في السويداء .. ربطة خبز للعائلة الواحدة
بعد أيام على تطبيق قرار تخفيض مخصصات الطحين لمحافظة السويداء، بات الحصول على ربطة خبز ثانية للأسر الكبيرة (أربع أشخاص وما فوق) يحتاج إلى الانتظار مرة ثانية بطابور جديد؛ وتغيير منفذ البيع، أو اللجوء للحيلة بأن يصطحب المواطن معه زوجته وأبناؤه وضيوفه إن وجدوا لكي يؤمن يومه دون شراء خبز سياحي؟.
المسرحية الجديدة التي بدأت فصولها قبل قرار التخفيض؛ عندما تعطلت مطحنة أم الزيتون عن العمل بشكل مفاجئ، وتوقفت بعض الأفران الخاصة عن العمل لعدم حصولها على الطحين، شعر الجبليون لأول مرة بشكل حقيقي أنهم مقبلون على كارثة جديدة دون أن يكون لديهم تصور فعلي عن الحلول.
يقول أحد المرابطين على طابور الخبز أن بطاقته تتيح له 3 ربطات من الخبز، لكنه الآن مضطر للوقوف منذ السادسة النصف صباحاً للحصول على ربطة واحدة من المعتمد القريب من بيته، وهو ما يجعله يعيد الكرة بعد ثلاث ساعات كي لا ينقطع من المادة الأساسية التي لا وجود لبديل عنها.
ولاحظ المرابط أن هناك من يجلب معه ابنه أو زوجته كي يقي نفسه من شر شراء الخبز السياحي أو خبز التنور غالي الثمن.
وتداول عدد من المتابعين على موقع الفيسبوك خبر اقتحام مجموعة من الأشخاص لأحد الأفران الآلية العامة في مدينة السويداء وأخذ حصتهم من الخبز ودفع ثمنها بعد أن يئسوا من الانتظار الطويل لدورهم، لكن المشكلة الحقيقية تكمن خارج السويداء التي ما زال أهلها قادرين حتى اللحظة على الصمود والتصدي للجوع، فآلاف من أبنائهم يدرسون خارج المحافظة، وكانوا يؤمنون لهم الخبز عن طريق مكاتب الشحن أو بأي وسيلة أخرى بعد أن بات سعر الربطة الواحدة يفوق الألف ليرة سورية، لأن الحكومة الرشيدة لم تجد وسيلة بعد لإطعام أبنائها الذين تعول عليهم النهوض بسوريا ما بعد الحرب، وتركتهم كالعادة يتخبطون بأمعائهم الخاوية كي تتحرك عائلاتهم وتنقذهم. والآن انقطع هذا المورد وعادت المشكلة من جديد، والحل الوحيد أن يعود الطلبة لبيوتهم أو يأكلوا السمون؟.
يقول مواطن قرر أن ينجب أولاداً ويعلمهم لكي يعينوه على الحياة في كبره أن لديه ولدين يدرسان الطب في جامعة دمشق، وهو يعلم أنهما سوف يؤمنان له عيشة كريمة في المستقبل، لكنه لم يعد يستطيع أن يلبي طلباتهما المالية والمعيشية، وجاءت مشكلة الخبز لكي تجعل هذا المستقبل بعيد المنال؟. «كنت أرسل لهما الخبز مع رفاقهم أو مع سائقي البولمانات، ولكن يبدو أن الدولة علمت بأننا نهرب الخبز خارج المحافظة؛ فأوعزت بتخفيضه، وأعتقد أن الحل القادم أن يجلس أحد الأولاد بالبيت لكي يتعلم الآخر، فنصف حلم محقق أجدى من كابوس».
محافظة السويداء لم تطبق عليها فكرة البطاقة الذكية للحصول على الخبز، وهي لأسباب يعلمها أصحاب القرار مستثناة حتى الآن من ذلك، لكن الفوضى قادمة بكل ما للكلمة من معنى خاصة إذا اشتدت هذه الأزمة لأيام قليلة، وسوف يصبح الحصول على الخبز بواسطة البندقية الذكية؟.
اقرأ أيضا: مجلس محافظة دمشق .. تجزئة مخصصات مادة المازوت وعلى دفعات