الأندبندنت: فوضى عالمية متوقعة في الأسابيع الاخيرة من حكم ترامب
مخطئ من يظن بأن الرئيس الأميركي الذي يقضي الأسابيع الاخيرة من حكمه يعرف الاستسلام في ظل عدم اقتناعه بالنتيجة حتى هذه اللحظة، فالرئيس الذي عرفه العالم خلال السنوات الأربعة الماضية، لا يعرف طبعه الاستسلام، بل سيسعى إلى بسط سيطرته حتى الرمق الاخير من حكمه، ولعل إقالة وزير الدفاع ما هي إلا خطوة صغيرة ضمن خطوات أخرى من المتوقع أن يقدم عليها ترامب في الأيام القادمة.
وفي هذا الإطار، قالت صحيفة ”الإندبندنت“ البريطانية ”تبدو إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته الآن وهي تمارس سياسة الضرر الأقصى تجاه أعدائها المتصورين، وتسعى بشدة لتقديم مزايا لأصدقائها في الأسابيع الأخيرة لحكمها، وهو ما يثير قلق مراقبين دوليين يخشون من أن تؤدي ضرباته الأخيرة إلى التسبب في أضرار دائمة“.
وأضافت الصحيفة، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يخرج من الحسابات السياسية الداخلية، ولا يزال غاضبا بشدة مما قال هو ومساعدوه -دون تقديم أي دليل- بأنها انتخابات رئاسية أمريكية مزورة.
ورأت أن ”التحركات الفوضوية والمدمرة التي يمكن أن يقوم بها ترامب خلال الأسابيع العشرة الأخيرة له في البيت الأبيض ربما تستهدف الولايات المتحدة، في ظل الغل الشديد من جانبه والموجه ضد مسؤولين بارزين وصفهم بأنهم شخصيات فاعلة في الدولة العميقة، التي اتهمها بالعمل على إسقاطه في الانتخابات الرئاسية وعرقلة ولايته الأولى“.
وتابعت ”ولكن حتى في ظل محاولاته التي يرغب من خلالها في اكتساب الدعم الداخلي، وحشد التأييد لقاعدته اليمينية الصاخبة، فإن هذا يمكن أن يؤدي إلى عواقب دولية أوسع نطاقا“.
وأردفت ”من بين أبرز الأهداف الرئيسة لإدارة ترامب إيران، إذ يقول العديد من المؤسسات الإخبارية، إن واشنطن تخطط لفرض موجة جديدة من العقوبات خلال الأسابيع الأخيرة من ولاية ترامب، وذلك لتقويض الخيارات المتاحة أمام إدارة الرئيس المنتخب جو بايدن“.
واستطردت الصحيفة ”أشارت إدارة ترامب -أيضا- إلى أنها تخطط لتصنيف العديد من المنظمات العالمية الرئيسة الداعية لحقوق الإنسان بوصفها منظمات معادية للسامية، في محاولة لتشويه سمعتها“.
ونقلت الصحيفة عن ليندساي تشرفينسكي، أستاذة التاريخ في ”إيونا كوليج“ بنيويورك، ومؤلفة كتاب ”The Cabinet“ حول الرئاسة الأمريكية، قولها إن ترامب يمكن أن يشنّ هجمات صاروخية على القوات المدعومة من إيران في العراق.
ولفتت إلى أن هذا يمكن أن يؤدي إلى تصعيد دموي لمواجهات جديدة بين الولايات المتحدة وإيران، والمستمرة منذ عام تقريبا، بعد اغتيال قاسم سليماني، قائد قوة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني، في غارة لطائرة أمريكية مسيرة على موكبه قرب مطار بغداد في يناير 2020.
ورأت ”الإندبندنت“ أن ترامب يستطيع استهداف الأعداء المتصورين في الصين، مصدر فيروس ”كورونا“، الذي يُعتقد أنه كلفه الرئاسة، إضافة إلى حلفاء أمريكا التقليديين مثل: فرنسا، وألمانيا، اللتين احتفلتا علنا بهزيمته، من خلال الإعلان عن إعادة نشر القوات أو الانسحاب المزعزع للاستقرار؛ ما يمكن أن يثير القلق ويزعزع الثقة في الولايات المتحدة حتى لو لم يتم تنفيذ تلك القرارات قبل يوم تنصيب بايدن.
وختمت تقريرها بتصريح ليندساي تشرفينسكي، التي قالت إنها تخشى من ”كشف أسرار عسكرية، وتسليمها إلى روسيا؛ لأن جزءا كبيرا من النظام المحيط بالرئاسة لا تحكمه القواعد ولا القانون“.
المصدر :إرم نيوز