الثلاثاء , نوفمبر 26 2024

أردوغان يلعب بالنار.. ماذا سيفعل القيصر؟

أردوغان يلعب بالنار.. ماذا سيفعل القيصر؟

كتب غيفورغ ميرزايان، في “فزغلياد”، حول ضرورة قطع الطريق على مشروع “عموم تركيا” الذي يهدد مصالح روسيا الاستراتيجية.

وجاء في المقال: كشف تدخل تركيا في صراع قره باغ عن اتجاه خطير بالنسبة لروسيا. فمفهوم “شعب واحد – دولتان” الذي أعلنته أنقرة يعني ضمناً أن سكان أذربيجان أتراك مثل الأتراك أنفسهم. الآن، أمام أعيننا، يجري الانتقال إلى مفهوم “شعب واحد – دولة واحدة”، ما يعني أن تركيا بدأت تدمج في تكوينها الأراضي التي كانت ذات يوم تابعة لروسيا.

بالطبع، هناك خبراء في موسكو يؤكدون أن روسيا قادرة على مزامنة سياستها الأوراسية مع سياسة تركيا الـ “عموم تركية”. ومع ذلك، فليس عبثا أن لاحظ سيرغي لافروف أن روسيا وتركيا ليسا حليفين استراتيجيين. وهو على حق، فلن تتمكن تركيا الـ “عموم تركية” من التعايش مع روسيا متعددة القوميات.

أولاً، لأن هناك شعوبا ناطقة بالتركية على أراضي روسيا؛ وثانيا، لأن روسيا منافس طبيعي لأنقرة على “العالم التركي”. وكما يقول كبير الباحثين فيمعهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية، الأستاذ المساعد في الأكاديمية الدبلوماسية التابعة لوزارة الخارجية الروسية، فلاديمير أفاتكوف، تحاول تركيا زرع الثقة لدى الشعوب الناطقة بالتركية بأن الأتراك الحقيقيين هم فقط الأتراك. هذا ليس صحيحا. كل هؤلاء الناس الذين يعيشون في فضاء ما بعد الاتحاد السوفيتي وفي روسيا حافظوا على تقاليد أكثر بكثير من تركيا. إن روسيا، وليس تركيا، هي مركز الفضاء الناطق بالتركية”.

لهذا السبب، تجر تركيا فضاء ما بعد الاتحاد السوفيتي بعيدا عن روسيا، وتحاول الاستثمار في ولاء الشعوب الروسية الناطقة بالتركية.

بالنسبة لموسكو، فإن هذا محفوف بخطر تصاعد النزعة الانفصالية وإضعاف الدولة. ولهذا السبب، فمن المهم للغاية، ليس فقط منع تقوية الجمهورية التركية في فضاء ما بعد الاتحاد السوفيتي، إنما وإسقاط جميع المفاهيم التي تقول بتعايش روسيا ذات السيادة وتركيا الـ “عموم تركية” في الفضاء التركي بأكمله، من ألطاي إلى إيران ومن البحر الأسود إلى شينجيانغ. ولهذا السبب، من المهم للغاية معاقبة تركيا على أفعالها في القوقاز.

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب