قبطان سوري ينقذ 52 مهاجراً من الغرق في البحر
القبطان “محمد شعبان”: لا أحد يستقبل المهاجرين ومخزون الطعام يوشك أن ينفذ
نجح القبطان السوري “محمد شعبان”، بإنقاذ 52 مهاجراً من الغرق في البحر قبالة “مالطا”، بعد رفض السلطات المالطية السماح للمهاجرين بالنزول على أراضيها بانتظار اتفاق مع دول الاتحاد الأوروبي حول إعادة توزيع المهاجرين، في الوقت الذي كان المهاجرون معرضون للغرق في زورقهم نتيجة الظروف الجوية السيئة والبحر الهائج.
القبطان “شعبان” وهو ربان سفينة “تاليا”، قال الذي تواصل معه عبر الواتساب، إنهم وبعد خروجهم من “ليبيا” وإفراغ حمولة السفينة المخصصة للمواشي من العجول في “ليبيا”، تحديداً بتاريخ 2 شهر تموز الجاري لبوا نداء استغاثة أخبرتهم به طائرة أتت إليهم، وقال أشخاص فيها إن هناك زورق فيه أكثر من 50 مهاجر يستغيث خوفا من الغرق، يضيف: «اتجهنا إلى الموقع المحدد وبعد نصف ساعة وجدنا الزورق وأنقذنا المهاجرين فيه».
بعد ذلك طالب القبطان السوري من السلطات الإيطالية مأوى للمهاجرين والسفينة كون البحر كان هائجاً جداً بسبب العاصفة، يضيف: «وحين وصلنا إلى جزيرة “لامبيدوزا” الإيطالية القريبة طلبت منا السطات الإيطالية الخروج من المياه الإقليمية للجزيرة فوراً والتوجه إلى مالطا لتسليم المهاجرين هناك».
بدورها السلطات المالطية رفضت دخول السفينة والمهاجرين على متنها إلى المياه الإقليمية الخاصة بهم، ويضيف القبطان السوري : «في ذلك الوقت كانت العاصفة تزداد فاعلية وهيجان البحر أصبح خطراً والمهاجرين كانوا على سطح السفينة معرضين للغرق بسبب ميلان السفينة المستمر جراء العاصفة، فاتخذت قراراً بإنزالهم إلى الطابق 6 وهو عبارة عن إسطبل إذ أن السفينة مخصصة للمواشي ولا يوجد بها متسع سوى الإصطبلات وكان عليّ أن أتصرف لأنقذهم بأي طريقة».
بين المهاجرين هناك حالات خطرة، البعض منهم متورم الأقدام والبعض الآخر يعاني ضربة شمس، وفق “شعبان”، وأضاف: «أمام هذا الواقع طالبت السلطات المالطية بإلحاح أن يسمحوا لنا الدخول إلى مياههم الإقليمية للاحتماء من العاصفة على الأقل، وبعد الصراخ والمشاكل سمحوا لنا».
تطور المرض عند بعض المهاجرين، وقام القبطان السوري بإخبار مركز البحث في “مالطا” بالأمر، وقال لهم إن البعض مهدد بالموت، وأضاف: «في اليوم التالي أرسلت السلطات المالطية زورق على متنه طبيب كشف على المرضى بسرعة، عالجهم وأخذ 2 من الحالات معه إلى مالطا».
القبطان السوري يعيش مخاوف جديدة مع اقتراب مخزون الطعام والشراب على النفاذ جراء استهلاك كميات كبيرة منه تم توزيعها على المهاجرين وجلهم من الصومال وجيبوتي واثنين منهم، واحد من “سوريا” والآخر من “ليبيا”، وفق “شعبان”، مضيفاً أن المهاجرين أنفسهم بدأوا بالتذمر وافتعال المشاكل فيما بينهم نظراً لظروف تواجدهم في الإسطبلات التي لا بديل عنها على السفينة.
منذ 6 أيام والمهاجرون متواجدون في حظائر مخصصة للماشية، بينما تتقاذف السلطات المالطية والإيطالية مسؤولية استقبالهم على الأراضي التابعة لها، في وقت تصرف القبطان السوري بكل شجاعة كما وصفته عدة صحف أوروبية، والمشكلة لم تنته هنا، بينما تنتظر السفينة إنقاذ المهاجرين وتركها في حال سبيلها لاستئناف عملها،،
وبينما مايزال المهاجرون بضيافة منقذهم القبطان السوري على متن سفينة “تاليا”، دعت منصة “Watch The Med – Alarmphone” للتضامن مع طاقم السفينة وإنقاذ المهاجرين على متنها من الظروف اللا إنسانية التي يعانون منها، والمطالبة بمنفذ أمان لهم سواء في “مالطا” أو “إيطاليا”.
المنصة قالت وفق ما نقلت عنها صحف ليبية، إن “تاليا” «التزمت بالقانون الدولي بإنقاذها أشخاصاً يعانون من محنة في البحر ، وأن ذلك كان في المياه المالطية، وأن مالطا تتهرب من التزاماتها القانونية برفض نزول المهاجرين على أراضيها»، وأضافت: «قبطان وطاقم (تاليا) وفريق العمل المنقذ والمهاجرين تعرضوا للخطر بسبب السلطات المالطية، التي حرمتها من المأوى خلال عاصفة حتى وقت متاخر من الليل. وأن الظروف الصحية للمنقذين غير مستقرة ولا تستطيع (تاليا) الاعتناء بهم بعد الآن».
اقرأ ايضاً:جامعة تشرين ترد على اتهامات البعض وتوضح سبب تغير درجات الشفهي والترتيب في المسابقة!
يذكر أن كثير من السوريين عانوا من مشكلة الهجرة واللجوء، وقد لقي الآلاف منهم حتفهم غرقاً في البحر نتيجة الهجرة غير الشرعية طلباً للجوء إبان الأزمة السورية، وقد خسرت عائلات كاملة حياتها نتيجة الأمر.
سناك سوري
للمزيد تابعوا صفحتنا على فيسبوك شام تايمزshamtimes.net