متأثرة بإصابتها بانفجار مرفأ بيروت، توفيت صاحبة “قصر سرسق” الليدي إيفون سرسق كوكرن عن عمر ناهز 98 عاماً.
وتسكن إيفون كوكرن الملقبة بــ “سيدة القصر” في الطابق الأرضي فيما يشغل ابنها رودريغ وعائلته الطابق الثاني من القصر، وتعرضت لجروح بليغة لحظة الانفجار ما استعدى لنقلها فوراً إلى المستشفى حيث فارقت الحياة اليوم.
وأسست الراحلة عام 1960 مؤسسة “أبساد” للتشجيع على حماية المواقع التراثية، علماً أن القصر الذي تسكنه في منطقة الأشرفية أحد أهم الأبنية التراثية في العاصمة اللبنانية.
وتفتح كوكرن أبواب القصر أمام الزوار في “اليوم الوطني للتراث” من كل عام، لكن هذه السنة السيئة على اللبنانيين على أكثر من صعيد، يبدو أنها ستحرم محبي البيوت التراثية من زيارة القصر الواقع في شارع السراسقة بعد وفاة “سيدته”، وتعرض مقتنياته وقطعه الفنية التاريخية للتدمير والخراب.
ونعى الإعلامي اللبناني ريكاردو كرم الراحلة قائلاً: “يقال بأن موت مسّن يساوي حرق مكتبة … في الذكرى المئوية للبنان الكبير، الليدي إيفون كوكران ( ٩٨ عاماً) والتي كانت شاهدة على المئوية بأكملها والتي أصيبت في دارتها – قصر سرسق – في ٤ آب، ترحل عن هذه الدنيا. عشقت بيروت وتفانت في سبيل الحفاظ على البيوت الأثرية. ها هي تحمل إنجازاتها، تلملم ذكرياتها وتغادرنا.. وممّا لا شك فيه أنّه سيتردد صدى اسمها كلّما ذكرنا لبنان الجميل. شكراً ووداعاً “.
وتتمتع الليدي إيفون كوكرن، بجذور أوروبية نسبة إلى والدتها دونا ماريا الإيطالية الأصل. أما القصر فقد شيّد في العام 1860 على يد موسى سرسق جدّ الليدي كوكرن. وهذه الأخيرة كانت قد تزوجت من لورد آيرلندي من آل كوكرن فحملت كنيته. وكونها الابنة الوحيدة لوالدها ألفرد كوكرن، ورثت إيفون القصر الذي كانت لا تزال تعيش فيه حتى اليوم.
الميادين