الإثنين , نوفمبر 25 2024

ولاية بافاريا تفتقد السياح العرب بسبب جائحة كورونا

لسنوات طويلة، كان السياح العرب جزءًا من الحياة اليومية في العديد من المدن الألمانية، بما في ذلك ميونيخ، عاصمة ولاية بافاريا، بيد أنه وبسبب جائحة كورونا، باتت المدينة تفتقد سياحها من العرب هذا العام.

السياح العرب يحبون ولاية بافاريا. فمنذ سنوات طويلة، أصبحت الولاية، وخاصة مدينة ميونيخ، مقصدا للسياح العرب وخاصة من دول الخليج، الذين كانوا يقصدون ألمانيا في فترات الصيف، هربا من الطقس الحار في بلادهم، ومن أجل الاستمتاع بالأسواق المميزة، والطبيعة الخلابة لهذه الولاية الألمانية. ومع مرور السنوات أصبح السياح العرب موضع ترحيب كبير للمواطنين هناك، لأنهم ينعشون الحركة الاقتصادية، وينجحون بقدومهم هذا الموسم التجاري.

ولتسهيل إقامة السياح العرب وجعلهم يشعرون بأنهم في بلدهم، لم يدخر أصحاب الفنادق في هذه الولاية الألمانية جهدا، فقاموا بتعيين موظفين يتكلمون العربية في فترة الصيف، وحرصوا على تعديل لوائح الطعام، ووسعوا من البرامج التلفزيونية المقدمة لتشمل العربية، حتى أن بعض الفنادق وضعت أسهمًا في بعض غرفها، لتشير إلى اتجاه القبلة، لتسهيل الصلاة على ضيوفها العرب.

جائحة كورونا ضربت الموسم السياحي

ولكن هذا الصيف بدا مختلفا على مدينة ميونيخ التي باتت أسواقها وفنادقها وحتى مستشفياتها تفتقد السياح العرب، فنظرا لما ألحقته جائحة كورونا من إجراءات صحية، فإن سياح الخليج العرب، لم يحضروا هذه السنة، وساهمت الإجراءات الألمانية التي منعت دخول العديد من السياح من خارج الاتحاد الأوروبي بجعل ميونيخ تبتعد عن خطط السياحة العربية لهذه السنة.

لقد أثر هذا على ميونيخ بشدة. فمقارنة بالعام الماضي 2019 تم إشغال ما يقرب من 530 ألف ليلة إقامة لضيوف من دول الخليج، مما يضعهم في مرتبة تلي سياح الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وإيطاليا، وهو ما يؤكد على شعبية مدينة ميونيخ للسياح العرب.

“إنهم يلعبون دورًا مهمًا للغاية بالنسبة لنا”، يؤكد روبرت ليكل، مدير منظمة ميونيخ للتسويق والسياحة لـ DW . ويتابع “إنهم عامل اقتصادي مهم للمدينة خلال فصل الصيف، وعدم السماح لهم بالحضور هنا له نتائج مؤلمة بالنسبة لنا”.

جبال الألب وليس الصحراء

الضيوف من شبه الجزيرة العربية يحبون ألمانيا قبل كل شيء بسبب مناخها المعتدل نسبيًا. حيث تحظى منطقة جبال الألب بشعبية خاصة، فهي تمثل بثلوجها نقيضا عن المناظر الطبيعية الصحراوية الموجودة في الخليج. جمال الطبيعة، وتوفر البحيرات تمثل نقطة جذب هامة، كما أن قرب المنطقة من سويسرا مقاطعة سالزبورغ السياحية في النمسا تشكل أهمية كبيرة لدى السياح العرب، الذين تجذبهم هذه الأماكن أيضا.

ويرى ليكل أن ميونيخ بأسواقها الكبيرة ومحلاتها توفر عامل جذب كبير للسياح العرب، “الذين يعشقون التسوق”، كما أن “تسامح المدينة مع البرقع والحجاب بعكس هولندا وفرنسا مثلا، التي تمنع قوانينها البرقع، يمثل راحة للقادمين من الخليج”.

في السابق كان السياح العرب يقصدون ميونيخ للعلاج، حيث دعمت العديد من الدول مواطنيها لتلقي العلاج في الخارج لضعف الإمكانيات الصحية، بيد أنه ومع مرور الوقت تناقص عدد المرضى القاصدين للعلاج، وتحولت الأعداد القادمة للتمتع بالمناظر الطبيعية وهربا من حرارة الجو.

أعداد أكبر من السياح العرب

نظرا للنمو المتزايد لأعداد السياح العرب لألمانيا، فقد توقع المجلس الوطني الألماني للسياحة أن تصبح منطقة الشرق الأوسط من أكبر مناطق توريد السياحة لألمانيا، بحيث سيتضاعف أعداد القادمين لألمانيا ثلاثة مرات بحلول عام 2030، بيد أن جائحة كورونا، بحسب ليكل، ستضعف بلا شك من هذه التوقعات، ويتوقع مدير منظمة ميونخ أن يبقى تطور أعداد السياح القادمين مرتبطا بالإجراءات الصحية والسياسية، مؤكدا أنه وحتى مع تعافي السياحة من جائحة كورونا في المستقبل فلا يتوقع أن تعود أعداد السياح الخليجيين لمستوياتها قبل الأزمة لغاية عام 2023.

فيليكس شلاغوين/ علاء جمعة