جنكيز خان حقائق تعرفها لأول مرة عن الفتى الذي تولى قيادة قبيلته في سن الثالثة عشر
ولد تيموجين -الذي أطلق عليه فيما بعد ذلك جنكيز خان– كإسم شرفي بالقرب من عام 1162 بجوار نهر أونون. وقد تمكن فيما بعد من حصد لقب الخان العظيم عندما تم اختياره أن يكون قائدًا للمغول في اجتماع قبلي أجرته قبائل المغول، ومعنى تيموجين أي الحديد أو الحداد.
أما عن إسم جنكيز خان فقد اختلف المؤرخون عن تحديد معنى هذا الإسم، كلمة خان تعني الحاكم.
أما كلمة جنكيز فربما تشير إلى أنه حاكم عالمي أو حاكم أعلى أو ربما يكون معناها أيضا بمعنى المحيط.
نشأ جنكيز خان في بيئة مليئة بالوحشية وتربى في بيئة مليئة بالكفاح منذ صغر سنه.
قُتل أباه وهو ما يزال في التاسعة من عمره على يد التتار وقامت أمه بتربيته إلى جانب إخوته السبعة بعد أن طردتها القبيلة.
تدرب تيموجين على أن يحصل على لقمة عيشه من أعمال النهب أو من خلال الصيد.
ويُذكر أنه ربما يكون قد تخلص من أخاه وقضى على حياته بسبب الصراعات التي دارت بينهم في محاولة للحصول على الطعام.
يذكر أيضا أنه بعد زواجه قامت بعض القبائل المعادية باختطافه وأصبح من العبيد هناك ولكنه تمكن فيما بعد من الهرب.
برع تيموجين في القتال وبرزت مهارته كقائد وهو لا يزال في العشرين من عمره.
كما أن له تأثير كبير على الجنود فقد التف حوله مجموعة كبيرة من المؤيدين وأقام علاقات جيدة مع كبار حكام القبائل.
وفي عام ١٢٠٦ تمكن جنكيز خان من أن يتوسع في إدارته للقبائل ويوحد مجموعة كبيرة منهم.
حقائق تعرفها لأول مرة عن القائد المغولي جنكيز خان
شخصيته وأصدقاؤه
على الرغم من أنه قد وردت أخبار كثيرة عن جنكيزخان في الكتب التاريخية إلا أنه لم يذكر أحد من المؤرخين أي شيء عن شكله أو عن شخصيته ولا توجد إلى الآن تماثيل تمثله.
وغالبية الأخبار التي وصلت إلينا عن شكله ليست من وثائق موثوقة كما أنها متضاربة ومتعارضة.
لكن يمكننا القول من خلال هذه الروايات أنه:
كان يتسم بالقوة وليس بالقصير ولديه لحية بالإضافة إلى أن شعره كان عبارة عن خصلة شعر طويلة.
أما عن أصدقاؤه فلم يكن لجنكيز خان أصدقاء مقربين لكنه كان في اختياره لقادة جيوشه كان يهتم بمن لديهم خبرة ويتمتعون بكفاءة كبيرة دون أن يضع في اعتباره أي شيء عن طبقتهم التي أتوا منها أو عن سلالتهم التي انحدروا منها.
ويذكر في هذا الصدد أن جنكيز خان كاد أن يُقضي على حياته في معركة دارت بينه وبين قبيلة تايجوت في عام ١٢٦١ التي أصيب فيه حصانه عندما تلقى سهمًا اخترق جسده.
لكن تيموجين انتصر في هذه المعركة وبعد أن انتهت المعركة ذهب ليشاهد الأسرى وبحث عن الجندي المعادي له الذي أصاب حصانه بهذا السهم.
قدر تيموجين موهبة هذا الجندي وبراعته في القتال بل إنه وضعه في جيشه كأحد الضباط وأطلق عليه لقب السهم. ليكون بذلك من أكبر قائدي المغول الذين تمكنوا من احتلال أجزاء كبيرة من آسيا وأوروبا.
خيارات جنكيز خان الاستسلام أو التدمير
قبل أن يهاجم جنكيز خان أي مملكة يحاول أن يضمها إلى إمبراطوريته كان يمنحها فرصة في البداية لتستسلم بطريقة سلمية، لكنه كان شديدًا وعنيفًا مع الممالك التي رفضت أن تنصاع إلى أوامره.
على سبيل المثال:
عندما توجه إلى الإمبراطورية الخوارزمية وقرر أن يضمها إلى إمبراطورتيه أرسل لها في البداية رُسل من المغول للتفاوض مع حاكمها. لكن هذا الحاكم قتل الرسل القادمين من جانب جنكيز خان في عام ١٢١٩.
فرد جنكيزخان بكل قسوة وشن حرب ضارية على الإمبراطورية الخوارزمية نتج عنها الكثير من الدمار وراح ضحيتها الكثير من القتلى خلال هذه الأحداث.
طلب جنكيز خان من مجموعة من المغول أيضًا أن يتوجهوا إلى جانبه للقضاء على الإمبراطورية الخوارزمية، لكن هذه المجموعة رفضت أن تشن حملات مع جنكيزخان على خوارزم فقرر تيموجين معاقبتهم فدمر ديارهم وقام بإعدام الكثير من العائلة المالكة لتلك المجموعة.
وعلى الرغم من هذه الشدة التي كان يتصف بها جنكيزخان إلا أنه كان يحترم الأديان وكان يمتنع عن مهاجمة أهل العبادة بالإضافة إلى أنه كان يعفيها من دفع الضرائب.
قوانين جنكيز خان
ربما كان جنكيز خان يفعل هذا الأمر لينال رضا الشعوب ويضمها إلى صفوفه، ولذلك كان يعمد إلى سن قوانين تؤصل إلى فكرة حرية العقيدة.
وداخل المغول أنفسهم تنوعت الديانات فمنهم من كان مسيحيًا ومنهم من كان بوذيًا ومنهم من كان مسلمًا. بالإضافة إلى العديد من الأديان الأخرى.
أما عن جنكيز خان فكان يؤمن بعقائد شامانية تعاليمها توصى بتقديس أرواح السماء.
أول من أنشأ نظام بريد عالمي
يُذكر لجنكيز خان أنه أول من أنشأ نظام بريد عالمي في التاريخ.
تمكن جنكيزخان من إنشاء شبكة اتصالات تجول مشارق الأرض ومغاربها وفي بداية حكمه أوصى جنكيزخان بإنشاء خدمة البريد السريع والتي أطلق عليها خدمة يان.
وفي هذه الخدمة كان يتجه السعاة من الشرق إلى الغرب ومن الغرب إلى الشرق قاطعين مسافات شاسعة يستبدلون خلالها الأحصنة، ويخيمون في الطرق لينالوا بعض الراحة وذلك من أجل نقل الرسائل البريدية في شتى أرجاء الإمبراطورية المغولية.
لم يكن هذا النظام مخصصًا لنقل الرسائل فقط بل إنه شمل نقل البضائع. بالإضافة إلى أنه كان يمثل خاصية إعلامية.
فقد كان جنكيز خان يتعرف على الأخبار السياسية والتطورات العسكرية التي ينقلها إليها جواسيسه الموزعين في كافة أرجاء الإمبراطورية.
بالإضافة إلى ذلك تمكن جنكيزخان من الحصول على قدر من الأمان تجاه التجار الأجانب والشخصيات الهامة أثناء سفرهم في مملكته.
ضحايا جنكيز خان
قضى الغزو المغولي على حياة الكثيرين الذين لا يمكن تقدير أعدادهم. لكن المؤرخين يقدرون ما قضى عليه جنكيزخان في منطقة إيران وحدها بما يقدر ثلاثة أرباع سكانها.
وبحسب النسب التي وردت في كتب التاريخ:
فإن جنكيز خان قد قتل ما يقرب من ١١ % من إجمالي سكان العالم، والذي يقدره المتخصصون والباحثون بأنه ربما يصل إلى 40 مليون إنسان.
وتذكر المصادر أن أعداد سكان الصين قد انخفض بعشرات الملايين أثناء فترة حكم جنكيزخان.
قبر جنكيز خان ولغز وفاته
لا معلومات أكيدة حول وفاة جنكيز خان بمعنى أنه لم تذكر كتب التاريخ كيف مات أو أين دفنت جثته.
لكن هناك بعض الروايات التي تقول بأنه توفي عام ١٢٢٧ إثر إصابة تابعة لسقوطه من على ظهر الحصان،
وهناك بعض الروايات الأخرى التي تشير إلى أنه قد توفي بسبب إصابته بمرض الملاريا أو أنه قد لقي حتفه جراء سهم أصابه في ركبته ولكن لم تذكر أي الروايات أي معلومة عن المكان الذي دفنت فيه جثته.
وتذكر الأساطير بأن أتباع جنكيز خان قد قاموا بقتل كل من تواجد في طريقهم أثناء توجههم إلى دفن الجثمان. وبعد أن عادوا من دفنه جعلوا الخيول تسير فوق خطاهم ليخفوا بذلك أي آثار تشير إلى مكان دفنه، وإلى يومنا هذا لا يوجد مكان محدد يمكننا القول بأنه من المحتمل أن يكون جنكيز خان قد دفن فيه. لكن هناك بعض الروايات التي تذكر أنه ربما يكون قد دفن بالقرب من جبل في منغوليا يطلق عليه بورخان.
السوفييت ومحاولة إخفاء أي شيء يخص القائد المغولي
ويذكر أيضًا أن السوفيت قد جاهدوا لإخفاء أي أخبار تشير إلى حياة جنكيز خان داخل منغوليا وذلك لأن الشعب في منغوليا يعتبر جنكيزخان من الأبطال الذين يجب أن تخلد ذكراهم. وفي محاولة للسوفيت للقضاء على القومية المنغولية قاموا بمنع ذكر جنكيزخان في أي موضع من أراضي منغولية
كما أنهم أزالوا القصص والروايات المتعلقة به من الكتب المدرسية.
ولكن رغم كل تلك المحاولات من جانب السوفيت بقيت ذكرى جنكيز خان باقية بعد أن عادت منغوليا في عام ١٩٩٠ وتمكنت من التخلص من سيطرة الحكم السوفيتي.
المصدر: أطلس المعرفة