السبت , مارس 15 2025

Notice: Trying to get property 'post_excerpt' of non-object in /home/shaamtimes/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

فصل مهم في معركة الحسم بإدلب

فصل مهم في معركة الحسم بإدلب

بعد عدة محاولات، تمكن الجيش السوري من انتزاع السيطرة على بلدة الهبيط الاستراتيجية في ريف إدلب في خطوة وصفت بأنها أهم تقدم للجيش في إدلب منذ بداية هجومه قبل ثلاثة أشهر.
تعد الهبيط البوابة المؤدية إلى ريف إدلب الجنوبي، وإلى الطريق السريع الرئيسي بين دمشق وحلب، ونقطة ربط مهمة بين شمال سوريا وجنوبها وبين شرقها وغربها.

وبالسيطرة على هذه النقطة أصبحت القوات السورية على بعد بضعة كيلومترات من مدينة “خان شيخون” كبرى مدن إدلب، ومركز الثقل الأساسي المتحكمة في شرايين الخطوط الدولية الرئيسية بين حلب وحمص ودرعا واللاذقية، فضلا عن أنها ستقطع خطوط الإمداد الرئيسية من تركيا إلى الجماعات المسلحة في المنطقة.

عملية استعادة الهبيط كلفت الجيش السوري حياة ثلاثة وعشرين جنديا ومئات الضربات باستخدام سلاح الجو والمدفعية في معركة محفوفة بالمصاعب حيث حاولت تركيا عبر حلفائها من جماعات المعارضة المسلحة إقامة نقاط مراقبة عسكرية حول خطوط المواجهة في جيب المعارضة الأهم.

ويتركز مقاتلو المعارضة الآن في الجيب الشمالي الغربي، الذي يشمل إدلب وأجزاء من حلب وحماة واللاذقية، ووجودهم ضعيف في الجنوب الشرقي قرب الحدود مع الأردن.

وبعودة إدلب إلى كنف الحكومة السورية سيكون حلم إقامة إمارة إسلامية في المحافظة قد سقط سقوطا مدويا، وربما سيضع خط النهاية للطموحات التركية في سوريا لتتوقف عند حد مقاومة العمليات الكردية على الحدود الشرقية.

قال الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء يحيى سليمان إن: “بلدة الهبيط هي أهم موقع استراتيجي كانت تسيطر عليه الجماعات المسلحة حيث تتحكم بعدة طرق مواصلات رئيسية تربط شمال سوريا بجنوبها وشرقها بغربها وتقع على طريق حلب دمشق، وسيفتح سقوطها آفاقا لعملية سحق داعش والجماعات الإرهابية في إدلب، مشيرا إلى أن “استعادة خان شيخون ستكون أسهل حيث تتميز الهبيط بطبيعة جغرافية معقدة”.

وأوضح سليمان أن: “عدم وفاء الجانب التركي بالتزامات اتفاق سوتشي على مدار عام كامل دفع القوات السورية لاتخاذ الخيار الاستراتيجي بالبدء في تحرير إدلب على مراحل، بدأ من فتح الطرقات الدولية المنصوص عليه في اتفاق سوتشي ووصولا إلى نزع السلاح الثقيل والمتوسط، وإذا لم يتم التنفييذ بموجب اتفاق سوتشي فسينفذ بالقوة”.

قال الكاتب والمحلل السياسي التركي مصطفى حامد أوغلو إن: “موضوع إدلب لن يتنهي بسهولة، والفصائل المسلحة تعتبر أن بقائها هناك “مسألة حياة أو موت” وهناك أخذ ورد فضلا عن أن تركيا “لا تقبل بأن يكون هناك اجتياح عسكري” مشيرا إلى أن “الحكومة السورية والحليف الروسي يريدان الاستعجال وتحقيق نصر عسكري سريع على الأرض، وهذا التحريك للموقف والضغط العسكري يسبق عادة أية مفاوضات”.

وأشار أوغلو إلى أن “الحل في إدلب لابد أن يكون سياسيا، ولايمكن تجاوز الدور التركي” مشيرا إلى أن “الحل العسكري يخيف تركيا لما قد يترتب عليه من موجات نزوح جديدة”.

قال الدكتور بيير عازار الخبير في الشؤون الجيوسياسية والاقتصادية إن :”تركيا ارتكبت هفوة استراتيجية كبرى” عندما وضعت سوريا ضمن مجال أمنها القومي، وهذا “أكبر خطأ حصل في هذه الحرب الكونية على سوريا عاصمة المشرق العربي التي لايمكن دمجها في مجال الأمن التركي” مشيرا إلى أن وصول الجيش السوري إلى العمق في إدلب يؤشر إلى “نهاية أي طموح تركي لإقامة منطقة حظر جوي أولاقتطاع مناطق هائلة في سوريا من شرق الفرات إلى الحسكة، ويضع نهاية لمشروع تقسيم سوريا وبالتالي تقسيم المنطقة، وهو أيضا إعادة تصويب للبعد الاستراتيجي لمفهوم الأمن القومي التركي، الذي أخطأ بإدراجه سوريا ضمن مجال الأمن القومي”.

وحول الموقف الدولي أكد عازار أن “هناك فراغ داخل اروقة الفكر الاستراتيجي الأمريكي قبيل الانتخابات، وهناك ترحيب أوروبي بالقضاء على المسلحين الأجانب داخل أرض سوريا وقد أعطت أوروبا الضوء الأخضر في هذا للرئيس السوري بشكل غير مباشر.

وتوقع عازار أن تلعب سوريا، التي اكتسبت خلال هذه المعارك خبرات هائلة، دورا أقليميا مهما بمجرد انتهاء المعارك “خاصة في اليمن التي يتمتع فيها الرئيس الأسد بنفوذ كبير” كما انها ستلعب “دورا مهما في العلاقات الإيرانية السعودية”.

إعداد وتقديم: جيهان لطفي

سبوتنيك

اقرأ أيضاً: عبد الباري عطوان: هذه هي تحضيرات محور المقاومة للحرب بلسان شاهد عيان!