سورية السادسة عالمياً بإنتاج التين.. حقائق اقتصادية مثيرة حول الفاكهة السورية
ارتفعت توقعات إنتاج التين في سورية لهذا العام ألف طن عما تم إنتاجه في العام الماضي، حيث وصل الإنتاج الكلي في عام 2018 مثلما أوضح لنا مدير التخطيط والإحصاء في وزارة الزراعة هيثم حيدر، إلى / 38 / ألف طن، بينما من المتوقع أن يصل الإنتاج لهذا العام إلى / 39 / ألف طن.
وفي الواقع يمتاز موسم التين في سورية بعدم الاستقرار، ففي كل عام يسجل الموسم رقماً مختلفاً صاعداً هابطاً، يتراوح غالباً بين أربعين إلى خمسين ألف طن سنوياً.
ففي عام 2012 وصل الإنتاج إلى / 50 / ألف طن، محققاً زيادة وصلت إلى / 9 / آلاف طن عن عام 2010 حيث كان الانتاج في ذلك العام / 41 / ألف طن، وعلى أساس هذا الحجم في الإنتاج تمّ تصنيف سورية كسادس دولة في العام بإنتاج التين، بعد كل من تركيا ومصر والجزائر وايران والمغرب، وتليها بعد ذلك أسبانيا التي وصل إنتاجها إلى / 36,380 / ألف طن.
وتشير بيانات الإنتاج النباتي في وزارة الزراعة إلى أن المساحة المزروعة بالتين كانت 10 آلاف هكتار في عام 2000 بعدد أشجار بلغ 2.6 مليون شجرة بلغ المثمر منها 2.4 مليون شجرة، فيما وصل الانتاج في ذلك العام الى 44 الف طن لتتراجع المساحة المزروعة في عام 2005 الى 9.9 ألاف هكتار بعدد أشجار بلغ 2.6 مليون شجرة المثمر منها 2.2 مليون شجرة وليتزامن ذلك بارتفاع كمية الانتاج الى 50 ألف طن، كما حصل تراجع آخر في المساحة المزروعة بالتين في عام 2010 فبلغت 9.7 ألاف هكتار وعدد الأشجار 2.6 مليون شجرة المثمر منها 2.4 مليون شجرة ولينخفض الانتاج الى 41 الف طن.
أما بالنسبة للصادرات فتشير البيانات إلى أن أكبر كمية مصدرة للتين الطازج بلغت نحو 12 ألف طن في عام 2008 وشكلت نسبة 30٪ من انتاج العام المذكور فيما تراجعت الكمية المصدرة الى 5،4 ألاف طن في عام 2009 مشكلة نسبة 10٪ من الانتاج للعام ذاته كما شكلت نسبة التصدير للأعوام من 2003 وحتى 2005 نسبة 10٪ من الانتاج في هذه الأعوام.
اقرأ أيضا: برلماني إيراني: هناك مشكلات بالعلاقات الاقتصادية مع سورية
وهذه الكميات تقع ضمن حدود الكميات المتاحة للتصدير والمقدرة بنحو 15 ألف طن.
ويعتبر من أكثر الفواكه كمالاً من حيث القيمة الغذائية ولا يحتوي على الدهون والكولسترول وإنما على نسبة عالية من الألياف والمعادن وقدراً كبيراً من الطاقة كما يحتوي التين المجفف على عنصري أوميغا 3 وأوميغا 6 الضروريين للصحة.
ويتوزع انتاج التين على عدة اشهر ويتوفر في الأسواق اعتباراً من شهر تموز وحتى تشرين الثاني وتبلغ ذروة انتاجه في منتصف شهر آب – أي في هذه الأيام – وحتى نهاية شهر أيلول.
وتشير بعض الدراسات إلى أن عدد أصناف التين في سورية تصل إلى 84 صنفاً تنتشر زراعتها في مختلف المحافظات السورية حيث تتأقلم أشجار التين مع البيئة المحلية وسهولة زراعتها وعدم حاجتها للمزيد من العناية.
ومن أهم الأصناف المحلية السورية دعيبلي، كعب الغزال، شامي، عبيدي، غزلاني، بياضي، صفراوي، حمريني، زرّيقي، والسوّادي، غرزي، قرعيني، غزيلي، دنيبي، شنشاري، بشاري، البريغلي، برطاطي، خضيري، ..إلخ وهي أسماء تختلف باختلاف المناطق فلكل صنف تسميته المحلية.
والتين بالإضافة إلى استهلاكه طازجاً فيمكن تجفيفه، أو صناعته كصنفٍ مرغوب من أصناف الكونسروة.
يصل سعر الكيلو غرام في السوق حالياً / 600 / ليرة سورية بشكل وسطي، فهناك أصناف تباع بخمسمئة ليرة، وأصناف أخرى بستمئة وسبعمئة وثمانمئة، فإذا اعتبرنا أن وسطي السعر / 600 / ليرة، فهذا يعني أن قيمة إنتاج سورية من التين لهذا العام تصل إلى 600 x 39000 طن = 23 مليار و 400 مليون ليرة سورية، هذا بسعر المستهلك بشكل طازج، وفي حال القيام بتصنيعه في المنازل أو في مصانع الكونسروة، أو تجفيفه، أو تقطيره، فإنه يكتسب قيماً مضافة أخرى.
الجدير ذكره أن إنتاج العالم من التين يصل إلى حدود المليون طن فقط، وليس متأكداً مدير التخطيط والإحصاء في وزارة الزراعة / هيثم حيدر / فيما إن كانت سورية ما تزال تحتفظ بمركزها كسادس دولة في العالم بإنتاج التين، ولكن إنتاج أسبانيا – الدولة السابعة في العالم – ما يزال أقل من تقديرات إنتاج سورية لهذا العام، وحتى أقل من الإنتاج الإجمالي من التين في سورية عام 2018، الأمر الذي يرجّح بأن سورية ما تزال تحتفظ بموقعها كسادس دولة في إنتاج التين بالعالم.
سيريا ستيبس