

-بقيت واحدة لا بدّ من تثبيتها، وهي أنّ “إيران” بهذا الميل والانزياح باتجاه “الأخوان”، لا يعني على الإطلاق، على الاطلاق، أنها يمكن أن توافق أن يكون لـ “الأخوان المسلمين” تنظيمٌ سياسيٌّ في المجتمع السياسيّ للجمهوريّة الإسلامية الإيرانيّة!!!..

شام تايمز
شام تايمز