“تل تمر”.. عقدة مواصلات هامة استراتيجياً يعمل الجيش السوري على تطويقها
إلى الشمال من مدينة الحسكة بحوالي 40 كيلومتراً تقع بلدة تل تمر، التي تتمع بأهمية استراتيجية، كونها عقدة مواصلات طُرقية، وتشهد منذ حوالي أسبوعين تحركات في داخلها من قبل قوات الجيش السوري ومحيطها من جانب فصائل ما يسمى “الجيش الوطني” التابع لتركيا.
تعتبر البلدة أولى المناطق التي دخلتها قوات الجيش السوري وانتشرت فيها، بموجب الاتفاق الذي وقعته دمشق مع “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، بالتزامن مع عملية “نبع السلام”، التي أطلقها الجيش التركي، في 9 من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وجاء دخول قوات الجيش السوري إليها، في ذلك الوقت، كونها نقطة متقدمة باتجاه المناطق التي سيطرت عليها فصائل ما يسمى “الجيش الوطني”، والتي كانت آخرها مدينة رأس العين، التي تبعد عن تل تمر قرابة 35 كيلومتراً.
عقدة مواصلات
تعتبر “تل تمر” عقدة مواصلات في محافظة الحسكة، ويتفرع منها طريق حلب (M 4) إلى الحسكة و القامشلي، ويمر فيها طريق رأس العين الحسكة، وتبعد 40 كيلومتراً عن الحسكة و 35 كيومتراً عن رأس العين.
ونظراً للأهمية الاستراتيجية التي تتمتع بها، تحاول فصائل ما يسمى “الجيش الوطني”، المدعومة من تركيا الوصول إليها، في إطار المعارك التي تخوضها في محيط مدينتي رأس العين وتل أبيض، بمحاذاة الطريق الدولي حلب- الحسكة.
وبحسب ما توحي به الوقائع الميدانية على الأرض، تريد فصائل “الجيش الوطني” الوصول إلى تل تمر، من أجل السيطرة عليها، والتي تفضي إلى تأمين الجهة الجنوبية من مدينة رأس العين بشكل كامل، فيما تتطلع إلى السيطرة على عقدة المواصلات الطرقية، والتي تم ذكرها سابقاً.
وكان ما يسمى “الجيش الوطني” قد أعلن في الأيام الماضية السيطرة على عدة قرى وبلدات في محيط رأس العين من الجهتين الشرقية والجنوبية، وذلك رغم التوصل لاتفاق “سوتشي”، بين تركيا وروسيا، والذي قضى بتعليق عملية “نبع السلام”، وانسحاب “قسد” بعمق 30 كيلومتراً عن الحدود.
تطويق استباقي
إلى جانب ما سبق، تشهد بلدة تل تمر تحركات بداخلها من قبل “قسد” وقوات الجيش السوري، والتي انسحبت منها، الأربعاء الماضي بشكل غير معلن، خلال المواجهات مع ميليشيا “الجيش الوطني”، لتعود اليوم وتعلن أنها تعمل على تطويق البلدة من الجهتين الشمالية والشرقية.
وذكرت وكالة الأنباء (سانا) امس الأحد، أن “وحدات الجيش قامت بنشر طوق يمتد من الجهة الغربية وصولاً إلى الجهة الشمالية الشرقية بريف بلدة تل تمر، لتأمين المنطقة وصد أي عدوان محتمل عليها من قبل الاحتلال التركي ومرتزقته”.
اقرأ الميد في قسم الاخبار
وأضافت الوكالة، أنه “تم تعزيز النقاط في قرية أم الكيف شمال غرب تل تمر، ونقاط في قرية خشم زركان شمال البلدة، وصولاً إلى قرية مجيبرة زركان في الجهة الشمالية الشرقية على طريق تل تمر القامشلي”.
وكانت قوات الجيش السوري قد انتشرت خلال الفترة الماضية على الحدود السورية- التركية بريف الحسكة الشمالي، من ريف رأس العين غرباً وصولاً إلى القامشلي.
وبحسب الرواية الرسمية، فقد ثبتت قوات الجيش السوري، نقاطها على محور يمتد بنحو 90 كيلومتراً.
وتنتشر قرى آشورية على الطريق الواصل بين تل تمر ورأس العين هي: تل طويل و تل جمعة وتل كيفجي و تل قربيط.
أما بقية القرى: أم الكيف، العريشة، السودة، الصالحية أم العصافير، تل ذياب، السفح، القصير، الحلبية، الأسدية، مشرافة، غالبيتها عربية، عدا الصالحية التي تعتبر مختلطة بين العرب والكرد.
وتعتبر “تل تمر” أكبر تجمع قروي آشوري على ضفاف نهر الخابور، وتعد الرابط الرئيسي ما بين دول الجوار الثلاث لبنان- تركيا- العراق، كونها عقدة مواصلات هامة استراتيجياً.
وكالات