رغم التحديات …لاجئ سوري يحصل على براءة اختراع في ألمانيا!
استطاع لاجئ سوري في ألمانيا أن يحصل على براءة اختراع لحلم راوده طويلا، ورغم التحديات التي واجهته، تمكن من الحصول على جمعية ألمانية داعمة لمشروعه. ففكرة المشروع تستهدف شريحة واسعة من الألمان.
بعد قدوم اللاجئ السوري نسيم خليل (35 عاما) إلى ألمانيا بداية عام 2016 كان يشغل باله أمران، الأمر الأول التعرف على حياة الدولة الجديدة التي لجأ لها مع زوجته وطفله، بتعلم لغتها ومحاولة الاندماج فيها. أما الأمر الثاني فهو تحقيق حلم له لم يكن من الممكن أن يحققه في سوريا.
فالشاب السوري يهوى الاختراع ويريد إنجاز مشروع، ربما يحدث ثورة طبية في ألمانيا. خليل القادم من دمشق، درس في جامعة حلب طب البيطرة، وعمل لبعض الوقت في مجاله كطبيب بيطري في سوريا، وذلك قبل أن تجبره ظروف الحرب على الهرب. “قد لا يكون هناك أي رابط بين البيطرة والاختراع، بيد أن هذا الأمر شغلني منذ الطفولة، واستوحيت أفكاره من البساط الطائر” يقول الطبيب البيطري لمهاجر نيوز. ويكمل” كان لدي حب الاختراع منذ الطفولة إلا أن الوضع العام في سوريا لم يكن مشجعا، ولم يكن هناك جهات داعمة، لذلك حاولت أن أستفيد من وجودي هنا في ألمانيا لتطوير هذا الاختراع”.
فكرة اللاجئ السوري عبارة عن مرتبة (فرشة) ذكية أسماها “HYPNOS” تتكون من ثماني طبقات للوصول إلى الراحة التامة التي يحتاج إليه جسد الإنسان، وذلك باستخدام خاصية التنافر المغناطيسي، حيث تستهدف المرتبة سبع مناطق دعم من الرأس إلى الأقدام للحصول على أفضل تموضع للجسم عليها وأيضاً دعم إضافي للأرداف والأكتاف ومناطق الضغط. وأضاف هذا الاختراع سيسهم في إحداث ثورة طبية في علاج مرضى آلام الظهر وأمراض ارتجاع المريء.
الحصول على براءة اختراع
صحيح أن تحويل الفكرة إلى مشروع كامل لم يكن سهلا، لكن التحدي الأكبر بالنسبة للاجئ نسيم هو أن فكرته لم يمكن أن ترى النور بدون دعم من قبل مؤسسات ألمانية. إذ من الضروري وبحسب خليل تسجيل هذا الاختراع والحصول على براءة اختراع بشكل رسمي من الحكومة الألمانية، وهو ما لم يكن سهلا. فتسجيل براءة اختراع بحاجة إلى إتقان تام للغة الألمانية، كما أن الأمر يستلزم إتمام العديد من الأمور البيروقراطية، وتحديد مواعيد للكشف على الاختراع وبحث حيثياته من قبل لجنة علمية مختصة.
لذلك لجأ خليل إلى جمعيةSigna Business Lab” ” ومقرها شتوتغارت التي تعنى بمساعدة اللاجئين وقدم لهم أوراق اختراعه على أمل الحصول على دعم من هذه المؤسسة. واستغرق الأمر شهورا طويلة حتى تمكن خليل من الحصول على براءة اختراع، وهو ما يفيد بشكل رسمي أن الفكرة أصبحت ملكه بحسب القانون ولم يسبقه إلى تسجيلها أحد.
تحويل التحديات إلى فرص
وتسعى الجمعية الالمانية إلى مساعدة الوافدين الجدد من أجل تطوير أفكارهم وتحويلها إلى مشروع ممكن تحقيقه داخل السوق الألمانية حسبما تؤكد مديرة الجمعية إيملي هوبنر في حوار لها مع مهاجر نيوز “جمعيتنا عبارة عن حاضنة مبتكرة مقرها مدينة شتوتغارت، وتدعم رواد الأعمال الجدد من اللاجئين لبدء أعمالهم التجارية المبتكرة”.
تم قبول فكرة خليل بعد أن رشح نفسه وعقد لقاء خاصا مع الجمعية، ومن ضمن العديد من المشاريع المقترحة اختارت الجمعية 10 مشاريع فقط لدعمها خلال العامين القادمين، وكان مشروع المرتبة الذكية من ضمن المشاريع التي تم اختيارها.
وتتلخص فكرة الدعم الذي تقدمه الجمعية الألمانية بربط صاحب المشروع، مع المؤسسات التي قد يهمها هذا الأمر وذلك من أجل تصنيعها، وطرحها في السوق الألمانية، بالإضافة إلى مساعدتهم في تذليل العوائق. لذلك تقدم الجمعية لقاءات أسبوعية مع خبراء تقنيين وماليين ومسؤولي تسويق وذلك من أجل مساعدة صاحب المشروع على طرحه بالشكل الصحيح والتمكن من مخاطبة الجهات الرسمية والمعنية بشكل صحيح.
وتقول هوبنر فكرة خليل كانت مبتكرة، وقامت لجنة خاصة بفحصها، وتم قبولها ضمن المشاريع التي حازت على رعايتنا. وتوضح يستهدف المنتج شريحة واسعة جداً من المستهلكين. ومن أهم القطاعات المستهدفة المستشفيات وقطاع الفنادق و الأماكن المخصصة لرعاية المرضى والعجزة.
وبالرغم من أن المشروع ما زال في خطواته الأولى يطمح خليل في استكمال مشروعه، وطرحه مستقبلا في الأسواق. ويقول: ما زال أمامي الكثير، بيد أنني واثق من نجاح هذه الفكرة مستقبلا، وسوف تحدث ثورة في مجال صناعة المراتب. ولا يخفي اللاجئ السوري فخره من أن المشروع إن نجح سيحمل بصمات عربية سورية. وقال أريد أن يرى الألمان أنه لا تنقصنا الكفاءات، وأننا نستطيع أن نقدم لألمانيا التي احتضنتنا أفكارا مميزة تدفعها إلى الأمام”.