سوري يبتكر تطبيقاً لشحن الوثائق والمستندات المهمة بسرعة
أسس لاجئ سوري مقيم حالياً في تركيا يدعى أزهر المدني شركة ناشئة اسمها “شيفر”، تمكّن مواطني الشرق الأوسط من إرسال واستقبال الوثائق المهمة عبر تطبيق إلكتروني يحمل نفس اسم الشركة، فيكون كشركات الشحن والبريد لكن أسرع وأرخص، وفقاً لحديثه.
خطرت فكرة التطبيق لأزهر بعد انتقاله من حماة إلى أربيل العراق، واضطراره للحصول على الأوراق اللازمة لتسجيل ميلاد ابنته بشكل قانوني عام 2016 في سورية، فكان مجبراً على إرسال واستقبال عدة وثائق من بغداد ودمشق وحماة، لتوثيق الأوراق، واستغرق الأمر عدة أسابيع بكلفة وصلت لـ220 دولاراً، أي ثلث راتبه كمهندس مشروعات، لعدم وجود قنصلية سورية في أربيل، وفق ما نقلته عنه صحيفة “البيان” الإماراتية.
قرر أزهر إنشاء مجموعة واتساب تضم لاجئين ومهاجرين آخرين من حماة يعيشون في أربيل، بما يمكّنهم من تنسيق عمليات الشحن والتوصيل بين العراق وسورية فيما بينهم، قبل أن يتطور الأمر إلى إنشاء تطبيق يقوم على إيجاد مسافر تكون وجهته الأساسية البلد التي يحتاجها شخص آخر للحصول على مستند ما أو إرسال أوراق إليها لتوثيقها، فيجمع التطبيق بين المسافر والعميل معاً، ليتفقا على مكان استلام وتسليم الوثائق والمستندات مقابل رسوم رمزية.
وشرح مبتكر التطبيق آلية عمل “شيفر”، قائلاً “لنفترض أنك سوف تسافر من بيروت إلى بغداد، فكل ما عليك فعله هو إنشاء حساب مرسال على تطبيقنا، وإدخال تاريخ سفرك، وليكن في الشهر القادم، وإبداء استعدادك لحمل وزن إضافي قدره 2 كيلو غرام، وإن كان هناك عميل يبحث في التطبيق عن مرسال لإرسال مستندات في نفس التاريخ ولنفس الوجهة، فسيتواصل معك، ويكون قد عثر على الشخص المناسب”.
وتعمل “شيفر” حالياً ككيان غير ربحي، حيث يتفق المرسال والعميل على السعر وطريقة الدفع فيما بينهما، لكن بمجرد اكتمال الإصدار الجديد من التطبيق في أكتوبر (تشرين الأول) 2019، ستتوفر به إمكانات للدفع وستأخذ “شيفر” عمولة تتراوح بين 15 – 20 % من المبلغ المدفوع، وستحدد أسعار خدماتها وفقاً لعدة معايير، كالمسافة وسرعة التسليم ومدى صعوبة تسليم الطرد للمستخدم النهائي.
ويقول أزهر (30 عاماً)، إن “شيفر” في بداية انطلاقها كانت تستهدف تقديم خدماتها لأبناء الجاليات السورية في دول الجوار، مثل العراق ومصر والسعودية، ولكنها استطاعت أن تحقق انتشاراً كبيراً يفوق المستهدف، حيث بلغ عدد المستفيدين من خدمتها وتطبيقها المتاح على أنظمة تشغيل “أندرويد” و”آي أو إس” نحو 1,000 عميل، موزعين على 350 مرسالاً، و650 عميلاً قاموا بنقل وثائقهم عبره.
اقرأ أيضا: ’الفيسبوك‘ سبباً للطلاق في اللاذقية..
وانطلقت “شيفر” أولاً من مقرها في أربيل العراق، ثم انتقلت إلى مقرها الحالي في إسطنبول بتركيا، وذلك بسبب التكلفة العالية التي يتطلبها تسجيل الشركات التجارية في العراق، إضافةً إلى معوقات فتح حساب بنكي كلاجئ سوري، وفق ما أضافه أزهر.
وفي نهاية 2018، احتلت “شيفر” السورية المركز الأول في مسابقة رحلة الشركات الناشئة “Startup Roadshow” التي تنظمها “منظمة جسور” و”مؤسسة سبارك” العالمية، بهدف دعم اللاجئين، وفارت بجائزة قيمتها 8,000 دولار.
وفازت أيضاً بجائزة “ابتكر من أجل اللاجئين”، قيمتها 20 ألف دولار، وقدمها منتدى “إم. آي. تي” لريادة الأعمال، والذي أُقيم في عمّان الأردنية يناير (كانون الثاني) الماضي.