حرائق السويداء.. من الفاعل؟
التهمت النيران المشتعلة مساء أمس عدداً كبيراً من أشجار السنديان المعمر في أقدم حرش طبيعي بمدينة السويداء؛ ليزيد اليقين لدى الناس أن تلك النيران بفعل فاعل، خاصة أن أكثر من 300 دونم من المحاصيل الزراعية والأشجار بأنواعها، باتوا رماداً في عدد من القرى الجبلية بعد أن شبت النيران فيها لتعود الذاكرة القريبة إلى مشاهد اللهب العالي الذي التهم آلاف الدونمات الزراعية في السنة الماضية دون أن يتمكن أحد من إيجاد الدليل القطعي على الفاعل المجهول الذي يتهمه المجتمع المحلي بالكارثة لتجويع الناس.
وخلال ثلاثة أيام فقط سيطر فوج الإطفاء بالتعاون مع جهات عدة على ما يقارب الثلاثين حريقاً متنوعاً عده غالبية الناس مفتعلاً، وينذر بكوارث حقيقية خلال الأيام القادمة، خاصة أنه جاء مبكراً وطاول الزرع الأخضر.
نايف الشعار رئيس وحدة فوج الإطفاء في السويداء أن نظرية المؤامرة غير موجودة، والحرائق سببها الجهل وعدم الوعي وغياب المحاسبة الحقيقية، مؤكداً أنه ليس لأحد مصلحة في حرمان نفسه وأهله من الخبز.
وتعالت الأصوات في غالبية القرى لحماية المحاصيل الزراعية وبساتين الأشجار كونها السبيل الوحيد للعيش بعد أن بات الوضع الاقتصادي على شفا الانهيار، ولا سبيل إلا العودة للأرض كي تحمي المجتمع من كوارث الجوع.
مع تعميم فرع اتحاد الفلاحين بالسويداء على كافة الجمعيات الفلاحية لتشكيل فريق من النواطير في كل قرية لحراسة المحاصيل، وربطهم بشكل مباشر مع فوج الإطفاء، وتعويضهم مادياً بعد الحصاد، كانت مجموعات كثيرة من المواطنين تجتمع لتفعيل الحراسة ليل نهار، ومحاولة القبض على الفاعلين إن وجدوا.
وككل عام تقع أعباء التصدي للحرائق على فوج الإطفاء؛ مع مساعدات حثيثة من مؤسسة المياه ومديرية الزراعة، لكن الذي لا يعرفه الكثيرين أن عناصر فوج الإطفاء يتناقصون كل عام بدلاً من العكس، وعلى الرغم من المناشدات اليومية بهذا الخصوص؛ إلا أن أحداً لا يكترث رغم أن الخسائر المادية تبلغ مئات ملايين الليرات السورية كل عام.
وذكر الشعار أن لدى الفوج ست آليات فقط جاهزة لأي طارئ، ولكنهم يعانون من نقص حاد في الكادر البشري، فعندما يندلع أي حريق يكون عناصر الفوج المناوبين سبعة رجال، وثلاثة سائقين فقط، ما يجعلهم يستعينون بالطاقم الكامل لتغطية النقص.
وعد الشعار أن المواطنين يستعجلون حرق الخصاب أمام بيوتهم، ونبههم من ذلك لأنه يشكل خطراً حقيقياً في اندلاع حرائق كبيرة؛ مطالباً الجميع بتأجيل أي خطوة والتنسيق مع الفوج الذي يحرق بشكل مدروس، مطالباً الجميع بالوعي وعدم الاستهتار، مؤكداً أن التنسيق يتم عبر غرفة العمليات مربوطة مع مديريات الزراعة والمياه والمحافظة، ولكن كل ذلك لا يكفي إذا لم يقم المواطنين بالمساعدة، معداً أن دور المواطن أساسي في إخماد كافة الحرائق.
الحرائق تصيب الجميع بالضرر، لكن الشكوى والتذمر لا تجلب المطر، وعلى الجميع التصدي لهذه المصيبة على الأرض وحماية الزرع والشجر خلال الشهرين القادمين، فهو الأجدى ولا سبيل آخر من دونه.
اقرأ أيضا: الحجز على أموال مؤسسي شركة “شام تور”
شاركنا تعليقك على هذه المقالة في صفحتنا على موقع فيسبوك