هل معركة تحرير إدلب تنتظر قمة طهران؟
حميدي العبدالله
من المقرّر أن تعقد قمة روسية إيرانية تركية تجمع رؤساء الدول الثلاث في العاصمة الإيرانية طهران. ثمة اعتقاد واسع بأنّ هذه القمة مكرّسة للبحث في تنفيذ عملية عسكرية لتحرير إدلب من الإرهاب، فهل هذا الاعتقاد صحيح؟
واضح أنّ مناقشة تنفيذ عملية عسكرية في إدلب لتحريرها من الإرهاب ليست هي القضية المطروحة بشكل أساسي في هذه القمة وإنْ كان من الممكن أن يجري وضع اللمسات الأخيرة على هذه المعركة.
مبدأ تحرير إدلب قد حُسِم، وقد جرى التعبير عن هذه الحقيقة في مؤشرات كثيرة أبرزها التصريحات التي أدلى بها وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف عندما زار أنقرة قبل أيام، حيث قال حرفياً وبحضور وزير الخارجية التركية: «تمّ القضاء على داعش في سورية والمهمة الأساسية الآن هي القضاء على جبهة النصرة». وأضاف «اتفاق خفض التصعيد حول إدلب لا ينطبق على المجموعات الإرهابية»، وهذا كله يعني بوضوح أنّ شنّ معركة لتحرير محافظة إدلب وأطرافها من التنظيمات الإرهابية غير خاضع للنقاش، على الأقلّ بالنسبة لروسيا وسورية، وحتى وزير خارجية تركيا جلّ ما تحدّث عنه في المؤتمر الصحافي المشترك مع لافروف لم يكن مبدأ العملية العسكرية، بل تفاصيلها، حيث تحدّث عن مصير المدنيين وضرورة الحرص على أن لا يتعرّضوا للمخاطر، وهذا مبدأ متفق عليه، وسورية وروسيا حريصتان على المدنيين أكثر من حرص تركيا عليهم في ضوء ما يجري في إدلب وفي ضوء ما آلت إليه حال المدنيين في عفرين ومناطق أخرى.
كما أنّ هناك مؤشراً آخر يؤكد أنّ معركة تحرير إدلب محسومة من حيث المبدأ ومسلّم بها حتى من قبل تركيا قبل قمة طهران. هذا المؤشر هو مشاركة مدير الاستخبارات التركية ورئيس الأركان في الاجتماعات التي عقدت في موسكو أثناء زيارة وزير خارجية تركيا لروسيا وترؤّس الرئيس بوتين جزءاً من هذه الاجتماعات. مشاركة رئيس الأركان ومدير المخابرات تعني أنّ مبدأ المعركة قد حُسم، ولكن النقاش يدور حول التفاصيل لا أكثر ولا أقلّ.
على أية حال قمة طهران لديها ملفات كثيرة تناقشها، منها العقوبات الأميركية على الدول الثلاث، ومنها الملف النووي الإيراني، ومنها الوضع في سورية ما بعد تحرير إدلب. هذه القضايا الرئيسية التي ستبحث في قمة طهران عند انعقادها، وليس شنّ عملية عسكرية لتحرير إدلب من عدمه.
البناء