الثلاثاء , نوفمبر 26 2024
وزير سابق : الحكومة نشرت معلومات سرية

وزير سابق : الحكومة نشرت معلومات سرية

وزير سابق : الحكومة نشرت معلومات سرية

قراءة نقدية في تصريحات حكومية “غير منطقية”… !!!

عندما يصرح السيد رئيس مجلس الوزراء السوري أمام الاتحاد العام لنقابات العمال:

” أن كمية القمح المشتراة من البلاد ( 690 ألف طن من القمح) ، منها 300 ألف طن من الحسكة – وأن شراء القمح ب 280 دولار أمريكي للطن الواحد لا تكفي سوى لشهر ونصف لإنتاج الخبز ، والرغيف خط أحمر ولن يُمَسَّ إلا في الحدود البسيطة”.

رأي الكاتب الذي يعبر عن وجهة نظره العلمية والتخصصية والسياسية :

– يرى الكاتب، أن هذا التصريح الرسمي الحكومي يفتقد إلى أبسط المعارف الحقيقية في عالم الأمن الاقتصادي ، والأمن الغذائي؛ والأمن السياسي للدول.
فلا أعتقد أن مسؤولاً سياسياً في أي بلد في العالم.. يُصرِّحُ بهذا الوضوح؛ ويكشف أوراقه عن مخزون الأمن الغذائي في بلده…
والذي يكفيه مدة شهر ونصف.!!

– هذه المعلومة؛ ولما لها من الأهمية والسرية؛ تُقدَّمُ على طبق من ذهب لأعداء سورية بالدرجة الأولى.. وأيضاً لأصدقاء أو حلفاء سورية أصحاب المصالح والمكاسب، لكي ينتهزوا الفرصة أكثر لتحقيق مصالح واستثمارات ومآرب أخرى، قد توظف في الضغط على الدولة السورية من أجل قرارات سياسية .

– من المعروف؛ أن مكونات الأمن الغذائي في أي بلد؛ وحتى المخزون الاستراتيجي؛ تعتبر أسراراً للدولة.
وفي الحالات الاستثنائية مثل التي تعيشها سورية، تعتبر من وجهة نظر الكاتب مساوية إن لم تكن أكثر اهمية من الأسرار العسكرية لارتباطها المباشر بالوضع المعيشي للناس.
ويفترض أن ..لا يعرف بها ويعرف أبعادها ومنعكساتها إلا صانع القرار الأول في الدولة؛ مع أعضاء خلية الأزمة في الحلقة الأولى، والتي تدير قضايا الأمن الاقتصادي والأمن الغذائي.

– فالكشف عن هذه الأسرار وبهذه الطريقة؛ وهذه البيانات والمعلومات؛ يترك أثاراً سلبية أيضاً من الهلع والخوف وزعزعة الاستقرار بين المواطنين؛ لتأمين الرغيف السوري. وللأسف بدأت بوادر ذلك.!!

– وأنا أرى كخبير أممي وأكاديمي، أن هذا التصريح لو كان في بلد آخر لرئيس حكومة.. أتصوَّر أنه لن يمر أكثر من 24 ساعة على تصريحه؛ دون المساءلة في البرلمان…!! وقد تسحب الثقة بالحكومة…
وقد تنتهي بالإقالة.
وهذا متعارف عليه، عند ارتكاب الأخطاء بما يخص فلسفة الأمن الاقتصادي والأمن السياسي والأمن الغذائي .

– نقطة أخرى.. ورد في التصريح أن سعر الطن من القمح 280 دولار أمريكي، بينما تشير بيانات بورصة القمح والسعر العالمي اليوم- يعني أثناء كتابة هذا المنشور- يترواح السعر بين 220 و240 دولار للطن حسب نوع القمح ( قاسي – طري )؛ ومكان الإنتاج ومصدره.

وهنا يتبادر إلى الذهن، كيف تدفع سورية 280 دولار؟؟!!!
يعني الفرق أكثر من 40 دولار للطن. أين يذهب؟؟!! .
– وفي هذا الخصوص؛ أود الاشارة، بأن المناقصات التي تمَّ على أساسها الشراء من روسيا هو 200 دولار ( قمح طري ).. بينما كان السعر العالمي وقتها بين 180-190 دولار للطن الواحد.

فأين تذهب هذه الفروق، ومن المستفيد..؟؟!!!
– عندما يقول التصريح ” أن رغيف الخبز خط أحمر لا يُمَس إلا في الحدود البسيطة “… أليس هذا التصريح متناقضا بذاته..؟؟!!! ..

فكان حري أن يقال مثلاً:
إما أن يقول رغيف الخبز خط أحمر لا يمس إطلاقاً..
أو يقال أن رغيف الخبز قد يزال عنه الخط الأحمر …
وسنقوم بإجراء دراسات اقتصادية لتصحيح التشوهات السعرية والتكاليف.. وبنفس الوقت نتعهد بضمان توفر الخبز والنوعية التي تصلح للاستهلاك البشري.. وقد ترتفع أسعار الخبز بشكل بسيط في المدى القصير.
– لأن ” الحدود البسيطة ” تعبير فضفاض، يعطي للحكومة مساحة واسعة من الذرائع المتعددة، تترجم إما برفع الأسعار؛ أو بتخفيف حصة الفرد؛ أو تدنّي النوعية. وكلها يمكن استخدام مصطلح
“الحدود البسيطة ” في تفسيرها .

طابت أمسيتكم….
٢٨ تشرين الأول ٢٠٢٠
نورالدين منى

اقرأ أيضا: سرقة ثماني سيارات في يوم واحد بالسويداء ومطالبات بتعليق اللصوص على الأعمدة