أردوغان.. ومصْيَدة “خان شيخون”!!!..
حاول “أردوغان” الاستثمار في سيطرة أداة الفوضى على “إدلب”، ظنّاً منه أنّه قادر على السيطرة عليها، فدعمها وغذّاها وعمل على تدريبها جيّداً، كي تكون مثمرة في لحظة الاستثمار المطلوبة!!..
-كان الاختبار الأوّل بعد “اتفاق سوتشي” حين كان “أردوغان” ضامناً في سبيل تنفيذه، حيث أنّ جوهر هذا الاتفاق يقوم على تبريد المنطقة، ووضع خطوط محدّدة وواضحة لحركة أداة الفوضى تلك، باعتبار أنّ “أردوغان” قدّم نفسه ضامناً لهذه الأداة!!..
-لم يلتزم “أردوغان” بذلك، أو دعونا نقول بأنّه لم يستطع الالتزام بذلك، كون أنّ الأداة نفسها أضحت محكومة بـ “فائض عنف” كبير لم تكن أطراف العدوان واعية له تماماً، وذلك حين حذّر الرئيس بشار الأسد منه، في مطلع العدوان على المنطقة، معتبراً أنّ الذين سيدفعون بهذا الاتجاه يظنون أنّهم قادرون على التحكم به، ويعني به مشروع الفوضى وأداته الرئيسيّة!!..
اقرأ المزيد في قسم الاخبار
-لم يكن “أردوغان” يظنّ للحظة واحدة أنّه بمقدور الرئيس بشار الأسد الدخول إلى جغرافيا “إدلب” دون موافقة منه، وبالتالي فإنّ “إدلب” كانت تعني لـ “أردوغان” الكثير، وكان يضعها قبالة “شرق الفرات” ورأس “الأكراد” فيها!!..
-لقد فاجأ الرئيس الأسد الجميع بدخوله الخاطف إلى مدينة “خان شيخون”، وعلى رأس هؤلاء جميعاً “أردوغان” ذاته، باعتبار أنّه كان مدركاً إدراكاً كاملاً أنّ هذه الجغرافيا لا يمكن لها أن تضعف أمام الجيش العربي السوريّ، ثمّ أنّها جغرافيا تمّ تأمينها بنقطقة مراقبة تركية تبقى ضامنة لعدم دخول الجيش العربيّ السوريّ إليها، خاصة وأنّ النقطة ذاتها محميّة بـ “اتفاقات” مع حلفاء السوريين، وبالتالي فإنّ دخولها أو استردادها من قبل الرئيس الأسد يبقى ضرباً من ضروب الخيال!!..
-الواقعة الكبرى وقعت على رأس “أردوغان”، وحصل ما لم يكن بالحسبان، الأمر الذي قلب حساباته جميعها، ولم يعد قادراً على فهم حقيقة السيطرة التي تفرضها أداة الفوضى التي عوّل عليها إمكانية تأمين المقايضة على النار المشتعلة في “شرق الفرات”!!!..
-لم يكن أمام “أردوغان” إلا الإسراع لمقابلة “بوتين”، متناسياً اتفاقه مع “الأمريكيّ” حول “المنطقة الآمنة”، والتركيز مع “بوتين” على شيء واحدٍ وهو أنّه، أي “أردوغان”، يريد “إنهاء البؤر الإرهابيّة في سوريّة”، لماذا، لأنّ “أردوغان” أدرك أنّ تعويله على أداة الفوضى تلك لم يعد مفيداً!!!..
-لهذا نحن محكومون قريباً بمشهد سياسيّ مختلف تماماً عمّا كانت عليه المنطقة قبل مصيدة “خان شيخون”، بمعنى أنّ “أردوغان” سوف يغيّر من تموضعه السياسيّ لجهة الحاصل في “إدلب”، سعياً نحو عناوين جديدة تتجاوز العناوين السابقة تماماً!!..
-نعم.. لقد نجح الرئيس الأسد في دفع “أردوغان” بعيداً عن حساباته القديمة، وتجريده من إمكانيّة التعويل على أداة الفوضى في “إدلب”، لهذا فإنّ المشهد السياسيّ القادم وخلال أسابيع قليلة، سوف يضع الصراع والمواجهة الحاصلة في مكان مختلفٍ عمّا كان عليه سابقاً!!..
خالد العبود..