السفير السوري في موسكو يوجه رسالة حادة لصحيفة روسية
قبل يومين من وصول وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في زيارة عمل إلى موسكو ، نشرت صحيفة “”NG” (نيزافيسيميا غازيتا ــــ الصحيفة المستثلة) في 12 من الشهر الجاري رسالة من السفير السوري في موسكو رياض حداد ، موجهة إلى هيئة تحرير الصحيفة ، يعترض فيها على “الأمور غير الدقيقة” ، التي وردت في مقالة نشرتها الصحيفة في 9 من الشهر الجاري ، بعنوان “إيران تعد بإعادة هضبة الجولان إلى سوريا” وعنوان ثانوي “دمشق وطهران تنصبان فخاً لموسكو” .
تعرّف الصحيفة كاتب المقالة إيغور سوبوتين ، بأنه مراقب الشؤون الدولية لدى رئيس التحرير . ويوجز السفير إعتراضاته على المقالة بخمس نقاط ، تهدف جميعها ، كما يبدو، إلى التمهيد لزيارة وزير الخارجية السوري إلى موسكو ، وذلك بإزالة الإنطباع ، الذي خلقته زيارة الوزير السوري الأولى له في منصبه الجديد إلى طهران ، وليس إلى موسكو.
تقول النقطة الأولى في إعتراضات السفير ، أن ما ورد في المقالة عن أن زيارة فيصل المقداد الأولى له بهذه الصفة إلى طهران ، تُظهر أولويات السياسة الخارجية لدمشق الرسمية ، هي فرضيات ليست موجودة سوى في أفكار كاتب المقالة وبعض الجهات القلقة من العلاقات المتقدمة بين سوريا وروسيا . وزيارة وزير الخارجية لبلد ما ، ترتبط فقط بالجدول الزمني للبلدين ، من دون أية إشارات سياسية.
وتشير النقطة الثانية إلى أنه ليس من المفهوم ما الذي يعنيه الكاتب بالقول ، أن الجولان السورية المحتلة أصبحت مصدر مشاكل في الفترة الأخيرة . هذا مع العلم ، أن الجولان أرض سورية إحتلتها إسرائيل العام 1967 ، ويضمن القانون الدولي حق سكانها بمقاومة المحتلين ، وذلك في إشارة من السفير إلى مظاهرات سكان مناطق في الجولان ضد مشروع إسرائيل نصب أعمدة مراوح هوائية لتوليد الطاقة الكهربائية في الأراضي الخاصة للسكان .
وتعترض النقطة الثالثة على رأي بوليتولوج (خبير المجلس الروسي للعلاقات الخارجية كيريل سيميونوف) إستضافه الكاتب ويقول ، بأن زيارة الوزير السوري إلى إيران تُظهر من هو الحليف الرئيسي للحكومة السورية ، وأن القيادة السورية عازمة على البقاء أحد عناصر محور المقاومة . وهنا يعود الكاتب ، برأي السفير ، إلى الرأي القائل بأن زيارة الوزير إلى إيران ترتدي طابع المقارنة بين الحلفاء ، وبأن علاقات سوريا بإيران تتناقض مع علاقاتها المميزة بروسيا. وهذا تشويه للوقائع، لأن العلاقات السورية الإيرانية قائمة منذ أربعين عاماً ، ولم تتناقض يوماً مع العلاقات السورية الروسية ( في النص الروسي ــــــــ العلاقات الروسية الإيرانية) القائمة منذ سبعين عاماً.
ويقول السفير ، بأن المقالة تتضمن سوء فهم لإتفاقية الهدنة العام 2018 في المنطقة الجنوبية ، حيث يقول الكاتب ، بأن هدف الإتفاقية كان يتمثل في دمج المنتفضين السابقين في القوات الرسمية من أجل مواصلة القتال ضد المقاتلين من فصائل الدولة الإسلامية . وكان يُنظر إلى الإحتفاظ بهم في الجنوب ك”منطقة سنية عازلة” ضد الوجود الشيعي في هذه المنطقة ، علماً أن الإتفاقية بشأن المنطقة الجنوبية قد عُقدت في سياق مراسيم حول المصالحة الوطنية بمبادرة من الحكومة السورية لكل من حمل السلاح ، بغية وقف إراقة الدماء بين السوريين.
وتقول النقطة الخامسة ، أن الكاتب يؤكد في مقالته أن الهجمات الإسرائيلية على الأراضي السورية كانت نتيجة للوجود الكثيف لخلايا حزب الله المحلية . ويشير هذا إلى توهمه الخطير وتقبله للبروباغندا الإسرائيلية ، التي تحاول تبرير الهجمات غير القانونية على الأراضي السورية ، بغية دعم المجموعات الإرهابية المسلحة ومدها بالزخم ، بعد تعرضها للهزائم المتتالية على يد الجيش السوري والضربات الجوية الروسية.
وكالات
اقرأ ايضاً:المقداد من موسكو يوجه رسالة للرئيس الامريكي الجديد