السبت , نوفمبر 23 2024

التوتر على أشده في الجنوب: الجيش السوري يعزّز ويترك باب التفاوض موارباً

التوتر على أشده في الجنوب: الجيش السوري يعزّز ويترك باب التفاوض موارباً

نضال الفارس

تشهد المنطقة الجنوبية هدوءاً حذراً على خلفية التصعيد الذي بدأ يوم أمس في مناطق متفرقة من محافظة درعا، على الرغم من قيام الحكومة السورية بإطلاق سراح عدد من الموقوفين.
وكانت الحكومة السورية أردات إلقاء القبض على عدد من المطلوبين الذين تصفهم المصادر الأمنية بـ “الخطرين”، وتقول المصادر ذاتها إن التصعيد جاء على عدد من المحاور كـ “الشجرة – جلين”، بالريف الغربي، و “الكرك الشرقي” في الريف الشرقي للمحافظة، في وقت متزامن، ما يشير إلى وجود تنسيقٍ عالٍ بين المجموعات المسلحة في محاولتها لإشعال المنطقة الجنوبية.
استمرار التوتر
وفيما تتسم الحالة في خطوط التماس بمحافظة درعا بالهدوء حالياً ، فقد عاد مشهد الحوادث الأمنية إلى ريف محافظة القنيطرة من خلال تفجير عبوة ناسفة بالقرب من قرية “جبا” صباح اليوم، الاثنين، ما أدى إلى وفاة أحد عناصر الجيش السوري، كما سجلت محاولة فاشلة لاغتيال “حسن الهزاع”، وهو أحد قادة “قوات التسوية”، الموالين للدولة السورية حالياًُ، ويعمل على ملف التسويات وإنهاء الوجود المسلح في المنطقة، إلا أن خلافاً مع “أبو جعفر ممتنة”، وهو أحد قادة المجموعات التي توصف بـ “غير المنظبطة”، أفضى إلى محاولة اغتيال الهزاع.
وشهدت مناطق الريف الغربي من السويداء اشتباكات بين فصائل محلية من أبناء المحافظة مع “مسلحي البدو”، الذي أقدموا على اختطاف مجموعة من الشبان المتحدرين من السويداء خلال توجههم لرحلة صيد في القرى المتاخمة لريف درعا الشرقي، وأفضت الاشتباكات إلى مقتل ٣ من عناصر الفصائل المحلية في السويداء وإصابة آخرين، فيما تشير مصادر ميدانية إلى استمرار عملية التمشيط حتى ساعة إعداد هذا التقرير، بحثاً عن المختطفين الذين ما زال مصيرهم مجهولاً حتى اللحظة.
درعا.. بيضة القبان
القوات السورية نقلت تعزيزات عسكرية وأمنية إلى المنطقة لجنوبية بهدف الضغط على ما يعرف باسم “مجموعات التسوية”، وهي بقايا التنظيمات المسلحة التي كانت تنتشر في المنطقة الجنوبية وقبلت بـ “المصالحة”، بوساطة وضمانة من القوات الروسية، فيما غادر في صيف العام ٢٠١٨ من رفض المصالحة من عناصر هذه المجموعات إلى مناطق الشمال السوري، وإثر تصاعد عمليات الاغتيال والخطف التي تستهدف عناصر الجيش السوري، تحركت يوم أمس وحدات من “الفرقة الرابعة” لتقوم بالاشتباك مع مجموعة مسلحة في الطرف الشرقي من مدينة درعا، الأمر الذي قابلته المجموعات المسلحة في كل من “جلين – الكرك”، بهجمات على نقاط تابعة للجيش السوري، وسيطرت عليها بشكل مؤقت قبل أن تعاود الانسحاب إثر التعزيزات التي وصلت إلى المنطقة منعاً لتوسع دائرة الاشتباك.
بحسب المعلومات التي حصلت عليها وكالة أنباء آسيا، فإن الجيش السوري تعرض لخسائر بشرية محدودة في منطقة “الكرك الشرقي” تمثلت بـ “٦ عناصر”، فيما تحدثت مواقع إعلامية محسوبة على المعارضة عن تمكن المجموعات المسلحة في بلدة “الكرك الشرقي” من أسر ضابطين و١٠ عناصر من الجيش السوري الأمر الذي أكدته مصادر خاصة لـ “وكالة أنباء آسيا” بالقول إن هناك عناصر فقد الاتصال بهم منذ يوم أمس، الأحد، كما تحركت مجموعات من الفيلق الخامس بقيادة “أحمد العودة” نحو مناطق الاشتباك في مدينة درعا بهدف الوقوف على خطوط الفصل بين القوات السورية والمجموعات المسلحة، ما يشير إلى تدخل مركز المصالحة التابعة للقوات الروسية بهدف فض الاشتباك وإنهاء حالة التوتر.
هل يشتعل الجنوب..؟
تقلل المصادر الميدانية من احتمال نشوب معارك واسعة في مدينة درعا أو في المناطق التابعة لها، لكنها لم تنفِ في الوقت نفسه أن تتم عمليات الضغط العسكري على المجموعات المسلحة بهدف إنهاء حالة التوتر من جهة، وإجبارها على تسليم أسلحتها والدخول في تسوية نهائية تضمن عودة الدولة السورية إلى داخل المناطق التي تنتشر فيها هذه المجموعات، مع تسليم المطلوبين للدولة السورية بملفات أمنية أو للخدمة العسكرية الإلزامية، وتؤكد المصادر نفسها أن محاولات المجموعات المسلحة الذهاب بالمنطقة الجنوبية إلى ما قبل صيف العام ٢٠١٨ أمر شبه مستحيل مع الانتشار الدفاعي للجيش السوري في المنطقة، وقدرة الوحدات العسكرية السورية من حيث التعداد والتسليح على الانتقال السريع من الدفاع إلى الهجوم، الأمر نفسه ينسحب على مناطق ريف القنيطرة، إذ عمدت الوحدات العسكرية السورية على تعزيز نقاطها في مناطق المحافظة تحسباً لأي تحرك من قبل المجموعات المسلحة فيها، في حال توسع العمليات القتالية في ريف درعا، خاصةً في المناطق القريبة من شريط الفصل مع اراضي الجولان المحتل، وتعد الفصائل المنتشرة في مناطق مثل “جباتا الخشب”، و “بيت جن”، غير مأمونة الجانب من قبل الدولة السورية.
أنباء آسيا