الأربعاء , نوفمبر 27 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

كورونا: اسم أطاح بشركة بيرة وكان ضربة حظ موفقة لشركة شوكولاتة مصرية

كورونا: اسم أطاح بشركة بيرة وكان ضربة حظ موفقة لشركة شوكولاتة مصرية

ذُعر الناس كثيرًا بسبب الأمراض التي أطاحت ببلادٍ بأكملها من قبل، فلكل زمان مرض ما يظن البشر أنه سيكتب نهاية البشر، وتغلق الأرض آخر صفحاتها عن كائنٍ سكنها لفترة من الزمن، وهو الإنسان. حدثنا التاريخ عن الطاعون والكوليرا والجدري وغيرها من الأمراض التي قضت على البشر في وقت ما من التاريخ، واليوم يضيف التاريخ مرضًا جديدًا، أثار ضجة عارمة في أنحاء العالم.

إنه فيروس “كورونا” الذي سبب ذعر للبشر وأزمات للشركات والاقتصاد بشكل عام. لكن في نفس الوقت كان ضربة حظ موفقة لشركات أخرى، إليك نموذجين لشركتين، إحداهما عانت مبيعاتها من الكورونا والأخرى شهدت نجاحًا كبيرًا في المبيعات، والسبب في توفيق أو إخفاق إحداهما كان اسم “كورونا”.

شركة كورونا للبيرة

لم يكن البشر فقط هم ضحايا فيروس الكورونا، وإنما أيضًا تسبب في أزمات لشركات وعلامات تجارية عالمية، مثل شركة “كورونا” للبيرة، والتي اعتزلها الكثير من الناس بسبب اسمها الذي يوحي بالفيروس، ظانين بأنَّ الفيروس ينتقل من منتجاتها للمستهلكين، أو أن هناك علاقة بين منتج الشركة وفيروس كورونا، مما أدى إلى انخفاض مبيعات شركة “كورونا” للبيرة في نهاية العام الماضي.

ما السر وراء الاسم؟

ببساطة كلمة كورونا “Corona” تعني باللاتينية “التاج” أو “الإكليل” ويكمن سبب تسمية هذه البيرة بهذا الاسم في الحنكة التسويقية للمنتج، وكأن الشركة تقول للمستهلك: “بمجرد تناولك لمنتجنا ستشعر وكأنك ملك أو ملكة” مما يوحي بقوة تأثير المنتج، مما يشجع المستهلك على شرائه.

أما عن فيروس الكورونا فقد سُمي بهذا الاسم نتيجة لوجود أشواك على سطحه تأخذ شكل التاج متجمعة عند رؤيتها تحت الميكروسكوب، لذلك أخذ اسم كورونا، المشتق من الكلمة اللاتينية “Corona” والتي تعني تاج، والطبيعي أنَّ مبدأ التسمية العلمية منذ قرون عدة يعتمد على اللغة اللاتينية، وحتى الآن يستخدمها العلماء في تصنيف الكائنات الحية من نباتات وحيوانات وكائنات دقيقة وغيرها، حتى تسمية فصيلة الإنسان المعاصر “Homo sapiens” والتي تعني في اللاتينية “الإنسان العاقل” هي الاسم العلمي لفصيلة الإنسان الحالي أتت من اللاتينية.

تأثير اسم كورونا على مبيعات المنتج

وفي الآونة الأخيرة زاد البحث على محرك البحث جوجل عن “Corona beer virus” من قِبل العديد من الناس لمعرفة ما إذا كان فيروس كورونا مرتبطًا بالمشروب أم لا، حيث صار المشروب مقترنًا بالفيروس عند الكثيرين. ووجدت استطلاعت أُجريت في أمريكا على 737 شخصًا من مستهلكي بيرة “كورونا” في أمريكا فوق سن 21 عامًا أن 38% من المستهلكين لن يشربوا بيرة كورونا تحت أي ظرف من الظروف، بينما 4% فقط من المستهلكين سيتوقفون عن شربها، ووُجد أنَّ 14% فقط لن يطلبوا الكورونا في أي مكان عام، وهناك 16% يخلطون ما بين الفيروس والمنتج ولا يعرفون إذا كان المنتج مرتبطًا بالفيروس أم لا.

كيف تختار اسمًا لشركتك الناشئة يجنبك الوقوع في مطبات مستقبلية بسببه؟

شركة كورونا للشوكولاته المصرية

وهي من الشركات المصرية التي تنتج الشوكولاته منذ زمن بعيد، وقد لوحظ أنها تأثرت بفيروس كورونا، لكن بشكل إيجابي، مما دعمها لتخطو خطواتها للأمام، لكن ما السر وراء نجاح هذه الشركة؟ هل بسبب تمسك الشعب المصري بحلوته اللذيذة التي اعتاد عليها أجيال؟ أم أن ظهور فيروس الكورونا كان تسويقًا فعالًا لمنتجات الشركة؟

تأسيس الشركة

وشركة كورونا للشوكولاته، شركة مصرية مرموقة ولها اسم معروف في المجتمع المصري منذ وقت طويل، وأنشئت أول مرة في عام 1919 في الإسماعيلية وكانت تحمل اسم “الشركة الملكية للشوكولاته” ثم انتقل مقرها بعد ذلك إلى مدينة الإسكندرية وتغير اسمها في وقتٍ لاحقٍ لاسم شركة كورونا. وكان مالك الشركة رجل يوناني يُدعى “تومى كريستو” ابن رجل أعمال مقيم في الإسكندرية. وقد اتخذوا الغزالة كعلامة مميزة للشركة تيمنًا بغزالة كانت تعيش في معلب بجوار الشركة يقضي فيه الموظفون وقت راحتهم حتى ألفوها، وعند موتها حزنوا عليها واتخذها تومي علامة تجارية للمنتج بل وبنى تمثالًا لها عند مدخل الشركة.

تأثير فيروس كورونا على مبيعات الشركة

وبالرغم من أنَّ الشركة حاملة لاسم يحمل في طياته الكثير من الذعر والفزع في هذه الآونة، إلا أنه كان يحمل تأثيرًا إيجابيًّا على الشركة، فقد صرح مدير مبيعات الشركة بأنَّ معدل المبيعات قد ازداد، وصار المستهلكون يذهبون لشرائها ويتداولون الفكاهات مع بائعي الشوكولاته حول علاقة الشوكولاته بالفيروس، وينتهي الأمر بشراء المزيد من ألواح الشوكولاته اللذيذة، والحقيقة إن ارتباط اسم منتج الشوكولاته باسم الفيروس قد شجع الكثير من الناس على شرائه؛ فالمصريون لا يتراجعون عن شراء الشوكولاته المفضلة لديهم أبدًا، لقد صار الفيروس أفضل وسيلة تسويق للمنتج، والقائمون على العمل في الشركة متفائلون بارتفاع المبيعات أكثر وانتعاشها في الفترة القادمة، آملين أن ترجع الشركة لرونقها من جديد.

من السيئ أن يتسبب فيروس صغير لا يُرى بالعين المجردة في ذعر البشر بهذا الشكل المحزن للغاية، ولم يؤثر عليهم صحيًا فقط بل أثر أيضًا على اقتصادهم وأعمالهم القائمة، ولكنه في نفس الوقت كان ضربة حظ موفقة لشركة مصرية وجدت فيه أملًا لاستعادة أمجادها ومكانتها المرموقة، يمكننا القول أنه كان سلاحًا ذا حدين لشركة الشوكولاته المصرية.

اراجيك

كيف تعثر على هاتف أندرويد عند فقدانه أو سرقته؟ إليك الخطوات