انطلاقة غير موفقة لـ«باب الحارة».. فوضى واعتداء ودريد لحام يغادر!
بعد أخذ ورد، قررت الشركة المنتجة لمسلسل «باب الحارة» إنجاز جزء جديد من العمل الشامي الشهير قبل شهرين من حلول الموسم الدرامي الرمضاني، بحلّة جديدة بناء على تصريح القائمين عليه خلال مؤتمر صحفي أقيم مساء الثلاثاء الماضي.
هذا «المؤتمر» اتسم بالغرابة الشديدة والفوضى العارمة، ولم يشبه شكلاً ولا مضموناً ما يحق لنا أن نطلق عليه مؤتمراً صحفياً.
قبل بداية المؤتمر الذي تأخر نصف ساعة، تعرض أحد الزملاء للاعتداء من بعض موظفي الشركة المنتجة وتمت مصادرة هاتفه الشخصي بحجة «ممنوع التصوير» وتم منعه من الدخول، قبل أن يتدخل مخرج العمل ويحل المشكلة.
وعندما دقت ساعة البداية، وبعكس ما تم الاتفاق عليه مسبقاً، طُلب من الممثلين قاسم ملحو ونجاح سفكوني النزول من المنصة رغم أنهما بطلا العمل، ليجلسا مع الإعلاميين ويحل محلهما صالح الحايك وأمية ملص في حركة غير مفهومة أصلاً.
والأشد غرابة، هو ما طلبه فريق العمل من الإعلاميين بالعودة إلى الصفوف الأخيرة بحجة حضور أعضاء مجلس الشعب للمؤتمر وتخصيص الكراسي الأولى لهم، لنفاجأ بأن أحداً منهم لم يأت، وبأن هذه الكراسي كانت محجوزة لممثلي هذا العمل، والذين انحصرت مهمة بعضهم خلال المؤتمر بالتصفيق بمناسبة أو من دون مناسبة، إضافة إلى كيل عبارات المديح للمنتج والتدخل عند كل سؤال ومقاطعة أسئلة الصحفيين في مهمة واضحة للدفاع المستميت عن العمل حتى قبل انطلاقه، الأمر الذي شوش مجريات المؤتمر.
أكثر ما يلفت في هذا المؤتمر أن الفنان الكبير دريد لحام غادر المؤتمر بعد عشر دقائق فقط على البداية، من دون أن يكلّف أحد نفسه لسؤاله عن سبب هذه المغادرة احتراماً لقيمته الفنية الكبيرة، فمرت الحادثة مرور الكرام وكأن شيئاً لم يحدث، علماً أنه دعي كضيف شرف بهدف كسب شرف مشاركته في الجزء الحادي عشر من العمل.
أحد موظفي الشركة لم ترق له الأسئلة، فكان يطالب بإسكات الصحفيين بطريقة مستفزة لا تمت بالرقي والأخلاق بصلة.
تشوق وإثارة
تتصاعد أحداث الجزء الجديد في التشويق والإثارة، زمن الاحتلال الفرنسي لسورية عام 1945، وهو عمل بيئي شامي مبني على الحب والكراهية والعنف وحب التملك وسيطرة القوي على الضعف، مؤلف من 30 حلقة، مدة كل حلقة 40 دقيقة.
ويعالج العمل حسب صنّاعه قصصاً وحكايات شعبية في الحواري الدمشقية بما فيها من علاقات اجتماعية وصراعات وحكايات بطولة شائقة، كما يسلط الضوء على الاحتلال الفرنسي الذي بات وشيكاً في الخروج من البلد بعدما نهب خيراتها وقتل شبابها وفكك تلاحم أناسها وعمد إلى البقاء فيها بقوة السلاح.
عملية تجديد
بدايةً، أكد المخرج محمد زهير رجب أن الجزء الحادي عشر هو استمرارية للجزء العاشر بعملية تجديد حاولنا فيها جاهدين تقديم عمل يرقى لمستوى المشاهد في العالم العربي.
ورأى أن تجربة الجزء العاشر احتاجت لجهد كبير للوصول إلى هذه النتيجة، واعداً بأن يكون العمل بجزئه الجديد بمستوى أهم وأكثر تشويقاً.
كما أعلن انضمام عدد من نجوم العمل السابقين وهم مجموعة زهير رمضان وسحر فوزي ورنا الأبيض ورامز عطا الله، إضافة إلى عدد من الوجوه التي لم يسبق لها المشاركة في العمل مثل رضوان عقيلي، كاشفاً أن الشركة مازالت تفاوض عدداً من النجوم للالتحاق بالعمل، على أن يكون العمل جاهزاً للعرض في شهر رمضان.
وأكد أن مشاركة الفنان دريد لحام في العمل واردة، كاشفاً أن العديد من النجوم الأساسيين السابقين اتصلوا وأبدوا رغبتهم في العودة إلى العمل، مبدياً ترحيبه بكل من يرغب في الانضمام.
وقال إنه لا يعتمد بالحكم على نجاح العمل على مواقع التواصل الاجتماعي ولا على بعض المغرضين ولا على بعض الأقلام الصفراء والمتحزبين لذاك الشخص أو ذاك.
وأوضح أن العمل بطولة جماعية، وأن كل ممثل ينجح بدوره هو نجم، وبالتالي كل ممثلي الجزء العاشر والحادي عشر هم نجوم.
أفلام كرتون
الكاتب مروان قاووق قال إننا انطلقنا من الجزء العاشر لإحياء «باب الحارة»، لأن بسام الملا أماته، وحوله من جزئه السادس وحتى التاسع إلى أفلام كرتون، وأعدكم بأن الجزء الحادي عشر سيكون أقوى الأجزاء، وبأن المرأة الدمشقية ستظهر بشكل أقوى، وستعطي مكانتها الحقيقية الثقافية والاجتماعية والسياسية.
وأكد أن الجزء العاشر عرض على أكثر من 17 قناة عربية كبيرة في رمضان وبعده.
رسائل فنية
بدوره، أكد الممثل زهير عبد الكريم أن علينا خلال المؤتمر تقديم رسالة إنسانية وأخلاقية ووطنية، بحيث لا يتحول إلى مهاترات وكلام عن الناس، وخاصة أن الفنانين السوريين قسوا على بعضهم كثيراً عبر مواقع التواصل الاجتماعي بمستوى غير أخلاقي، ولا يجوز لفنان أن يحقّر زملاءه أو يكذبهم أو يحقرهم، ولذلك علينا أن نكون على قدر المحبة والإنسانية.
وتمنى أن يعرض العمل على الشاشة المحلية فقط، بشرط أن تعود تكلفة العمل مع الربح إلى المنتج، بمشاركة شركات تجارية داعمة وراعية وممولة.
وتحدث عن أجزاء العمل السابقة قائلاً: إنها لم تقدم الحقيقة وكانت بعيدة عن الواقع الدمشقي، مضيفاً: اشتغلت في الجزء الخامس لأن الشخصية أعجبتني، وحقق نجاحاً عبر عشرة مشاهد فقط.
طقس رمضاني
الممثل صالح الحايك أشار إلى أن «باب الحارة» أصبح طقساً رمضانياً، وجزءاً من حياة الناس اليومية، وهو عمل متميز عن كل الأعمال، ومن لا يحبه فليتابع غيره.
تجربة ممتعة
أما الممثلة نظلي الرواس فعبرت عن استمتاعها بخوض تجربة «باب الحارة» في جزئه العاشر ووصفتها بالإيجابية والجميلة.
وأكدت أنها تابعت العمل عبر الجزأين الأولين فقط، لأنها بالأصل لا تتابع التلفزيون كثيراً، وعندما قرأت النص أعجبت بالشخصية لأنها خارجة عن المألوف.
وبينت أن الجزء العاشر كان منفصلاً عن الأجزاء السابقة، وأنها بنت البيئة الشامية وقدمت شيئاً يمثلها وقريباً منها.
بنت الشام
ورأت الممثلة تولين البكري أنه يحق لها التحدث عن أعمال البيئة الشامية لأنها بنت الشام ولأنها من مؤسسي هذه البيئة منذ مسلسل «أيام شامية».
وقالت: لأنني بنت الصالحية، فإنني أعمل في هذه البيئة بشكل صحيح وحقيقي، ولذلك عندما شعرت أن الأجزاء السابقة تضمنت مبالغة وتهميشاً للمرأة السورية اعتذرت عن المشاركة، ومن الممكن أن أعتذر عن أجزاء لاحقة إن لم تكن ذات مصداقية عالية، وقد شاركت في الجزء العاشر لأن المرأة كانت حاضرة بقوة بكلمتها وخوفها على بيتها وأولادها.
الوطن