الجمعة , نوفمبر 22 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

الحرب بدأت رسمياً

الحرب بدأت رسمياً

ورّط رئيس الحكومة الإسرائيلية ​بنيامين نتانياهو​ نفسه في ساحة لبنان. كانت هذه الساحة محيّدة عن الإشتباك القائم بين تل أبيب و”محور المقاومة”، لكن الإسرائيليين ارسلوا طائرتين لم تُعرف طبيعة المهمة العدوانيّة لهما: لإغتيال أحد قادة “​حزب الله​”، أو لإرسال إشارة ناريّة ل​إيران​، أو لإيحاء نتانياهو بقدرته على توسيع ساحات المعركة.

بجميع الأحوال، غيّر الإسرائيليون من قواعد الإشتباك مع لبنان التي فرضتها نتائج حرب تموز عام 2006. سيدفع نتانياهو الثمن اولا بسقوطه في صناديق الإقتراع الإسرائيلية.

قد يكون “محور المقاومة” إتخذ قرار إسقاط نتانياهو لضرب “​صفقة القرن​” التي تعتمد عليه كشريك اول لإدارة ​الولايات المتحدة​ الأميركيّة في فرض الصفقة. ومن هنا كان كل تركيز الامين العام لحزب الله ​السيد حسن نصرالله​ على هذا الهدف من خلال إطلاق تحذيرات للإسرائيليين ورمي كرة المسؤوليّة كاملة في ملعب رئيس حكومتهم.

سيعي المستوطنون أنّ نتانياهو يقودهم الى هلاك لا يستيطعون تحمّل نتائجه في أي اتجاه لبناني او سوري او فلسطيني او عراقي. هذه المرّة ستكون إسرائيل عرضة لهجمات جديدة في حرب غير كلاسيكيّة ولا تقليديّة مع محور يمتد نفوذه على مساحات تلك الدول عبر طائرات مسيّرة او صواريخ مُرسلة او مواجهات محصورة بنطاق محدّد.

بإختصار ان الإحتمالات القائمة على المواجهة مفتوحة، ولا مجال للتراجع لا إسرائيليا، لأن ذلك يعدّ إستسلاما وهزيمة لنتانياهو، ولا إيرانيا، لأنه يعد إستكمالا لشد الطوق حول طهران، ولا عند “حزب الله” بعد شرح نصرالله مخاطر الإستهدافات الإسرائيلية.

فما هو موقف الأميركيين الداعمين لإسرائيل؟ بالطبع ستكون الولايات المتحدة داعمة لتل أبيب، لكن حدود الدعم لن تكون متهوّرة في حرب عسكريّة مفتوحة لا تحبّذها الإدارة الأميركيّة الساعية لإستثمار الحصار على إيران، لا خلط الأوراق الشرق أوسطيّة وتمدد نفوذ “محور المقاومة”.

واذا كانت اسرائيل ستواجه وحدها، فهي لا تتحمل حسم جبهة غزّة، فكيف الحال مع الجبهات الموسعة المصنّفة في خانة الأشد والأقدر؟.

اقرأ المزيد في قسم الاخبار

فلنفترض ان “محور المقاومة” قرّر الرد بالجملة، رغم التدخل الأميركي. عندها ستكون القوّات الأميركّية في ​العراق​ وشرق ​سوريا​ مهدّدة. ولن تسلم أيّ مدينة او مستوطنة إسرائيليّة من الطائرات المسيّرة او الصواريخ المرسلة.

فهل يتحملان في وقت يسعى فيه الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​ للحدّ من الصرف المالي؟ هذا ما تعرفه قيادات “محور المقاومة”، الّتي باتت لا تهتم لخسائر جزئيّة هي أهون عليها من حصار مفروض وإستهدافات عدة تتجاوز الخطوط الحمراء.

ستقف الشعوب مع “محور المقاومة” لأسباب عدة، اهمها: لم تعد تتحمل ستاتيكو الوضع القائم، لا سياسيا ولا إقتصاديا ولا أمنيا. فلا يوجد رؤساء لخمس دول عربيّة الآن. ولا يمكن لتلك الشعوب ان تصبح اسيرة الطائرات الإسرائيليّة او الإستهدافات المتكررة.

علما ان القاعدة الشائعة تقوم على اساس: المخارج تُصنع في رحم شدة المعارك والحروب. ولا بد من مخارج لكل الأوضاع الإقليمية. واذا كان العالم يتفرج على الإشتعال الاقليمي القائم منذ عام 2011، فهو لا يتحمل ان تشتعل اسرائيل اياما فقط.

لذلك، هناك من يقول: اهلا بالحرب غير التقليديّة التي ستسقط نتانياهو ومعه “صفقة القرن” وتتدرج بعدها المخارج. ولن تكون روسيا بعيدة عن المساهمة في إيجاد تلك المخارج لأنّ نفوذها واسع في الإقليم ولا تقبل بشطبه فجأة بعد خطوات وتقديمات دفعت اثمانها دما ومالاً. فسقوط النفوذ الروسي سيجرّ تداعيات خطيرة على موسكو لاحقا، وهذا ما يعزز من فرضيّة التحرك الروسي لوأد الإشتعال حين يشتد.

النشرة-عباس ضاهر