سوريا: ليلة العمر تكلف تحويشة العمر.. من مليون إلى 5 ملايين تكلفة العرس!
فلك القوتلي
“طلي بالأبيض… طلي يا زهرة نيسان..” الأغنية التي تحلم بسماعها أغلب الفتيات والتي تترافق مع العرس “الحلم”.. الذي ينتهي غالبا بأغنية “الليلة بدنا نولعا” فما الذي سيولع ويحترق أكثر من ملايين أو مئات الآلاف من الليرات التي ستصرف لتجعل تلك الليلة بهيجة للعروس وأهلها، ونكبة على العريس وأهله!
لم تعد الأعراس كما كانت عليه منذ زمن بعيد تقوم على أن يتم إحياؤها “سبعة أيام بلياليها” تعبيراً عن الفرح، ولا حتى كما كانت مؤخرا “ليلة العمر”، بل أصبحت في هذه الأيام وخاصة خلال فترة الأزمة، تعتمد على الاقتصاد والتقليل، وأصبح العريس يُفكر بعدد ساعات الحفلة نظراً لغلاء أسعار صالات الأفراح التي باتت تُلهب دقات القلوب حزناً وغضباً لا فرحاً، وما على العريس إلا أن يرضخ لهذه الأسعار المختلفة لتحقيق هذا العرس الحلم الذي نادرا ما تتنازل عنه العروس.
صالات أفراح بالملايين
تبدأ تكاليف “العرس” من صالات الأفراح التي تسعر خدماتها دون أي رقابة، فأجرة الصالة في الليلة الواحدة والتي كانت قبل سنوات ليست بعيدة بحدود 100 ألف ليرة متضمنة الضيافة، يفوق أجارها اليوم المليون!!
وتختلف الأسعار من صالة إلى أخرى وحسب مستواها والخدمات التي تقدمها فمثلاً: تتراوح تكلفة الشخص الواحد بين 3500 -4000 ليرة سورية متضمنة سواريهات وكأس عصير، أما “الميديا” والتي تتضمن “دي جي” وتصوير فيديو وتصوير فوتوغرافي وشاشة عرض تختلف أيضاً من صالة إلى أخرى بدءاً من 150 ألف ليرة لتتجاوز 300 ألف ليرة، وبهذه الأسعار التقريبية تكون كلفة العرس للعائلة المتوسطة الدخل نحو 1,000,000مليون ليرة سورية.
أما إذا قرر العروسان أن يقيما حفل زفافهما في أحد الفنادق فستتضاعف هذه التكلفة كثيراً، حيث تتراوح تكلفة الشخص الواحد بين 15000 – 22500 ليرة سورية حسب الوجبة المقدمة إن كانت دجاج أو لحوم أو حتى بوفيه مفتوح، وبالنسبة للإضاءة والتصوير تختلف حسب الشركة المنظمة، فبهذه الأسعار التقريبية تكون تكلفة العرس لـ 200 شخص فقط نحو 5 ملايين ليرة سورية فقط!
شركات لتنظيم الأعراس
بات من الرائج في سوريا استشارة شركات تنظيم الأعراس للوصول إلى ما هو جديد ومميز في هذه المناسبة المميزة، حيث أنّ أعداداً متزايدة من المقبلين على الزواج باتوا يوكلون لها مهمة تنظيم وانتقاء التفاصيل الدقيقة التي تساهم بنجاح حفل الزفاف.
وتتفاوت الأسعار من زفاف إلى أخر وفق مكانه و الإكسسوارات و الزهور والإضاءة التي يطلبها العروسان، تبدأ من 20 ألف دولار وصولاً إلى نصف مليون دولار أو ما يعادلهما بالليرة السورية.
فستان العروس.. حلماً
أما بالنسبة لفستان العرس وهو ما تحلم بارتدائه كل فتاة تعتزم دخول القفص الزوجي، فمن يمتلك سعره يقوم بشرائه ومن لا يمتلك يستأجره، وفي الحالتين يجب أن يضع العريس بحسبانه أن تكلفته تحتاج ميزانية خاصة.
يبدأ أجار فستان العروس من 300 ليتجاوز 900 ألف ليرة سورية لليلة واحدة فقط، ويتضاعف السعر في حال تم شرائه، أما تزيين العروس ليلة زفافها فتتراوح بين 70 -150 ألف ليرة سورية (شعر ومكياج).
وبالنسبة للرجل فتتراوح أسعار البدلات بين 40 -200 ألف ليرة سورية، ما جعل أغلب الشباب يستغنون عنها ويفضلون لباس “سبور شيك”.
“الكاتو” الوهمي
للحلويات و”الكاتو” أهمية كبيرة في حفلات الأعراس، إذ تراه بعض العائلات طقسا مكمّلا لبقية الطقوس الأخرى، وأن حضوره يدلّ على فخامة العرس، وتبدأ بأسعاره بـ 15 ألف ليرة دون تحديد سقف للسعر “مفتوح”.
وبسبب الأسعار الباهظة أصبحت العديد من الصالات تعتمد على وضع قالب “كاتو” هرمي للزينة “لا يأكل” وإنما فقط من أجل التصوير والتفاخر لا أكثر.
سيارة “الزفة”
اعتادت الأسر السورية أن تقيم زفة للعروسين بالسيارات ويجب أن تكون فارهة ومزينة بالورود لتدل على أنها سيارة عروسين، هذه العادة أفرزت شركات متخصصة بتأجير سيارات الزفة، فالسيارة أصبحت ضرورة وليست كمالية.
وتبدأ أسعار إيجار سيارة “الليموزين” التي يعتمدها أغلب العرسان من 50 ألف ليرة سورية فما فوق في اليوم الواحد، أما السيارات من نوع أخر فتأتي حسب نوعها و الأسعار تبدأ من 35 ألف ليرة سورية.
لا رقابة
لابد من الإشارة إلى عدم وجود رقابة على أسعار تجهيزات العرس لاسيما الصالات حيث يوجد في دمشق وتحديداً في المناطق الشعبية صالات أفراح غير مرخصة.
يؤكد مصدر في محافظة دمشق في تصريح خاص لـ”هاشتاغ سوريا” أنه قبل صدور دليل الترخيص كان هناك حوالي 42 صالة غير مرخصة، ولكن بعد صدور الدليل عام 2014 ارتفع عدد الصالات إلى 80 صالة وكلها حاصلة على ترخيص إداري وفق الاشتراطات.
وأضاف المصدر أن عقوبة عدم الحصول على ترخيص هي الإغلاق لمدة 37 يوماً، ولا تفتح الصالة إلا بعد تقديم أصحاب الصالة تعهدا موثقا لدى الكاتب بالعدل بعدم مزاولة المهنة قبل الحصول على الترخيص، ويوجد ضبوط سواء من مديرية المهن والرخص أو شرطة المحافظة وهي غرامات+ إغلاقات.
“تحويشة” العمر
“ليلة العمر” اليوم وبحسبة بسيطة ستكلف وسطيا 5 مليون ، وكحد أدنى مليون ليرة، فكيف يمكن للشباب الإقدام على الزواج في ظروف سيحتاج فيها الموظف منهم إلى سنوات طويلة ليجمع هذا المبلغ ، هذا عدا عن باقي التكاليف المرتبطة بالزواج والتي لها أول وليس لها آخر؟؟
هاشتاغ سوريا
إقرأ أيضاً: أب وابنه يحتالان بنصف مليار ليرة في دمشق